ركّز جان بياجيه على التّحليل النفسيّ وسيكولوجيّة الطّفل، لديه نظرياتٌ مفيدة في تفسير الوضع التربويّ للأفراد، أهمّ النظريّات هي النمو المعرفي، حيث يقوم بقياس القدرات وما يرتبط بالذّكاء الذي قد يتغيّر مع التقدُّم في السّن، تهتم النظريّة المعرفية في تفسير النّمو في الأبعاد المنهجيّة والسيكولوجيّة.
مراحل النمو عند بياجيه في النمو المعرفي
مرحلة الذكاء الحسي الحركي
تكون هذه المرحلة منذ ولادة الطّفل وحتّى يصل لعمر سنتين تقريباً، إذ يعتمد الطّفل في هذه السّنين على الحواس والحركات، فإذا تم اكتمال عمر السّنتين تكون حواسه قد نمت وحركاته تطوّرت وأصبحت واضحةً، فيكون اعتماد الطّفل في هذه المرحلة على حاسّة البصر والسّمع واللّمس وبداية الكلام.
من الممكن معرفة قدرة الطّفل في هذه المرحلة طبيعية أو فيها أيّ خلل، يتم ذلك عن طريق مجموعة من السلوكيات التي يقوم بها الأطفال حسب الأشهر العمريّة، يُمكن الانتباه ما إذا كان الطّفل يُؤدّي المهارات حسب العمر أو إذا كان هناك تأخير أو أنّه يَسبق عمره، بالتّالي هذه المرحلة تقوم على تهيئة البُنية المعرفيّة اللاحقة.
مرحلة الذكاء ما قبل العمليات
تكون هذه المرحلة بعد عمر السّنتين، أي بعد انتهاء المرحلة السّابقة حتى تصل إلى سبع سنين، في هذه السّنوات يبدأ العقل بالعمل، كذلك يبدأ الطفل بالتّفكير الرمزيّ ثم التّفكير الحدسيّ، بالتالي تختلف نظرته وسلوكياته وتميل إلى المنطقيّة؛ لأنّ العقل يبدأ بالمُشاركة مع المرحلة الحركيّة.
تُقسّم مرحلة الذكاء ما قبل العمليات إلى قسمين: طور ما قبل المَفاهيم من سنِّ سنتين وحتى أربع سنوات، يتكون لدى الطّفل مهارات التفريق مثل مظهر الطّول. والطور الحدسيّ من سنِّ أربع سنوات إلى سبع سنوات، يبدأ الوعي هنا بثبات الخصائص، فيستطيع الطّفل مثلاً التمييز بين الجمادات وغير الجمادات.
مرحلة التفكير الواقعي أو المادي
تكون هذه المرحلة من سنِّ سبع سنوات وحتى ينتهي سن الحادية عشرة وبعد المرحلة السابقة، يمكن للطفل أن يميّز بين الوقت الماضي والحاضر، يقوم بتصنيف الأشياء بحسب النّوع والشّكل، تتكون مفاهيم الاكتساب، مثل الكُلّ والجزء، الكم والكيف، المُقارنة والتّمايز.
مرحلة التفكير المجرد
تبدأ هذه المرحلة من عمر الثّانية عشرة إلى نهاية الخامسة عشرة من العمر، يتطوّر في هذه المرحلة التّفكير المنطقيّ، يستطيع موضع الفرضيّات والاحتمالات، يظهر تطوّر في التّفكير النّاقد، يقارن الأشياء ويحللها ويختار الأنسب.
في هذا العمر يكون الطّفل الذي أصبح مُراهق قد انغمس في المجتمع وبدأ بالنمو، هذا يكسبه الكثير من المنطقيّات التي يتبنّاها تبعاً للبيئة المُحيطة له بدءاً من الأسرة مروراً بالمدرسة والأصدقاء، هذه هي قاعدته في التطوّر للانطلاق في حياته، فيمتلك قاعدةً فكريّةً خاصّةً به من أفكار ومُعتقدات.