الأبراج الحربية في عمارة الشرق الأوسط الإسلامي

اقرأ في هذا المقال


إن هذه الأبراج تختلف اختلافاً كبيراً عن أبراج حصون الأمويين المنشأة في نفس الوقت على الحدود البيزنطية، حيث أصبح وجودها من المكملات التي لا غنى عنها في البنايات الملكية مدنية كانت أم دينية، وذلك بفضل ما تضفيه على مظهر تلك البنايات من بهاء وجمال وروعة في التصميم.

خصائص الأبراج الحربية في الشرق الأوسط الإسلامي

إن الخصائص الجوهرية لهذا الطراز المأثور عن مقار الأمويين العظيمة لم تلبث أن أصبحت أكثر مرونة، كما أنها تدعم الأسوار بهذه الطريقة التي كان لها أثر موفق خاصةً وأن لها أهمية في تجنب الأثار النفسية التي يتعرض لها المرء؛ وذلك بسبب المساحات الواسعة المبنية بالحجارة المتراصة، والتي لم يقدر لها أن تختفي إلى غير رجعة.

كما أننا نراها تتردد في بناء من أبنية العباسيين، ومن أشهر أبنيتها هو مسجد المتوكل الجامع في سامراء، والذي فصل سوره المحيط به بأربعة وأربعين برجاً نصف اسطواني من الآجر، ودابو على استخدامها بشكل خاص في مساكنهم المحصنة في بعض اجزائها.

واستمر هذا التقليد متبعاً بعد ذلك في القاعات والخانات، وتزودنا نهاية القرن الثاني للهجرة بمثال رائع منها هو قصر الأخيضر العراقي بأبراجه نصف الدائرية العديدة (قطر كل من أبراج الأركان 5.10 متراً، والأبراج الوسطى 3.15 متراً، وبأعلى كل برج غرفة صغيرة لقذف النار يوصل إليها رواق مسقوف مزود بالمداخل وبجهاز يصب النار إلى أسفل على طول الرواق.

وصف عمارة الأبراج الحربية

تقابلنا الأبراج المتخامة التقليدية مرة أخرى، وهي التي كانت بدورها قد احتُفظ بها في التحصين العربي في القرون الوسطى، بعد أن قامت بدورها في تحصينات الروم (البيزنطيين) وأثبت جهازها الدفاعي كيفما كان حجمه أو شكله (مربع، كثير الأضلاع، مدور) حماية متزايدة لقطاعات الجدران الستارة القائمة بين بروزات الأبراج.

ولم يحتفظ الفاتحون الجدد بهذا المبدأ دون تحسينات فحسب، بل الغالب أنهم كانوا قانعين بالإبقاء على الأسوار العجيبة للمدن التي استولوا عليها في المواقع الشامية بحلب ودمشق ثم آسيا الصغرى أو في شمالي الجزيرة (آمد) من بعد أو إصلاحها على نحو يسد النقص إلى حين.


شارك المقالة: