سيطرة الأزواج على زوجاتهم من وجهة نظر الإسلام

اقرأ في هذا المقال


الإسلام دين العدل والمساواة، فقد وضع حدود وضوابط لجميع العلاقات الأسرية، فلا يجب من الزوج التحكم والتسلط على الزوجة بمجرد أنه زوجها، فخير الرجال من كان ذاو خلق كريم مع زوجته وأبنائه وأهل بيته، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: “قلت: يا رسول الله، ألا تستعمِلنِي؟ فضرب بِيده على منكبي، ثم قال: “يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يَوْمَ القِيَامَةِ خِزيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيهِ فِيهَا”، الحديث صحيح.

هل يسمح الإسلام للأزواج بالسيطرة على زوجاتهم

الإسلام لا يسمح للأزواج السيطرة على زوجاتهم بحِجَّة القوامة، فبعض الأزواج يفسرون ذلك حسب آرائهم ومصالحهم الشخصية، كما منع الإسلام الأزواج ضرب الزوجة من غير مُبرر شرعي كما ذكر في القرآن الكريم.

الرجل بقوته العقلية لا يضرب زوجته أبدًا ولا يسيطر عليها، ناهيك عن التفكير في أن القرآن الكريم قد سمح له بذلك؛ ولكن القرآن لم يسمح بذلك إلا بشروط، كأن يكون الضرب والتأديب وغير مبرح وأن لا يكون على الوجه وأن لا يكون مقصده إهانة زوجته، فالرجل يكبح نفسه؛ لأن الرجل الكريم لا يضرب.

قال الله تعالى: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا، سورة النساء.

والرجال أولياء واوصياء على النساء؛ لأن الله تعالى جعل بعضهم يتفوق على البعض الآخر ببعض الأشياء، ولأن الرجل ينفق على الزوجة من أمواله، فالمرأة الفاضلة المطيعة، تحفظ أسرار زوجها بحفظ الله تعالى.

قال صلى الله عليه وسلم: “أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً”، حديث حسن صحيح، الهدف من هذا الحديث النبوي هو تثبيط العنف المنزلي والتسلط والسيطرة من الأزواج.

في النهاية الأولى من الرجال عوضاً عن السيطرة على الزوجات الرفق بهن، فهنّ مطلوبات منهم وهم مسؤولون عنهنّ بالمعروف، أما الذين يخافون من الرجال العصيان من الزوجات، فيجب عليهم إنذارهن وتوبيخهن، ثم إذا أطعنهم فلا يجب أن يسعى الأزواج إلى التحكم والتسلط والسيطرة عليهن.


شارك المقالة: