ما هي القواعد في مدرسة منتسوري

إذا فكر معظم الناس في وقتهم في المدرسة فيمكنهم تذكر القواعد التي كان عليهم اتباعها، فالكثير من القواعد: المشي لا تركض ارفع يدك لكي تتكلم يتناوبون ابق في فترة راحة إذا لم تنهي واجبك المنزلي ممنوع القراءة أثناء الدرس اذهب إلى الحجز إذا كنت تعتمد على مكتبك والقائمة تطول وتطول، أما في أحد الفصول الدراسية في منتسوري لا يوجد سوى عدد قليل من القواعد المهمة وبالتأكيد لا يوجد نظام صارم.

ما هي القواعد في مدرسة منتسوري

ومع ذلك عند الدخول أي فصل دراسي في منتسوري سيتم ملاحظة على الفور البيئة المنظمة والهادئة والمليئة بالأطفال الذين يتسمون بالتركيز وحسن التصرف، فكيف يكون ذلك؟

قواعد منتسوري بسيطة وقابلة للتنفيذ وشاملة، وتم تصميم قواعد منتسوري لحماية حقوق الطفل ومحاسبته على مسؤولياته، ويعتبر احترام الطفل من صميم جميع قواعد منتسوري.

الانضباط في إعدادات منتسوري

قبل أن يتم التحدث عن قواعد منتسوري من المهم أن يتم فهم فلسفة منتسوري في الانضباط ككل، حيث تشير الأساليب التقليدية إلى أن الانضباط هو نظام للمكافآت والعقوبات.

وهذا ليس هو الحال بالنسبة لانضباط منتسوري مثل جميع جوانب فلسفة منتسوري فإن نظام منتسوري يدور حول التعلم الذي يركز على الطفل، وتدرك طريقة منتسوري أن الأطفال سوف يتخذون خيارات جيدة عندما يتم منحهم الحرية للقيام بذلك وأن ميلهم الطبيعي هو القيام بعمل جيد، ولا يوجد طفل يستمتع بالعبث أو الوقوع في المشاكل.

لذلك بدلاً من المكافآت والعقاب فإن نظام منتسوري يدور حول الاتصال والحدود والعواقب الطبيعية، ويحتاج الأطفال إلى التواصل والثقة مع معلميهم ومقدمي الرعاية لهم، ويضع المعلمون ومقدمو الرعاية حدودًا ثابتة ومناسبة للحفاظ على بيئات التعلم والمعيشة، فكل الأفعال لها عواقب طبيعية.

وعند العودة إلى أمثلة النظام التقليدي التي تم استخدامها سابقًا في فصل دراسي على طريقة منتسوري لا يحصل الطفل الذي يؤدي أداءً جيدًا في التقييم على قطعة حلوى، بل يحصلون على الفخر والثقة التي تأتي من بذل قصارى جهدهم، بالإضافة إلى التشجيع والثناء من معلميهم على العمل الجاد.

ولا يجب عزل الطفل الذي يترك فوضى على طاولته أثناء الغداء لأن هذين الأمرين لا علاقة لهما ببعضهما البعض، بدلاً من ذلك سيختبرون النتيجة الطبيعية لاضطرارهم إلى تنظيف مائدتهم.

وبدلاً من إجبار الأطفال على التصرف من خلال السيطرة والعقاب والرشوة، تم تصميم نظام منتسوري لمساعدة الأطفال على تعلم التصرف بطرق آمنة ومحترمة ومنتجة.

قواعد منتسوري الأساسية

يختلف كل فصل دراسي في منتسوري ويدير كل معلم منتسوري فصله الدراسي بشكل مختلف قليلاً، والشيء نفسه ينطبق على الآباء ومقدمي الرعاية منتسوري، ومع ذلك يبقى شيء واحد ثابتًا في جميع بيئات منتسوري وهي القواعد الأساسية.

والقواعد الأساسية هي العمود الفقري لانضباط منتسوري وهي مسؤولة إلى حد كبير عن الحفاظ على بيئة هادئة ومركزة وممتعة، وتوجد ثلاث قواعد أساسية رئيسية في أي مساحة بمنتسوري:

١- احترام الذات.

٢- احترام الآخرين.

٣- احترام البيئة.

وهذه القواعد قد تبدو بسيطة لكن هذه القواعد الثلاث تغطي أي سيناريو يمكن التفكير فيه، حيث طالب يدفع طالب آخر هذا ينتهك احترام الآخرين، طفل يرمي ألعابه في أرجاء الغرفة ولا يلتقطها هذا ينتهك احترام البيئة، وطالب يرفض المشاركة في التعلم هذا ينتهك احترام الذات.

وكل هذه القواعد الثلاثة يسهل على الأطفال فهمها والتحدث عنها، مما يسمح للأطفال بأن يكونوا جزءًا من المحادثة حول قواعد الفصل أو المنزل، بدلاً من مجرد الخضوع لهذه القواعد.

تتوافق القواعد الأساسية أيضًا إلى حد كبير مع جميع المبادئ الأساسية لمنتسوري، كما إنهم يظهرون احترام الطفل من خلال وضع قواعد ليست مصممة للتحكم في الطفل، ولكنها تهدف بدلاً من ذلك إلى إرشاد الطفل، وتم إنشاؤها وفقًا لمبدأ العقل الممتص، مع فهم أن الأطفال يمكنهم تعلم وفهم هذه القواعد لأنهم كائنات ذكية وتفكر.

وهي مصممة للعمل بشكل جيد مع فكرة الفترات الحساسة، لأنها واسعة بما يكفي بحيث يمكن الوصول إليها على مستويات مختلفة من قبل الأطفال من مختلف الأعمار ومراحل النمو، ويساعد احترام البيئة الأطفال على أن يكونوا مشاركين نشطين في البيئة المُعدة التي يعمل المعلمون والقائمون على رعايتهم بجد لخلقها لهم، وربما الأهم من ذلك أن هذه القواعد تستند إلى مبدأ التعليم التلقائي، ويتعلم الأطفال بشكل أفضل عندما يعلمون أنفسهم.

القواعد الأساسية عامة عن قصد، لكي يستوعب الأطفال حقًا كيفية التصرف بأمان واحترام، ويجب عليهم استكشاف حدود هذه القواعد بأنفسهم، ولا يمكن ببساطة أن يتم حفر القواعد فيها من قبل المعلم أو الوالد.

الحقوق والمسؤوليات بمنتسوري

هذا لا يعني أن المعلمين وأولياء الأمور ليس لهم دور في تدريس هذه القواعد، حيث تتمثل إحدى الطرق الرائعة والمتوافقة مع منتسوري إلى حد كبير في مناقشة هذه القواعد مع الأطفال من حيث الحقوق والمسؤوليات.

ويتمتع جميع مواطني العالم بالحقوق والمسؤوليات على حدٍ سواء، لذا فهذه طريقة جيدة تتمحور حول العالم الحقيقي لشرح القواعد والانضباط للأطفال، ويساعد هذا النهج الأطفال على فهم أنهم يشاركون في مجتمع يتوقع منهم أشياء معينة ويمكنهم فيه توقع أشياء معينة من أشخاص آخرين، كما إنها أيضًا طريقة مفيدة لتعليم الأطفال كيف يمكنهم التواصل بشكل إيجابي مع الآخرين.

وقد يكون من المفيد كتابة أو مناقشة قائمة الحقوق والمسؤوليات في الفصول الدراسية والمنزل، ويساعد هذا الأطفال على تفكيك القواعد الأساسية إلى أمثلة يسهل الوصول إليها، وتعمل قوائم الحقوق والمسؤوليات بشكل أفضل عندما يتم إنشاؤها مع الطفل، وليس مع الطفل، ومن المرجح أن يستوعب الأطفال المفاهيم عندما يكونون مشاركين نشطين في تطويرها.

بالنسبة للمعلمين قد يبدو هذا وكأنه نقاش في الفصل الدراسي أثناء العصف الذهني على قطعة من ورق الملصقات، وبالنسبة للآباء ومقدمي الرعاية، قد يكون هذا بسيطًا مثل محادثة فردية، ويمكن لكلا المعلمين طلب الأفكار من الأطفال من خلال طرح أسئلة مثل:

١- كيف تريد أن تشعر في المدرسة أو في المنزل؟

٢- ما الذي يجعلك تشعر بالاحترام؟

٣- كيف يمكنك إظهار الاحترام للآخرين؟

٤- كيف يمكنك إظهار الاحترام للفصل الدراسي أو المنزل أو غرفة اللعب؟

فيما يلي مثال لما قد تبدو عليه بعض عناصر قائمة الحقوق والمسؤوليات:

أ- لديه الحق في الشعور بالأمان الجسدي والعاطفي في المدرسة، وتحمل مسؤولية أن يكون آمنًا بكلماته وأفعاله حتى يشعر الآخرون بالأمان أيضًا.

ب- لديه الحق في استخدام أي مواد صفية يعرفها ويعرف كيفية استخدامها بشكل صحيح، وتحمل مسؤولية انتظار دوره لاستخدام هذه المواد إذا كان شخص آخر يستخدمها أولاً، ولمعاملة هذه المواد باحترام، واستخدامها بأمان، وإعادتها إلى حيث تنتمي عندما ينتهي منها.

ج- لديه الحق في التنقل في الفضاء بحرية، ولديه مسؤولية التحرك بهدوء وأمان، وبطريقة لا يزعج الآخرين.

د- لديه الحق في العمل واللعب بالطريقة التي أختارها، سواء كان ذلك بمفرده أو مع صديق أو في مجموعة، وتحمل مسؤولية احترام اختيارات الآخرين.

من المهم ملاحظة أن الحقوق والمسؤوليات ليست فقط للطلاب، ولكن للمعلمين ومقدمي الرعاية أيضًا، والنمذجة هي جوهر كل تعليم منتسوري وهذا ليس استثناءً، وإذا أراد مقدمو الرعاية أن يتعلم الأطفال التصرف، فمن الضروري أن يعلموهم بالقدوة، إذ يجب التفكير في مدى إرباك الأطفال عند إخبارهم بضرورة التزام الصمت قبل مشاهدة معلمهم وهو يصرخ على طالب آخر، أو يقال لهم إنهم بحاجة دائمًا إلى تنظيف الفوضى، في حين أن والديهم لا يفعلون ذلك أبدًا.

يجب أن تكون القواعد الأساسية والحقوق والمسؤوليات قابلة للتطبيق على كل من الأطفال والبالغين من أجل خلق بيئة عادلة ومتسقة ومفهومة.

لماذا تعمل قواعد منتسوري

فكيف يعمل هذا لماذا يكون الأطفال أكثر استجابة لبعض القواعد البسيطة التي يتم فرضها من خلال الاتصال والعواقب الطبيعية أكثر من العديد من القواعد الصارمة التي يتم فرضها من خلال العقوبات والمكافآت؟

الجواب بسيط كل شيء عن التعلم، حيث لا يولد الأطفال بفهم كامل لعالمهم، وعليهم أن يتعلموا ذلك فالقواعد التعسفية والقواعد الصارمة والعقوبات والمكافآت، كل هذه الاستراتيجيات يمكنها التحكم في سلوك الطفل، ويمكنها تدريب الطفل على القيام بأشياء معينة أو عدم القيام بأشياء معينة، لكن الطفل لا يتعلم أي شيء في الواقع، بدلاً من ذلك فإنهم ببساطة يؤدون سلوكيات عن ظهر قلب لا يفهمونها.

من ناحية أخرى يعطي نهج منتسوري معنى للقواعد والانضباط ويدعو الأطفال إلى فهم سبب وجودهم، وسيقوم طلاب منتسوري والأطفال الذين نشأوا في أسر منتسوري بتخطي الحدود وحدود الاختبار، مثل جميع الأطفال ولكن القواعد الأساسية والاستجابة لهذا الاختبار والدفع ستساعدهم على فهم هذه الحدود واتخاذ خياراتهم الخاصة حول الطريقة التي يريدون التصرف بها فى المستقبل.

وفي النهاية تشير ماريا منتسوري إلى أن القواعد في مدرسة منتسوري تختلف عن القواعد في المدرسة التقليدية، ففي حين أن الأطفال الآخرين قد يتصرفون لأنهم يخافون مما سيحدث إذا لم يفعلوا، يتصرف أطفال منتسوري لأنهم يعرفون إنه الشيء الصحيح الذي يجب فعله.