وصف حمامات القاهرة في العصر الفاطمي
تعتبر الحمامات العامة من أهم المنشآت التي جرت العادة إنشائها في المدن الإسلامية، وكان من أهم نوعيات المباني جذباً في الاستثمار العقاري لزيادة قبول المجتمع الإسلامي على استخدامها بسبب تعاليم الإسلام الداعية للنظافة والتطهر، وبسبب عدم توفر حمامات بكل الدور وبخاصة دور الطبقات الدنيا في المجتمع.
وقد أنشئت بالقاهرة في العصر الفاطمي حمامات يلاحظ أن منشئيها من رجال الدولة، وفي ذلك ما يتم منظومة المنشئات العامة والمساكن التي تنشأ بغض الاستثمار العقاري من جانب رجال الدولة لتوفير الحياة الكريمة للفئات غير القادرة عن إنشاء المساكن وغيرها، ومن أمثلة الحمامات التي أنشئت في العصر الفاطمي حمام القاضي وحمام الخشيبة وحمام الكويك وحمام لؤلؤ الحاجب.
خصائص عمارة الحمامات بالقاهرة
كما يتضح أن عمران القاهرة وكثرة مبانيها بنوعياتها المختلفة في إطار سياسة واضحة قامت على تبني الدولة ورجالها ابتداء من الخليفة، فالوزراء والأمراء والقضاة والأثرياء بإنشاء المنشئات السكنية والتجارية والصحية لقدرتهم على ذلك، واعتبار ذلك نوعاً من الاستثمار العقاري الذي يكسبهم دخلاً وفيراً ويوفر في ذات الوقت المسكن المتجر، لكنها تستفيد منها بدفع إيجار شهر نظير استغلالها، وهو ما ساعد على ازدهار العمران وتخطي أي مشكلات قد تنتج عن عدم توفر هذه النوعيات من المباني.
وإذا كانت المباني في مدينة القاهرة قد اندثرت بسبب ما اعترى القاهرة من أعمال التغيير والتطوير والتعديل والهدم والبناء في العصور التالية للعصر الفاطمي، فإنه بقى من هذه العمائر قاعة من دار تنسب إلى العصر الفاطمي هي قاعة الدردير وبعض الألواح الخشبية التي استخدمت في عمائر أخرى، ويعوض أمثلة العمائر السكنية بالقاهرة إلى حد ما كشف عنه من المنازل في مدينة الفسطاط والتي ترجح نسبتها إلى العصر الفاطمي.
كما أن الحمامات الخاصة كانت توجد في دور الفئات المتوسطة حيث تحدث ناصر خسرو (روائي) عن الدور التي تسكنها الفئات المتوسطة التي أنشئت بالقاهرة لعلية القوم من الوزراء ورجال أعمال الدولة وغيرهم، والذين أسموا هذه الدور بالقصور، حيث يذكر أن قصور القاهرة نظيفة متسقة كما لو كانت مبنية من الجواهر وليست من الطين.