كيف تعزز طريقة منتسوري معرفة القراءة والكتابة

اقرأ في هذا المقال


القراءة والكتابة من أهم المعالم في حياة الأطفال الصغار، وهاتان مهارتان تنمويتان لا غنى عنهما تؤثران على قدرة الأطفال على التواصل وتشق طريقهم في عالم التعلم المتقدم، وفي الأساس بدون هذه المهارات لن يكونوا قادرين على التعبير عن أنفسهم ووضع أفكارهم على الورق الذي يمكن أن يكون مفيدًا لأنفسهم وللآخرين.

كيف تعزز طريقة منتسوري معرفة القراءة والكتابة

وقبل أن يتعلم الأطفال القراءة والكتابة بشكل صحيح يجب أن يطوروا قدرتهم على التحدث أولاً، وغالبًا ما يشعر الأطفال بالحماس الشديد؛ لأنهم قادرون على التحدث والتعبير عن أفكارهم بحيث يمكن أن يتلعثموا من وقت لآخر، كما إنها مرحلة طبيعية عندما يبدأ الأطفال في تطوير لغتهم اللفظية ويجب أن يصبح الوالدان مستمعين يقظين لأطفالهم الصغار، دون التركيز على الكلمات الخاطئة أو الخطأ أو التلعثم.

وفي طريقة منتسوري يتم دعم تطوير اللغة من خلال عدد من الأنشطة التي تحفز مهارات الاتصال وتطوير المفردات، وهناك مجموعة واسعة من المواد للاستعداد للقراءة والتحليل الصوتي بالإضافة إلى التحكم الحركي الدقيق، ووفقًا لمنتسوري، يجب أن تستند عملية محو الأمية إلى المهارات التالية:

1- المهارات الجسدية، حيث يبدأ الأطفال الصغار بتعلم الأصوات والحروف من خلال العمل اليدوي، والتركيز على الأنشطة العملية وكذلك عندما يلمسون ويتعرفون على المواد ذات الأشكال والأحجام المختلفة.

2- المهارات العقلية، حيث يحرز الأطفال تقدمًا في تطوير اللغة، بحيث يتعرفون على الأصوات التي يحتوي عليها كل حرف ويقسمون الكلمات إلى أصوات.

3- المهارات اجتماعية، حيث يمكن للأطفال تعلم اللغة بشكل طبيعي، وعندما يتم تضمينهم في المحادثات مع أفراد الأسرة والأقران.

مناهج منتسوري لتعلم القراءة والكتابة

الانتقال من أنشطة المهارات الحركية إلى المواد الحسية

تركز طريقة منتسوري على تدريب الحواس كشرط أساسي لاكتساب مهارات القراءة، ولكن قبل أن يبدأ الأطفال في العمل باستخدام المواد الحسية، فإنهم يشاركون في الأنشطة التي تطور مهاراتهم الحركية مثل غسل الأطباق أو تلميع الملابس أو تنظيفها بالفرشاة.

والحقيقة هي أن الأنشطة الحركية الدقيقة تعمل على تحسين حركات العضلات الصغيرة، والتي تمكن من إعادة إنتاج الحروف والأرقام باستخدام الأيدي والأصابع، وعندما يعمل الأطفال مع المواد الحسية، فإنهم يطورون حواسهم لإدراك أصوات الأشياء المختلفة.

الكتابة أولا ثم القراءة

وفقًا لنهج منتسوري يجب أن تسبق الكتابة القراءة، فعندما يتعلم الأطفال الكتابة صوتيًا، فإنهم يبدأون بأصوات تشكل أساسًا للقراءة، وفي وقت لاحق يكون الطفل قادرًا على ربط الأصوات الصوتية بأحرف معينة، وفي فصل منتسوري يتعلم الأطفال تشكيل الكلمات عن طريق التقاط الحروف الورقية الملونة من أبجدية منتسوري ووضعها على الطاولة.

ويتم تشجيعهم على كتابة ما يريدون، حتى لو أساءوا استخدام الحروف، ومع تقدمهم سيكتبون بشكل صحيح أكثر حتى دون أن يلاحظوا ذلك، والهدف الرئيسي في مرحلة مبكرة من تعلم القراءة والكتابة هو جعل الأطفال قادرين على التعبير عن أفكارهم في شكل مكتوب، وليس إتقان قواعد الإملاء أو القواعد.

الخبرة تسبق المفردات في منهج منتسوري

في بيئة منتسوري تتقدم التجربة الحقيقية قبل المفردات، وفي مثل هذا السياق يقدم مدرسو منتسوري للأطفال أفعالًا حقيقية قبل بطاقات الأفعال، والطبيعة الحقيقية قبل الصور ذات المناظر الطبيعية، وقطعة موسيقية حقيقية قبل البطاقات مع الآلات الموسيقية والملحنين المشهورين، وبالتالي يمكن للأطفال التعامل مع الأشياء الحقيقية ومن ثم معرفة أسمائهم، وبهذه الطريقة، يمكن للأطفال فهم العلاقة بين اللغة والعالم الحقيقي.

رواية القصص والقراءة

يتشكل أساس القراءة، عندما يرى الطفل الناس من حوله يقرؤون ويفعلون ذلك بسرور، ويحب الأطفال التحدث إليهم والاستماع إلى القصص، ويمكن للقراءة بصوت عالٍ للأطفال أن تساعدهم في استكشاف حقائق جديدة، والحصول على النطق الصحيح للكلمة، وكذلك التعرف على المفردات التي لا تظهر دائمًا في المحادثات اليومية، ويعتبر سرد القصص طريقة جيدة لغرس حب الكتب والقراءة بمفردها مدى الحياة.

مواد منتسوري لتعلم القراءة والكتابة

رسائل ورق الصنفرة

في نهج منتسوري يتم تعريف الأطفال بأصوات الحروف قبل أن يتعرفوا على أسماء هذه الحروف، وحروف ورق الصنفرة هي الحروف الأبجدية المعروضة في قطع صغيرة من ورق الصنفرة، حيث يتعلم الأطفال أولاً كتابة الحروف بشكل منفصل ثم دمج الحروف المختلفة في الكلمات، والهدف الرئيسي من مادة منتسوري هذه هو مساعدة الأطفال على حفظ والتعرف على صوت وحجم الحروف المختلفة وتعلم كل من القراءة والكتابة.

أبجدية منتسوري

توفر أبجدية منتسوري المتحركة للأطفال تجربة حسية رائعة، حيث يمكن للأطفال حمل الحروف في أيديهم، والشعور بشكلها والتلاعب بها أثناء تكوين الكلمات، ويتم تزويد بعض المتغيرات من أبجدية منتسوري ببطاقات صور، ومن المتوقع أن يقوم الطفل بتكوين كلمة من الصورة ونطق صوت كل حرف، ويجب قص بعض بطاقات الصور على لوحة خاصة، مما يحفز تنمية المهارات الحركية الدقيقة وعضلات اليد اللازمة للكتابة.

مواد لمطابقة الأشياء والبطاقات أو الكلمات والبطاقات

تعتمد هذه المواد على مطابقة الأشياء والبطاقات، حيث من المتوقع أن يتعرف الطفل على الكائن ويجد المطابقة، كقاعدة عامة، ويمكن تجميع صور البطاقة حسب الموضوع وتوضيح بعض الأشياء أو الكلمات الأساسية التي سيعرفها الطفل بالتأكيد.

صندوق الكلمات السرية في منهج منتسوري

هذا صندوق من الكلمات مكتوب على قطع منفصلة من الورق ويظل مطويًا، حيث يأخذ الأطفال البطاقات التي تحتوي على كلمات صامتة من الصندوق، ويقرؤونها لأنفسهم ويطوونها احتياطيًا، تم تصميم هذه المواد لتعريف الأطفال بالقراءة الصامتة.

بطاقات العمل في منهج منتسوري

إنه صندوق صغير به بطاقات فعل وأسماء مقدمة للأطفال بطريقة مرحة، ويكون الأطفال متحمسون للمشاركة في مثل هذا النشاط الشبيه باللعبة، حيث يمكنهم التعلم واللعب، وعندما يأخذ الطفل بطاقة فعل، فمن المتوقع أن يقوم بعمل ما ويجب على الآخرين تخمين الفعل الذي تم عرضه، وإذا أخذ طفل بطاقة اسم، فيجب عليه أو عليها أن يجد الكائن الصحيح في الفصل ويضع بطاقة عليه كملصق.

وتشير ماريا منتسوري إلى أن مواد منتسوري لتعلم القراءة والكتابة تعتبر مكونات لا غنى عنها لبيئة منتسوري حيث إنها تساعد الأطفال باستمرار على اتخاذ خطوات نحو القراءة والكتابة المستقلة وتضيف الإثارة إلى هذه العملية المعقدة.

وفي النهاية يمكن تلخيص ذلك بأن بيئة منتسوري توفر الدعامة للأطفال والتسهيلات اللازمة لاكتساب مهارات القراءة والكتابة بشكل طبيعي، ويُعَد الفصل الدراسي في منتسوري بيئة صديقة للقراءة، حيث يتم تشجيع الأطفال على العمل بشكل مستقل لإتقان الأصوات والحروف والكلمات، بصرف النظر عن القراءة على هذا النحو، ويتم إيلاء اهتمام خاص لأنشطة القراءة المشار إليها في الجغرافيا والتاريخ وبعض الموضوعات الأخرى، مما يعكس اهتمام الأطفال المحدد.


شارك المقالة: