فوائد تعليم والدورف

اقرأ في هذا المقال


يشكل فهم الحاجة إلى إشراك الأطفال من خلال القلب واليدين والرأس النموذج التعليمي الأساسي في تعليم والدورف، بدلاً من التركيز فقط على العمل التعليمي حول اكتساب المعرفة، ويصبح التركيز على إنشاء عمليات تعلم هادفة، من خلال خبرات التعلم متعددة الحواس والأوجه، ويمكن للطلاب والمعلمين استخدام ذكائهم في تطوير قدراتهم على الشعور والتفكير والنشاط المتعمد.

فوائد تعليم والدورف

1- يتمتع الأطفال بطفولة متواصلة: فعند القيام بزيارة مدرسة والدورف ومشاهدة الطلاب وهم يلعبون، سيتم رؤية أطفالًا يسعدون بالسماح لهم بالعيش في الوقت الحالي، ويكونون أحرارًا في استكشاف الطبيعة والذهاب إلى حيث يأخذهم إحساسهم الواسع بالتعجب والخيال، في العالم المحموم، حيث أصبح دفع الأطفال إلى الإسراع أو التخلف عن الركب هو القاعدة.

كما يتبنى تعليم والدورف وجهة النظر القائلة بأن الطفولة شيء يجب الاستمتاع به، ومن خلال كونهم أحرارًا في التطور وفقًا لإيقاعاتهم الطبيعية الخاصة، ويتميز الطلاب المتعلمون في مدارس والدورف بأنهم عاشوا طفولة شاملة وغنية وممتعة، ويكتسبون المهارات التي تساعدهم ليصبحوا أشخاصاً يتمتعون بالصحة ويحققون أهدافهم.

2- التعلم عملي ومناسب للعمر: حيث لن يتم إجاد أطفالًا صغارًا يحومون حول جهاز كمبيوتر في فصل دراسي في مدرسة والدورف أو يفوتهم المشي في الغابة أو رحلة إلى المزرعة من أجل الجلوس لاختبار معياري، ففي تعليم والدورف، التعلم هو نشاط تجريبي، لا يتعلق الأمر بالاستغناء عن تجارب معينة، بل يتعلق بتعريف الأطفال بكل تجربة في الوقت المناسب أثناء نموهم.

وعندما يحين الوقت لتدريس مزايا التكنولوجيا واستخداماتها وطرقها، يقوم معلمو مدرسة والدورف بذلك، والمعرفة والوعي الذاتي ومهارات حل المشكلات التي يطورها الأطفال خلال سنوات من الاستقصاء العملي لها قيمة أكبر بكثير بالنسبة لهم كمتعلمين وككائنات بشرية أكثر من أي شيء يمكن أن يلتقطوه من خلال الجلوس أمام الشاشة.

3- الدراسة المتعمقة تثري خبرات التعلم: فلطالما تم التعرف على مزايا التعلم الجماعي في تعليم والدورف، ففي الدرس الصباحي اليومي (أو الرئيسي)، يقضي طلاب والدورف من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر ما يصل إلى ساعتين في التركيز على موضوع واحد يتم تناوبه كل 3 إلى 4 أسابيع بين التخصصات الأكاديمية، والطلاب لديهم الفرصة لدراسة كل موضوع بدقة ومن عدد من وجهات النظر، مما يساهم في استمتاعهم وفهمهم للموضوع.

4- يتعلم الطلاب كيفية القيام بدور نشط في تعليمهم: حيث من اكتشاف الأبجدية في الصف الأول إلى اكتشاف علم التشريح والجبر والتاريخ الأمريكي في الصف الثامن، وحتى مرحلة الدراسة في المدرسة الثانوية، يشارك طلاب والدورف في عملية التعلم من خلال إنشاء كتب مدرسية خاصة بهم مرسومة بشكل جميل كالمجلات التي تحتوي على قصص ومقالات وقصائد وخرائط ورسوم توضيحية وأوصاف معملية ومعادلات رياضية.

فبدلاً من الاعتماد على المواد المهضومة مسبقًا والمقدمة لهم في الكتب المدرسية التقليدية، فإن عملية إنشاء كتب الدرس الرئيسي تسمح للأطفال باستيعاب الدروس التي يجلبها لهم مدرسوهم وجعل التعلم خاصًا بهم.

5- تنتج مدارس والدورف أفرادًا جيدًا: حيث يسعى معلمو والدورف لإبراز ما يعيش في كل طالب، لكن يحرصون على عدم المبالغة في التأكيد على سمة أو مهارة على أخرى، ويدرس جميع الطلاب الرياضيات والعلوم ويتعلمون اللغات الأجنبية، وجميعهم يعزفون على آلة موسيقية ويغنون في الكورس، ويتعلمون جميعًا العمل اليدوي ويأخذون دروسًا في الحركة ويؤدون مسرحية في الفصل.

والهدف من تعليم والدورف هو تعريض الأطفال لمجموعة واسعة من الخبرات وتطوير العديد من الاهتمامات والقدرات بداخلهم، وهذا بدوره يؤدي إلى شباب متوازنين يتمتعون بمستويات عالية من الثقة في قدرتهم على تطبيق المهارات التي تم تطويرها في منطقة إلى أخرى، ومعرفة أنهم قادرون على إتقان أي شيء.

6- يتمتع الأفراد المتعلمون في والدورف بشغف دائم للتعلم: ففي مدرسة والدورف لا يُقاس التعليم بالمنافسة ودرجات الاختبار، ولكن يُنظر إليه على إنه رحلة مدى الحياة، والنهج التعليمي الذي يستجيب بشكل مناسب لاهتمام الطفل الطبيعي بالعالم لا يسعه إلا أن ينتج عنه رغبة جوهرية في اكتشاف المزيد.

ويُنظر إلى مدارس والدورف أحيانًا بشكل خاطئ على أنها مدارس فنية نظرًا لعمق مناهج الفنون الجميلة والعملية وفنون الأداء التي سيتم إجادها هناك، وهي منسوجة بطريقة متعددة التخصصات بين جميع المواد الدراسية، ومن المثير للاهتمام، مع ذلك أن العلوم في الواقع هي التي أصبحت اختيارًا وظيفيًا للعديد من خريجي مدرسة والدورف، والاهتمام نشأ خلال سنوات من الاستكشاف والاختراع والاكتشاف.

أسس تعليم والدورف

يبدأ تعليم والدورف بفرضية مفادها أن الطفولة تتكون من ثلاث مراحل متميزة يبلغ كل منها سبع سنوات تقريبًا من الولادة إلى سن السابعة (الطفولة المبكرة)، ومن سبعة إلى 14 عامًا (مرحلة الطفولة المتوسطة)، ومن 14 إلى 21 عامًا (مرحلة المراهقة)، وتشكل كل مرحلة الطريقة التي يشعر بها الأطفال تجاه العالم ويتعاملون معها فكريًا وعاطفيًا وجسديًا وروحيًا والتي بدورها تشكل الطريقة التي يتعلمون بها، ويعتقد معلمو والدورف أن المناهج وطرق التدريس يجب أن تكون مصممة بشكل مناسب لهذه المراحل التنموية، وكل منها يتطور مع تطور الطفولة.

1- الطفولة المبكرة تنمي الأطراف من خلال العمل: حيث الأطفال الصغار من الولادة حتى سن السابعة يعيشون في المقام الأول من خلال حواسهم ويتعلمون بشكل أفضل من خلال التقليد، ويسعى معلمو والدورف في مرحلة الطفولة المبكرة إلى أن يكونوا شخصيات جديرة بالتقليد، حيث يرعون ازدهار كل طفل، ويوفرون بيئات لطيفة وغنية بالحواس وأنشطة قائمة على اللعب تشجع الطفل الصغير على استكشاف العالم الطبيعي، واستكشاف العلاقات الاجتماعية، وتوسيع القدرات التخيلية، وتضع هذه الأنشطة أسسًا حاسمة للتطور الفكري والعاطفي والجسدي.

2- الطفولة الوسطى تنمي القلب من خلال الخيال: حيث بين سن السابعة والرابعة عشر، يتعلم الأطفال بشكل أفضل من خلال الدروس التي تمس مشاعرهم وتنشط قواهم الإبداعية، ومنهج مدرسة والدورف الابتدائية ينبض بالحياة مع الحكايات الخيالية والخرافات، والملاحم الأسطورية، والسير الذاتية المثيرة للشخصيات التاريخية، ويقوم معلمو والدورف في المرحلة الابتدائية أو في الفصل بدمج سرد القصص والدراما والحركة الإيقاعية والفنون البصرية والموسيقى في عملهم اليومي.

ونسج نسيج من الخبرة يجعل كل موضوع ينبض بالحياة في تفكير الطفل وشعوره ورغبته، وتم تكليف والدورف بالمهمة الأساسية المتمثلة في مرافقة طلابهم في رحلة تستغرق عدة سنوات، حيث يلعب مدرسو الصفوف من 1 إلى 8 دورًا مشابهًا لدور الوالد الفعال، حيث يوجه التعلم الأكاديمي الرسمي للأطفال مع إيقاظ تطورهم الأخلاقي وزيادة وعيهم بمكانهم في العالم.

3- المراهقة تنمي العقل من خلال تمييز العالم: حيث تشير الأعمار من 14 إلى 21 إلى تطور العقل المستقل، بالإضافة إلى القدرة على فحص العالم بشكل تجريدي وممارسة التمييز والحكم والتفكير النقدي، ويتم منح الطلاب في مدارس والدورف الثانوية استقلالية متزايدة في تعليمهم تحت إشراف المعلمين المتخصصين في مجالاتهم.

وفي الختام أصر شتاينر على أن معلمي مدرسته يدركون ويستجيبون للاحتياجات التنموية للأطفال، وستكون النتيجة المرجوة هي الشباب الذين كانوا مفكرين مستقلين لحل مشاكل، وقادرين على مواجهة تحديات عصرهم بشكل خلاق، ولا تزال روح المثالية والتفكير المستقبلي هذه من المثالية والالتزام والمشاركة مع العالم سمة مميزة لتعليم والدورف في هذا العصر وهذا كله يلخص أهم فوائد تعليم والدورف.


شارك المقالة: