مؤشرات الطيران الأساسية

اقرأ في هذا المقال


عندما يضع الطيار عينيه على الأدوات الموجودة داخل الطائرة لأول مرة، فمن المحتمل أنها اتجهت بعيدًا بمزيج من الفرح والارتباك والخوف الطفيف من فكرة الاضطرار إلى تعلم كيفية قراءتها، ولكن لحسن الحظ بالنسبة لهم فهي مصممة خصيصًا لتكون بديهية، ولا تتطلب سوى قدر ضئيل من المعلومات لفك تشفيرها.

مؤشرات الطيران الرئيسية الستة

في حين أن قراءة الأدوات نفسها بسيطة نسبيًا، إلا أن الأنظمة الكامنة وراء تشغيلها أكثر تعقيدًا بعض الشيء علاوة على ذلك، يشار إلى بعض الأدوات بأسماء ومختصرات متعددة، مما قد يتسبب في حدوث ارتباك لا داعي له، ولفهم سبب ظهور الأدوات الستة الأساسية بالطريقة التي تعمل بها، يجب أن يكون لدى الطيار فهم أساسي لكيفية عملها.

مؤشر سرعة الهواء

الأدوات التي تستعمل نظام (pitot-static) هي مؤشر لسرعة الهواء ولمقياس الارتفاع ومؤشر السرعة الرأسي (VSI)، ويتم استخدام هذا النظام لقياس الضغط الساكن والديناميكي للهواء أثناء الطيران، وتُستخدم هذه المعلومات لتحديد الارتفاع ومعدل الصعود أو الهبوط (أي السرعة الرأسية) والسرعة الجوية، ويتكون النظام من واحد أو أكثر من أنابيب (pitot) ومنافذ ثابتة عادة، على طائرات الطيران العامة، مطلوب واحد فقط من كل منها.

أنبوب البيتوت هو أنبوب يتم وضعه في تدفق الهواء النسبي أثناء الطيران. يقاس ضغط هواء الرام (يساوي تقريبًا إجمالي ضغط الهواء) بالسماح للهواء بالدخول إلى الأنبوب من خلال فتحة صغيرة في المقدمة، حيث يُشار أحيانًا إلى ضغط الهواء المقاس بواسطة أنبوب البيتوت بضغط البيتوت لتجنب الخلط بين الضغط الهوائي وضغط الهواء الكلي.

عادة ما يتم تثبيت المنافذ الثابتة على جسم الطائرة وتقيس الضغط الساكن، وغالبًا ما يتم تثبيت منافذ ثابتة متعددة حول الطائرة لمزيد من الدقة، والأنبوب الساكن (pitot) هو نوع مختلف من أنبوب (pitot) العادي مع منفذ ثابت مدمج في تصميمه، حيث يتم تحقيق ذلك من خلال ثقوب حول المسبار لا تتأثر بتدفق الهواء مباشرة.

ويقيس مؤشر السرعة الجوية، كما يوحي الاسم سرعة الطائرة والسرعة الجوية هي مقياس مهم أثناء الرحلة ومؤشر السرعة هو قطعة أساسية من المعدات، حيث تحدد السرعة الجوية للطائرة أدائها والعديد من الأنظمة مثل اللوحات وأجهزة الهبوط ولها قيود على أساس السرعة الجوية.

يستخدم مؤشر سرعة الهواء كلاً من المنافذ الثابتة وأنابيب البيتوت لتحديد الضغط الديناميكي، حيث يتم “طرح” الضغط الثابت من المنافذ الثابتة من إجمالي الضغط المقاس بواسطة أنبوب البيتوت، والذي يوفر ضغطًا ديناميكيًا (وهو مقياس لسرعة الهواء)، أما مؤشر سرعة الهواء هو الأداة الوحيدة الثابتة التي تستخدم كل من المنافذ الثابتة وأنابيب البيتوت.

يتكون مؤشر سرعة الهواء من حلقات ملونة داخل القرص، حيث تشير هذه الحلقات الملونة إلى نطاقات سرعة مختلفة للطائرة وتشير الحلقة الخضراء إلى نطاق سرعة التشغيل العادي، بينما يشير القوس الأبيض إلى سرعة تشغيل الغطاء، كما يمثل القوس الأصفر نطاق الحذر ويجب إدخاله فقط في الهواء الهادئ، بينما يشير القوس الأحمر إلى السرعة التي لا تتجاوز أبدًا.

مؤشر الموقف

مؤشر الموقف (AI)، الذي يسمى أحيانًا باسم الأفق الاصطناعي (AH)، وهو أداة الموقف الأساسية في الطائرة، حيث يزود الذكاء الاصطناعي الطيار بمعلومات عن زاوية الانحدار وزاوية ميل الطائرة بالنسبة إلى الأفق، وهذا يسمح للطيار بتفسير موقف الطائرة وتعديله وفقًا لذلك.

ويشكل الذكاء الاصطناعي أساس فحص الأجهزة، حيث يعد الذكاء الاصطناعي مؤشرًا جيدًا لما ستشير إليه الأجهزة الأخرى على سبيل المثال، إذا كان الذكاء الاصطناعي يشير إلى زاوية الانحدار بخلاف مستوى الأجنحة، فهناك فرصة جيدة لأن يشير مؤشر العنوان إلى انعطاف في اتجاه الانحدار.

يكون الذكاء الاصطناعي فعالًا بشكل خاص أثناء رحلة قواعد الطيران الآلي (IFR)، حين لا يكون الأفق الخارجي متاحًا، ويعرض الذكاء الاصطناعي علامات محددة تسمح للطيار بتحديد درجة الانحدار وزاوية الانحناء التي تمر بها الطائرة بدقة كبيرة، عادةً ما تقتصر مؤشرات الموقف المدفوعة بالفراغ على 100 درجة من زاوية الانحدار و 60 درجة من زاوية الميل.

وإذا تم تجاوز هذه الحدود، فسوف (ينقلب) مؤشر الموقف حتى تعيد الطائرة درجة ميلها وزاوية انحدارها ضمن الحدود ويستعيد الذكاء الاصطناعي موضعه الصحيح، وقد يستغرق الأمر من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق حتى يستقر الجيروسكوب داخل الذكاء الاصطناعي ويشير الجهاز بشكل صحيح.

مقياس الارتفاع

عند ضبطه على إعداد الضغط الجوي الصحيح، يشير مقياس الارتفاع إلى ارتفاع الطائرة فوق متوسط ​​مستوى البحر (MSL)، ويستعمل مقياس الارتفاع معلومات من المنافذ الثابتة للطائرة لتحديد الضغط الساكن، كما وتتوسع الكبسولات اللاسائلية داخل مقياس الارتفاع أو تتقلص بناءً على الضغط الساكن الذي يتم اختباره، والذي يحرك سلسلة من التروس والوصلات التي تعرض معلومات الارتفاع.

يحتوي مقياس الارتفاع على إبرتين، إحداهما طويلة والأخرى قصيرة ويُقرأ مقياس الارتفاع مثل الساعة، حيث تشير الإبرة القصيرة إلى آلاف الأقدام أما الإبرة الطويلة تشير إلى مئات الأقدام.

منسق الدوران

يعد منسق الدوران، المعروف أيضًا باسم مؤشر الانعطاف والانحدار، تطويرًا إضافيًا لمؤشر الانعطاف والانزلاق الذي يوفر معلومات تتعلق بزاوية الانحدار وتنسيق الطائرة، وتكون الطائرة في حالة طيران منسق عندما يمنع مدخل الدفة الطائرة من الانزلاق في منعطف (مشابه للسيارة) أو عندما تكون الطائرة الخلفية محاذية لمسار رحلتها أثناء الرحلة المستقيمة.

ويتم عرض هذه المعلومات بواسطة (كرة) في الأداة نفسها، تقع هذه الكرة في أنبوب مملوء بالسوائل ويمكنها التحرك بحرية إلى اليمين واليسار على سبيل المثال، عند إزاحة الكرة إلى اليسار، يُعلِم هذا الطيار أن إدخال الدفة اليسرى مطلوب.

يتم توفير معلومات زاوية الانحدار إما عن طريق طائرة مصغرة أو خط عمودي يدور في اتجاه الانحدار، ومنسق الدور لديه أربعة خطوط تماس بيضاء، تشير هذه الخطوط إلى الموضع على مستوى الأجنحة وزاوية الانحدار المطلوبة لدوران معدل قياسي (يشار إليه أحيانًا باسم معدل دورة واحدة)، ومعدل الدوران القياسي هو 3 درجات في الثانية، وهو المعدل المفضل للدوران أثناء عمليات قواعد الطيران الآلي (IFR).

مؤشر العنوان

مؤشر العنوان (HI)، والذي يشار إليه أيضًا باسم مؤشر الاتجاه (DI) أو الاتجاه الجيروسكوب (DG)، وهو مؤشر الاتجاه الأفقي الأساسي في الطائرة، يعاني (HI) من أخطاء الاتجاه ويحتاج إلى تصحيح دوري إلى العنوان الصحيح باستخدام البوصلة المغناطيسية، وتحتوي بعض مؤشرات العناوين على ميزة إصابة العنوان، والتي تسمح للطيار بنقل علامة ملونة إلى أي عنوان على (HI) للرجوع إليها.

يجب عدم الخلط بين مؤشر العنوان ومؤشر الوضع الأفقي (HSI)، والذي يعد تطورًا لمؤشر العنوان الذي يتضمن مؤشرات نطاق (VHF) متعدد الاتجاهات (VOR) ونظام هبوط الأجهزة (ILS).

مؤشر السرعة الرأسي أو العمودية (VSI)

يستخدم مؤشر السرعة العمودية (VSI) أيضًا المنافذ الثابتة للطائرة لتحديد معدل تسلق الطائرة (ROC) أو معدل الهبوط (ROD) بالقدم في الدقيقة (fpm)، كما ويُشار أحيانًا إلى (VSI) على أنه مقياس متغير أو مؤشر سرعة عمودي، ومثل مقياس الارتفاع، تتوسع الكبسولة اللاسائلية داخل VSI وتتقلص بناءً على التغير في الارتفاع، ويتم قياس معدل تغير الضغط وعرضه على (VSI) كمعدل تسلق أو هبوط (ROC/D).

وفي نهاية ذلك فإنه يتم العثور على الأدوات الأساسية الستة التي تمت مناقشتها في شكل ما في كل طائرة تجارية، حيث إن إتقان هذه الأدوات سيجعل الطيار أكثر كفاءة ويضع الأساس لإجراءات أكثر تقدمًا وإذا كان يعرف طائرته جيدًا، فسيكون لديه وقت أسهل (وأكثر سعادة) في الهواء.

المصدر: 1. Aircraft communications and navigation systems, by mike tooley and david wyatt.2. Aircraft Maintenance and Repair, seventh edition, Michael J. Kroes4. Aircraft Propulsion and Gas Turbine Engines, Second Edition, by Ahmed F. El-Sayed .3. Aircraft Engineering Principles, by Mike Tooley.


شارك المقالة: