الثواب والعقاب في تربية الأطفال

اقرأ في هذا المقال


جميع البشر يستعملون طريقة العقاب والثواب في تربية الأطفال، كأسلوب ناجح في معظم المواقف التربوية، فإذا أراد الأهل تثبيت قيمة معينة في شخصية الأطفال ونفسيتهم، فيجب عليهم تعزيز هذه القيمة من خلال ربط القيمة المراد تثبيتها بالثواب، ويتم إعطاء الثواب للطفل عندما يستجيب للوالدين ويتم أستخدام الثواب أيضاً عندما يريد الوالدين إبعاد الطفل عن سلوك معين.

ما هو مفهوم الثواب في تربية الأطفال؟

الثواب: هو طريقة تربوية، تركز على تعزيز السلوك الجيد، وذلك من خلال ربط هذا السلوك باستجابة تشعر الطفل بالسعادة، مثل شراء الهدايا أو تقديم المدح والكلام الجميل بحقه، وذلك من أجل تشجيع الطفل ليقوم بإعادة السلوك وغرسه في شخصيته.

ما هو مفهوم العقاب في تربية الأطفال؟

العقاب: هو الأسلوب الذي يعمل على إبعاد الطفل عن السلوك المرفوض، وذلك من خلال ربط السلوك المرفوض الذي يصدر عن الطفل باستجابة غير مقبولة لدى الوالدين، وتتمثل هذه الاستجابة بقيام الوالدين بتوبيخ الطفل، أو حرمانه من حقوقه.

ما هي المواقف التي تحتاج إلى مكافأة الأطفال عليها؟

الطفل بحاجة للمكافأة باستمرار، وتتوفر لدى الطفل الرغبة في تطوير أيّ استجابة جيدة تصدر عنه، مثل تعلمه المشي أو نطق الكلمات، أو حتى القيام بسلوك مرغوب لدى والديه، وربما مضحك في بعض الأوقات، ومكافأة الطفل على مثل هذه الأشياء تعتبر بمثابة تشجيع له للقيام بتكرارها وتطويرها.

المواقف التي يتم مكافأة الطفل عليها:

1– السلوك الجيد: قد يصدر عن الطفل أفعال جيدة، وتكون فطرية لا يتعلمها الطفل وإنما تولد معه منها، مساعدة الآخرين والمشاركة مع الأصدقاء في اللعب، ويقوم الأهل بتعزيز الطفل ومكافأته عليها، وهذا السلوك الصادر عن الأهل يعزز سلوك الطفل ليقوم بإعادته وجعله جزء من شخصيته.

2- المواهب والقدرات الخاصة بالطفل: بعض الأطفال يوجد عندهم قدرات ومواهب خاصة بهم، ويجب على الوالدين أن يسعوا لتطوير قدرات الأطفال بكافة الطرق، ومن أهم هذه الطرق هي، مساعدة الطفل وجعله يشعر بالاهتمام به، وبجميع ما يمتلك من قدرات ومواهب، ومكافأته عند النجاح بها، فعند القيام بمكافأة الطفل والاهتمام بمواهبه سيدفعه ذلك إلى أن يبذل جهد أكبر بتطوير جميع ما يمتلك من مهارات ليحصل على المزيد من الإحسان.

3- العادات الحسنة: هناك العديد من العادات والسلوكيات الحسنة، التي يرغب الأهالي بتعليمها للطفل وتثبيتها في شخصيته مثل، النظافة واحترام كبار السن، والتنظيم والقيام بواجباته، ويمكن ذلك من خلال قيام الأهالي بمكافأة الطفل على هذه الأشياء، لتعزيزها لديه وتطويرها، حتى يتم ترغيب الطفل بالقيام بها ويحصل على استجابات جيدة تجاهها من قبل الآخرين.

ما هي المواقف التي تحتاج إلى معاقبة الأطفال عليها؟ 

1- الاستجابات السلوكية المرفوضة: يوجد بعض الأسباب التي لها علاقة، بالحالة النفسية للطفل كانزعاجه من شيء معين، فتصدر عنه استجابات سلوكية مرفوضة، مثل العصبية والتكسير والبكاء بشكل مبالغ فيه أو العناد أو توجيه الملافظ السيئة للآخرين، وإنّ توجيه عقوبة معينة مناسبة لتصرفات الطفل عند قيامه بهذه السلوكيات المرفوضة، يساعد في التقليل من هذه السلوكيات وعدم جعلها جزء من شخصيته.

2- التصرفات التي لا تتناسب مع عادات وقيم المجتمع والأسرة: حيث أن الأطفال يتعلمون العديد من التصرفات التي يرفضها المجتمع، سواء كانت هذه التصرفات في الشارع أو المدرسة أو مع الأقران، ورفاق السوء، ومن أبرز هذه التصرفات: شرب السجائر، أو التسرب من المدرسة أو الكلام السيء أو عدم احترام الأهل والمعلمين وإهمال الواجبات المدرسية، هذه الأشياء يجب معاقبة الطفل عليها حتى يتعلم أنها غير مقبولة.

3- العادات السيئة الضارة: مثل عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية أو قيام الطفل باللعب ببعض الألعاب الخطيرة،  وإدمان الألعاب الإلكترونية أو الإنترنت، وبعض المواقع السيئة، وعند إصرار الطفل على هذه العادات السيئة جميعها يأتي دور الوالدين لمعاقبة الطفل عليها.

ما هي الأخطاء التي يقع بها الأهل في تطبيق الثواب والعقاب مع الأطفال؟

1- القمع والتشدد: حيث أن العقوبة التي يكون الهدف منها تعديل سلوك الطفل، يجب أن تكون معروفة، بحيث تحقق الهدف بشكل فعلي، فإذا استخدم الوالدين أسلوب العقاب بشكل متكرر، وإلى حد مبالغ فيه قد يعيق تربية الطفل ويؤدي إلى نتائج غير مرغوب بها مثل فقدان ثقة الطفل بنفسه وبالآخرين.

2- التدليل والمسايرة: يجب أن تكون المكافأة مدروسة من الأهل، ومناسبة للموقف وغير متكررة بشكل مبالغ فيه، حتى لا تفقد المكافأة قيمتها الفعلية وتتحول لدلال بدلاً من مكافأة، حيث أن التدليل المبالغ فيه يؤدي إلى جعل شخصية الأطفال شخصية إنتهازية  فلا يفعل شيء بدون مقابل أيّ بدون مكافأة.

3- المبالغة في درجة العقوبة أو الثواب: الهدف من العقوبة أو الثواب هو تربية الطفل وتعليمه، وليس بدافع تدليله أو الانتقام منه، لذلك يجب أن يكون هناك توازن بين درجة العقوبة أو المكافأة مع تصرف الطفل أو سلوكه المراد تشجيعه أو معاقبته عليه، حتى لا تحدث نتائج عكسية عند الطفل مثل الكذب للتهرب من العقوبة أو الحصول على المكافئة.

4- التكرار والإعادة: التكرار يجعل شخصية الطفل شخصية انتهازية، نتيجة الثواب المتكرر أو انهزامية نتيجة العقاب على كل شيء وبدون سبب، لذلك يجب على الوالدين، الاعتدال في استخدام أسلوب التكرار والإعادة، وجعل هذا الأسلوب مناسب للهدف المراد الوصول إليها.

5- التسلط التربوي: إن أسلوب العقاب إذا تم المبالغة في استخدامه، يتحول من أسلوب تربوي إلى تسلط تربوي، على الطفل ويخلق معه مشكلات تربوية ونفسية، لم تكن ظاهرة من قبل مثل الخوف، العزلة أو الانطواء.

6- التناسق بين العقوبة والمكافئة مع نوع الاستجابة: انعدام التناسق بين نوع العقوبة أو المكافئة مع نوع الاستجابة ودرجتها تؤدي لفشل هذا التناسق والعودة بنتائج سلبية على الهدف التربوي من استخدامها، فمن الخطأ مثلاً أن يكافئ الطفل بنفس نوع المكافئة على عملين مختلفين، إحداهما يستحق مكافأة كبيرة والآخر يستحق مكافأة أقل فبهذه الحالة سوف تفقد المكافأة قيمتها وتأثيرها.

7- استخدام أحد الطريقتين دون الأخرى: لا يجوز معاقبة الطفل عند قيامه بتصرفات مرفوضة، وعدم الاهتمام به عند قيامه بتصرفات مقبولة، فكما يحاسب ويعاقب على ما يقوم به من أفعال مرفوضة، يجب مكافأته والثناء على تصرفاته المقبولة أيضاً، ليتحقق التوازن والوصول إلى الغاية التربوية المطلوبة.

ما هي العقوبات التي تبعد الأطفال عن السلوك الخاطئ؟

1- الحرمان من بعض الحقوق والحاجات: يوجد كثير من الأشياء المفضلة التي تعود الطفل عليها بشكل روتيني من الوالدين لها أهمية كبيرة في نفسه، وحرمانه من هذه الأشياء لفترة معينة تجعل الطفل يشعر بضيق، وسوف يدرك التصرف الخاطئ الذي قام به وأدى إلى التغير في معاملته وسوف يسعى بالنهاية، لتصحيح خطأه الذى أدى لهذا الحرمان.

2- التوبيخ: يعتبر التوبيخ من أهم طرق العقاب التي يلجأ إليها الوالدين، ولكن يجب أن يكون التوبيخ بعيداً كل البعد عن التجريح والملافظ السيئة.

3- التخويف: قيام الوالدين بتهديد الطفل بحرمانه من مكافأة معينة إذا قام بتصرف مرفوض، أو تنبيه بنتائج السيئة الناتجة عن تصرفاته المرفوضة، مثل مرض الطفل عندما لا يهتم بنظافته.

4- مخاصمة الوالدين للطفل لفترة معينة: وهي من الطرق المنتشرة في علاقات الأطفال مع بعضهم، ولها نتائج جيدة عند استخدامها من قبل الوالدين.

5- تقديم المكافأة أو فرض العقوبة: حيث يقوم الوالدين بتقديم المكافأة في حال قيام الأطفال بسلوك جيد، وإيقاع العقوبة في حال قيام الأطفال بممارسة السلوك السيء.

المصدر: الأم تعرف أكثر من الجميع، أليس كالهان، 2015مدخل إلى رياض الأطفال، أمل خلف، 2005علم النفس الاجتماعي، أحمد علي حبيبالتربية في رياض الأطفال، عدنان عارف، 2000


شارك المقالة: