الزخارف الكتابية في الزخرفة الإيرانية الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


اللغة العربية في الزخارف الكتابية:

حلت اللغة العربية في العصر الإسلامي مقام اللغة اللاتينية في العصر المسيحي، كما تمكّنوا العرب من أن يفرضوا اللغة العربية على الأقاليم المفتوحة مثل مصر، أما في إيران لم يتمكّن العرب فرض لغتهم على الإيرانيين مكان اللغة الإيرانية، لكن قاموا الإيرانييون بكتابة لغتهم باللغة العربية، وبعدها قاموا باستخدام اللغة العربية في الزخرفة المعمارية؛ وذلك بسبب طبيعة اللغة العربية المرنة التي تناسب جميع أنواع الخطوط الزخرفية.
تعد الزخارف الكتابية ذات شأن كبير في الفنون الإسلامية، ولقد زاد انتشار الخط العربي مع زيادة انتشار الإسلام والفتوحات الإسلامية، كما حقق نجاح كبير ووصلت إلى مرحلة عالية من الجمال في زمن قصير لم يصل إليه خط آخر في تاريخ البشرية، ولم تستخدم هذه الكتابات على المباني والتحف لتبين صاحب التحفة أو المبنى، أو لبيان تاريخ أو لتبرك في بعض الآيات القرانية والأدعية فحسب، بل كان الفنان في إيران يستخدمها لذاتها كعنصر زخرفي جميل على المباني والتحف.

خصائص النقوش الكتابية الإيرانية الإسلامية:

استعمل الفنانين الإيرانيين في النقوش الكتابية الخطوط المستديرة مثل الخط النسخي وخط الثلث وغيرها من الخطوط التي ابتكروها، كما استعملوا الخطوط الكوفية، وتعد الخطوط الزخرفية في الأقطار الإسلامية الشرقية أكثر إتقان من الخطوط في الأقطار الإسلامية الغربية، وكانت إيران من المناطق التي اتسمت بإتقان وإبداع النقوش الكتابية.
ولقد حقق الفنانون الإيرانييون نجاحاً كبير في الخط الكوفي وفي جميع الخطوط التي استخدموها في جمال زخرفها وانسجامها مع بعضها البعض، في القرن الرابع الهجري لم يقبل الإيرانيون على استخدام الكتابة في الزخرفة، حيث أن الكتابات التي ترجع إلى هذا القرن تعد نادرة جداً وجميعها من الخط الكوفي، حيث كانت الزخارف الكوفية تتختلف عن بعضها البعض وذلك بسبب هيئة الحروف من حيث الأناقة واتساع الحروف والدقة وحسن توزيعها، ويرجع ذلك إلى مهارة وإتقان الفنانين والصناع، ويعد شريط الكتابة الكوفية الموجود في ضريح بيرعالمدار من أبدع الكتابات الزخرفية في الخط الكوفي.
كانت معظم الكتابات الزخرفية الإيرانية ذات طابع خاص، حيث تميزت بوجود ثروة زخرفية التي كانت غالباً توجد في الأرضيات، ومن أهم الأمثلة شريط الكتابية الجصية الزخرفية في المسجد الجامع بقزوين، أما الموجودة في المسجد الجامع في أصفهان فكانوا يكسونها بالآجر بالمينا ويزينونه بعبارات مكتوبة بالخط الكوفي المستطيل.

المصدر: العمارة الإسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010العمارة الإسلامية/المؤلف الدكتور عبدالله عطية عبد الحافظ/الطبعة الثانيةفنون العمارة الإسلامية وخصائصها/المؤلف الدكتور عفيف البهنسي/الطبعة الثانية


شارك المقالة: