ما هي خصائص معلم رياض الأطفال الناجح؟

اقرأ في هذا المقال


يتطلب العمل مع الصغار فرداً بمواصفات خاصة، ومعلم رياض الأطفال يحتاج إلى تنمية جوانب قوة خاصة به، بالإضافة إلى تطوير أسلوب خاص به أيضاً.

ومن الطبيعي أنَّ لكل معلم صفات تميّزه عن المعلم الآخر، فبعض المعلمون يتميّزون بالحيوية والنشاط الكبير والبعض الآخر يتميّز بالطبع الهادئ، ومع ذلك فإنَّ كِلا الأسلوبين من الممكن أن يكون فعّالاً، لذلك علينا العمل على تطوير أسلوب خاص بمعلم رياض الأطفال ويناسب شخصيّته قدر الإمكان.

ومع أنَّ كل معلم قد يستخدم أساليب مختلفة إلا أنَّ للمعلمين الناجحون صفات وخصائص مشتركة، وهذه الصفات تساعد المعلم على التعامل بكفاءة وفاعليّة في مختلف ظروف الحياة اليوميّة والتي تعتبر جزء من عمله.

خصائص معلم رياض الأطفال الناجح:

مُحِبّ للأطفال:

إنَّ من أهم صفات معلم الروضة هو حبّه للأطفال؛ لأنَّ المحبّة والأُلفة التي تنشأ بين الطفل والمعلم هي التي تعكس مدى نجاح العمليّة التعليميّة، لذا يجب على المعلم أن يبدي هذا الحب لكل طفل من الأطفال وأن يكون حنوناً ومتفهّماً لكل طفل، فهذا الحب له تأثير كبير في شعور الطفل تِجاه نفسه بالإضافة إلى أنَّه يُعلّم الأطفال كيفية التعامل فيما بينهم.

إنَّ شعور الطفل بأنَّه مهم ومحبوب من الآخرين يساعد في تطوّر الطفل من الناحية العقليّة والانفعاليّة بالإضافة إلى شعورهم بالثقة بأنفسهم مِمَّا يساهم أيضاً بتطورهم من الناحية الاجتماعيّة.

الصّبر:

يكون المعلم الناجح في العادة صبوراً حيث يعطي للأطفال الوقت الكافي للاستطلاع والاكتشاف والإبداع، ومن المعروف أنَّ أكثر ما يتعلّمه الطفل يكون نتيجة التكرار، لذا نجد أنَّ الطفل يحتاج إلى وقت إضافي لإنجاز المهمة المطلوبة وأحياناً يتطلّب الأمر منحه فرصةً أخرى ليتمكن من إعادة تنفيذ المهمة أو النشاط.

ويتميّز الأطفال بهذه المرحلة بالفضول وحب الاستطلاع، فهم يكررون أسئلة بسيطة تحتّم على المعلم الإجابة على هذه الأسئلة، وقد يبدو هذا العمل مملاً في أغلب الأحيان ولكن بالصّبر يكون المعلم قد ساعد الطفل على النمو والتعلّم واحترام الذات في الوقت نفسه.

العطف:

إنَّ المعلم العطوف لديه القدرة على تقبّل الأطفال دون تكوين حكم مسبق أو تحيّز، فهو لا يقوم فقط بملاحظة مشاعر الطفل بل إنَّه يقوم على مشاركة الطفل مشاعره سواء كانت تلك المشاعر إيجابية أم سلبيّة.

وعلى المعلم أن يُبدي عطفه وذلك عن طريق الإطراء ومدح الأطفال على النجاحات التي حققوها، بالإضافة إلى الابتعاد عن الأفعال التي تجعل الطفل يشعر بأنَّه غير مرغوب كتجريح الطفل أو إنزال العقوبة به، فالمعلم العطوف يعمل أيضاً على مساعدة الطفل على فهم مشاعر الآخرين وتشجيع الاطفال على احترام بعضهم بعضاً.


الثقة:

تساعد ثقة المعلم بقدراته على الاسترخاء داخل الغرفة الصفيّة، لذا نجد أنَّ المعلم الهادئ الذي يتصرف على نحو طبيعي يكون أكثر نجاحاً.

وتتأثر ثقة المعلم بنفسه بقدرته على اتخاذ القرارات المهمة والحاسمة، وأنَّ هذه القرارات جاءت من أجل تحقيق مصلحة الأطفال بالدرجة الأولى.

روح المرح والدّعابة:

يستمتع الطفل عند رؤيته للمعلم وهو يضحك ويبتسم لهم، حيث أنَّ هذه الابتسامة وروح المرح والدّعابة تساعد الطفل على الاسترخاء وشعوره بالفرح، وهذا الشعور يجعل من الأطفال يتصرفون على نحوٍ إيجابي ومبتهجين في آن واحد.

إنَّ التّحلّي بروح المرح والدّعابة يجعل من العمل أكثر متعةً، كما أنَّه يساعد المعلم في التّصدي للضغوطات التي تواجهه في مسيرته التعليميّة، ولكن من الجدير بالذكر أنَّ روح المرح والدّعابة أنْ تضحك مع الأطفال لا عليهم.

الالتزام:

لا يمكن القول بأنَّ عمل المعلم في مجال رياض الأطفال سهل للغاية وذلك لعدّة أسباب؛ فالطاقة المطلوبة لهذا العمل كبيرة لذلك يجب أن يكون المعلم صاحب خبرة في مجال الطفولة وطبيعة المناهج التعليميّة الموجّهة للطفل، والإجابة عن استفسارات الأهل، وهذا الأمر يستدعي من المعلم الالتزام الجاد والاستمرار بالدراسة عن طريق قراءة الكتب وحضور المؤتمرات؛ وذلك من أجل أن يبقى المعلم مواكباً للتطورات المستجدّة في هذا المجال.

ولكي يكون المعلم ناجحاً لا بد من أنْ يكون مستعدّاً وجاهزاً دائماً، فالمعلم مطالب بأنْ يفهم تماماً الهدف من الأنشطة المراد تنفيذها، كما يجب على المعلم أنْ يوازن بين الأنشطة، بمعنى أنْ لا يكون الأطفال في حالة سكون مستمر أو نشاط مستمر، كما يجب عليه أنْ يقدم منهاج ملائم للأطفال يلبّي كافة احتياجاتهم ويدفعهم للتعلّم.

الرّغبة الشخصيّة:

لكي يُحقق معلم رياض الأطفال نجاحاً يجب عليه أن يدرك بأنَّه يريد فعلاً تعليم الأطفال الصغار، وأن يشعر بأنَّ هذا العمل مهم، وإلا فإنَّه لن يشعر بقدر كافي من الحماس للقيام بهذا العمل على أكمل وجه.

فالمعلم هو الوحيد الذي باستطاعته أنْ يأخذ القرار الصحيح فيما إذا كان هذا العمل هو مناسب له فعلاً، وهذا يتطلّب من المعلم أن يتفحّص اهتماماته ومدى رضاه عن ذاته.

المصدر: العمل مع الاطفال الصغار، د. جودي هير -2006رياض الأطفال: الكتاب الشامل، إيناس عبد الرازق خليفة- 2013دليل الأسرة لتنمية قدرات طفل الروضة، د. موسى نجيب موسى- 2016


شارك المقالة: