جامع الظاهر بيبرس:
يعتبر أقدم المساجد المملوكية وأعظمها، وهو من النموذج الطولوني وهو مربع ضلعه 100×100 متر، يتوسطه صحن مركزي محاط بالأروقة، أكبرها إيوان القبلة الذي يتكون من ستة أروقة، وبكل من الإيوانين الشرقي والغربي ثلاثة أروقة، أما الأيوان البحري من رواقين فقط ويقطع الرواق القبلي مجاز من ثلاثة أروقة أوسطها أكثرها عرضاً، وهي تؤدي على المحراب الذي تعلوه قبة كبيرة قطرها 20 متر وتجري صفوف البواكي المعقودة بعضها على أكتاف تكتنفها الأعمدة الحقيقة والبعض الآخر على أعمدة رخام.
كما أن واجهات الجامع الأربعة مبنية من الحجر، أما من الداخل فالبناء جميعه من الآجر، وفوق المحراب قبة مربعة بنيت على مثال قبة الإمام الشافعي، وهي أكبر قبة بنيت فوق محراب، وتمتاز بأنها محمولة على حجر ولي على دعائم، وفي الأركان الأربعة أبراج ونرى دعائم قائمة خارج واجهته الشرقية والغربية لمقاومة الدفع الأفقي لعقود الطائرات.
وللمسجد ثلاثة أبواب محورية بارزة عن الواجهة، وهي مزينة بزخارف جميلة والمدخل الرئيسي للجامع يقع في منتصف الواجهة الشمالية الغربية، وهو بعقد يكتنفه تجويفان ينتهيان بمقرنصات في قمته العليا، وكان منارة المسجد تعلو الباب البحري، إلا أن الفرنسيين هدموها، كما هدموا مآذن مساجد كثيرة في مصر، وزخارف الأبواب تعد الثانية في مصر بعد جامع الحاكم (الأنور)، واستعمل لأول مرة في البناء الحجر الأبيض والحجر الأحمر على التبادل (الأبلق) المعروف بنظام التشهير.
وفي المسجد 27 نافذة بعقد مدبب كانت مزخرفة بزخارف جصية، وتوجد بعض النوافذ التي لا تزال محتفظة بزخارفها القديمة، يدور حول هذه النوافذ طراز من الخطط الكوفي المستمر، وصحن المسجد الآن تشغله حديقة عامة وقد ضاعت معالم الأروقة الجانبية ما عدا رواق المحراب.
مسجد المؤيد شيخ:
استمر طراز المسجد كأساس في عصر المماليك الأتراك (البحرية)، ويعتبر هذا المسجد آخرها وإن كان مؤسسه من المماليك الشراكسة (البرجية)، وهو داخل باب زويلة وملاصق له، حيث الصحن المركزي الذي تحيط به الأروقة المزدوجة وبيت الصلاة ذو الأعمدة والبلاطات العرضية الأربع، ولكن في كل جانب من المصلى يوجد مدفن على شكل قاعدة ذات أعمدة مغطاة بقبة، كما ترتفع فوق المحراب قبة كبيرة نسبياً تشغل ثلاثة أساطين مربعة.