هل تتقاطع الطائرات أثناء الطيران

اقرأ في هذا المقال


مع عدد الطائرات الموجودة في السماء، والتي تحلق في نفس الوقت، فإن عدم وجود المزيد من الحوادث معجزة، إذن هل تتقاطع الطائرات؟ الإجابة نعم، الطائرات قادرة على التقاطع بفضل الفصل المطلوب بينها أثناء الطيران، حيث تتم معالجة الحدود الدنيا للفصل أولاً في الاتجاه الرأسي لإبقاء مسافة بين الطائرات تتراوح بين 1000 و 2000 قدم من بعضها البعض، وإذا لم يتم تطبيق الفصل الرأسي أو العمودي، فيجب فصل الطائرات أفقيًا.

كيف تتقاطع الطائرات أثناء الطيران

هناك عشرات الآلاف من الرحلات الجوية كل يوم في جميع أنحاء العالم، حيث يتطلب الأمر تنسيقًا متخصصًا لتجنب الحوادث ومع ذلك، لا تزال الطائرات بحاجة إلى أن تكون قادرة على تقاطع بمساراتها للوصول إلى وجهاتها في هذه المقالة، سنقوم بإلقاء نظرة على مكان تقاطع الطائرات في السماء، وكيف تفعل ذلك، وما هو الفصل المطلوب بين الطائرات، والمزيد.

إذا نظرنا إلى السماء في أي وقت، يبدو أن هناك مدى لا نهائي لها، وعلى الرغم من مقدار المساحة الموجودة في الهواء لتطير الطائرات، يبدو أنه لا توجد طريقة تمكن طائرتين من التقاطع مع بعضهما البعض، كما أن وجود العديد من الرحلات الجوية يعني أنه سيكون هناك عدد كبير جدًا من الطائرات في نفس الوقت، أليس كذلك؟

بشكل حاسم، تشير الحقيقة أن هناك ما يقرب من 100000 رحلة جوية تقلع وتهبط حول العالم يوميًا، ولإعطاء فكرة أفضل عن مدى ازدحام المجال الجوي في العالم، يُقدر أن هناك ما يقرب من 10000 طائرة في الجو على الأكيد في أي يوم، بغض النظر عما إذا كان النهار أو الليل، وهناك عدد غير قليل من الطائرات التي يجب أن تكون قادرة على الوصول بأمان إلى وجهاتها!

والإجابة المختصرة والبسيطة لعنوان المقال هي أن الطائرات قادرة على الحصول على مسارات طيران متقاطعة في السماء بفضل الحد الأدنى من الفصل بينها، وهو أمر مطلوب في جميع الأوقات في مجال الطيران، حيث يشير الفصل إلى الحد الأدنى من التباعد بين طائرتين ويتم تنفيذه لمنع الاصطدامات والحوادث أثناء الطيران.

هل تطير كل الطائرات على نفس الارتفاعات

الجزء الأول من فهم كيفية تقاطع الطائرات هو معرفة الارتفاعات التي تطير بها الطائرات بالطبع، تحلق أنواع مختلفة من الطائرات على ارتفاعات مختلفة، لكن الغالبية العظمى من الطائرات وخاصة الطائرات التجارية تطير على نفس الارتفاع تقريبًا، ويرجع ذلك إلى الطريقة التي تطير بها هذه الطائرات، ومن الأفضل التحليق داخل طبقة الغلاف الجوي المعروفة باسم الستراتوسفير.

تحلق الطائرات داخل هذه الطبقة من الغلاف الجوي لعدد من الأسباب، حيث يضمن ذلك تحسين كفاءة الوقود من خلال تقليل قوة السحب وتجنب الطقس السئ وتقليل الحركة الجوية وغيرها.

لكن الشيء المهم الذي يجب ملاحظته هنا، هو أن أحد الأسباب هو تجنب الحركة الجوية وهذا جدير بالملاحظة لأن معظم الطائرات الأصغر مثل الطائرات ذات المحرك الواحد والمروحيات والطائرات بدون طيار والطائرات الشراعية تعمل جميعها على ارتفاعات منخفضة، لذلك لا يتعين عادةً مراعاة هذه الأنواع من الطائرات أثناء التخطيط لمسارات الطيران والقلق بشأن التقاطعات.

لذا فإن الشيء المهم للطائرات التي تحلق داخل طبقة الستراتوسفير هو أنها تحافظ على الحد الأدنى من الفصل لتجنب كارثة محتملة أو حادث.

ما هو الفصل بين الطائرات وما هي أنواعه

عندما يتعلق الأمر بصناعة الطيران، فإن الفصل هو مفهوم تستخدمه مراقبة الحركة الجوية (ATC) لتقليل فرصة حدوث تصادمات في الجو والحوادث، هذا يعني فقط أن الفصل هو الحد الأدنى المطلوب للمسافة بين أي طائرتين في الهواء في نفس الوقت.

من خلال إبقاء الطائرات بعيدة عن بعضها البعض، تكون فرصة اصطدامها أقل مما لو لم يتم رصد المسافات النسبية، نظرًا لأنه من المستحيل تطبيق الفصل على جميع الطائرات في الهواء في نفس الوقت وأيضًا قد يكون غير ضروري تمامًا، حيث يتم تطبيقه فقط على الطائرات التي ستطير في مسارات طيران مماثلة.

وذلك لأن أي مسارين متقاطعين للطيران يجب أن يتقاطعوا في وقت ما بغض النظر عن السبب، لذا فإن الفصل ضروري للتأكد من أن أي طائرات على مسارات متقاطعة لن تقترب في الواقع بما يكفي لتصطدم، كما يتم القيام بذلك بسهولة باستخدام أحد أنواع الفصل التالية:

الفصل العمودي في الطيران

الأكثر شيوعًا وهو لمنع الطائرات من الاصطدام ببعضها البعض كما يوحي الاسم، هذه هي المسافة التي يجب أن تكون الطائرات بعيدة عن بعضها البعض في الاتجاه العمودي (لأعلى أو لأسفل) بمجرد تطبيق الفصل عليها، ويتم تطبيق الفصل الرأسي على النحو التالي: ينطبق الفصل العمودي على المجال الجوي حيث يمكن تطبيق (RVSM)، و يشير (RVSM) إلى الحد الأدنى للفصل العمودي.

وهناك جدول يبين أن الاتجاه العام هو أنه كلما زاد الارتفاع زاد الفصل المطلوب، هذا لأنه في معظم الحالات خاصة بالنسبة للطائرات المزودة بمعدات قياس الارتفاع وأنظمة الطيار الآلي القديمة، تصبح دقة الارتفاع أقل مع انخفاض كثافة الهواء، لذلك يجب أن يكون هناك مجال أكبر بالفصل لتقليل الخطأ كلما ارتفعت الطائرات.

وفي إشارة إلى حقيقة أن الطائرات التي تحتوي على معدات أكثر حداثة قادرة على الاحتفاظ بمسافة 1000 قدم فقط على ارتفاعات تصل إلى 41000 قدم نظرًا لأنها دقيقة بما يكفي لمراقبة الارتفاع بدقة عند هذه الارتفاعات، ويشمل تطبيق الحد الأدنى للفصل الرأسي (RVSM) المناطق التالية:

  1. أمريكا الشمالية.
  2. أوروبا.
  3. آسيا (أجزاء منها).
  4. إفريقيا (أجزاء منها).
  5. المحيط الهادي.
  6. المحيط الأطلسي.

وهذا هو سبب ضرورة تشغيل الطيارين لنظام الطيار الآلي بمجرد وصولهم إلى ارتفاع 29000 قدم أو أعلى، وذلك لأن أنظمة الطيار الآلي الحديثة قادرة على إبقاء الطائرات على ارتفاع ثابت بشكل أكثر دقة مما يستطيع الطيارون القيام به بمفردهم، لذلك بغض النظر عن مهارات الطيار، فإن الطيار الآلي إلزامي في هذه المرتفعات!

الفصل الأفقي في الطيران

كما ذكرنا سابقًا، يعد الفصل الرأسي الأسلوب الأكثر استخدامًا للسماح للطائرات بالتقاطع مع المسارات أثناء الطيران، لكن في بعض الأحيان، يكون الفصل الرأسي إما غير ممكن أو لا يمكن الحفاظ عليه لسبب أو لآخر في هذه الحالات، يجب أن يستخدم (ATC) نوعًا من الفصل الأفقي لمنع المشكلات التي تسببها الطائرات المتقاطعة ومسارات الطيران.

الفصل الإجرائي

يتم استخدام الفصل الإجرائي عندما يتم تحديد الفصل بين طائرتين من خلال موقع الطائرة بدلاً من الرادار المعتمد، حيث أن النوع الأول هو الفصل الجانبي، حيث يجب فصل الطائرات بناءً على مسافة معينة من منارة لاسلكية مشتركة والنوع الثاني، هو الفصل الطولي الذي يتبع قاعدة العشر دقائق، حيث تشير هذه القاعدة إلى أنه لا يجوز لطائرتين على نفس المسار التحليق في غضون 10 دقائق من بعضهما البعض.

فصل الرادار

كما يوحي الاسم، يستخدم النوع الرئيسي الثاني للفصل الأفقي رادارًا معتمدًا تمت معايرته بشكل مناسب لإظهار مسافات الفصل بدقة بين الطائرات، حيث يتم نشر المسافات المسموح بها من قبل إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) وتتراوح عادةً في أي مكان من 3NM إلى 10NM.

في النهاية، فإن الفصل هو المفتاح للسماح للطائرات بالتقاطع في السماء وبدون الحدود الدنيا للفصل، يمكن أن تحلق الطائرات على نفس الارتفاع ولكن لنا تخيل نوع الدمار الذي يمكن أن ينجم عن ذلك.

ملاحظة: “ATC” اختصار لـ”Air Traffic Control”.

ملاحظة: “RVSM” اختصار لـ”Reduced Vertical Separation Minimum”.

ملاحظة: “FAA” اختصار لـ”Federal Aviation Administration”.

ملاحظة: “NM” اختصار لـ”Nautical Mile”.

المصدر: 1. Aircraft communications and navigation systems, by mike tooley and david wyatt.2. Aircraft Maintenance and Repair, seventh edition, Michael J. Kroes.3. Aircraft Engineering Principles, by Mike Tooley.4. Aircraft Propulsion and Gas Turbine Engines, Second Edition, by Ahmed F. El-Sayed .


شارك المقالة: