مشاكل الميراث بين الأخوة والأسر في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


على عكس جميع قوانين الأحوال الشخصية الأخرى التي تمارس في جميع المجتمعات، وضع الإسلام قوانين  فريد ومقننة تحدد حق كل شخص في الأسرة، تستمد أحكام الأسرة قوانينها وحقوقها وواجباتها مباشرة من كتاب الدين الله تعالى وهو القرآن الكريم وسنة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، ويكون من الواجب على المسلمين تطبيق قانون الأحوال للأسرة المسلمة لجميع المسلمين، بصرف النظر عن أي عرف أو أي مفهوم أو مغالطة.

مشاكل الميراث بين الأخوة والأسر في الإسلام

وضع الإسلام القوانين التي تنظم حياة الفرد في المجتمع والأسرة، ولا يجوز للمسلم تجاوز أوامر الإسلام في ذلك أو غيره، فالخالق سبحانه وضعها وهو أعلم ما هو أنفع وأضر للفرد، ويجب تطبيق قانون الأحوال الشخصية الإسلامي على جميع المسلمين فيما يتعلق بالزواج والميراث بالأسرة والأبناء، وفهم المقاصد الشخصية الإسلامية في الأسرة والمجتمع، ومن الضروري خضوع الأسرة للقوانين الصادرة من القرآن الكريم والسنة النبوية في ذلك التي تستمد الأسرة المسلمة منها سلطتها.

قال الله تعالى: لِلرِّجَالِ ‌نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ”، النساء،32، هناك العديد من المشاكل التي تعكر صفو الأسرة منها الميراث والنزاعات التي تصدر من وراء الميراث في الأسرة وبين الإخوة والآباء والأمهات، فقد حدد الله تعالى القوانين التي يجب على الآباء والأبناء والأسرة ككل السير عليها، وعدم تجاوز مثل هذه الأوامر بحجة الذكر والأنثى أو الخوف على أحدهما على حساب الآخر أو حرمان فرد في الأسرة بحجة أنه غير مسؤول ومستهتر.

ويحدث العديد من المشاكل الأسرية لتخطى بشرع الله تعالى في الميراث وطرق توزيعه مثلا أن يعطي الابن الأكبر ويحرم باقي أفراد الأسرة او يعطي الذكور ويحرم الإناث، أو يعطي الابن الأصغر ويزود له في نصيبه في الميراث والتركة أو يعطي الإناث ولا يعطي الذكور وهو أمر نادر جدًا في المجتمعات.

ومثل هذه التجاوزات تعمل في الأسر وبين الأبناء فجوة كبيرة ونزاعات عديدة، وتعمل على تدمير الروابط الأسرية والتواصل بينهم، وهذا يخالف أوامر الشريعة في تقوية العلاقات الأسرية والمحافظة على الأسر من أي تأثيرات تخل بهذه الروابط، قال تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ”، النساء، 11.

وفي النهاية يحدد الله تعالى نصيب كل فرد في الأسرة؛ لتفادي الوقوع في المشاكل والصراعات، لكن للأسف هناك العديد من الآباء الذين يفتعلون المشاكل بين الأشقاء بحرمانهم والتوزيع بما هو مخالف لما أمر الله تعالى، فهذا يدل على عدم النضوج والوعي لمقومات الأسرة وأهمية تطبيق شرع الله تعالى.


شارك المقالة: