فن الفسيفساء في العمارة الدمشقية

اقرأ في هذا المقال


وصف الفسيفساء في الزخرفة قبل الإسلام:

الفسيفساء عبارة عن فصوص أو قطع صغيرة من الرخام أو الحجر أو الزجاج أو الخزف أو المرايا مصقولة الوجه لامعة، ترصف بجانب بعضها البعض فتشكل لوحة جدارية فنية سواء أكانت جدارية أو أرضية، بدأ انتشار الفسيفساء في زمن الرومان، حيث كانت المادة المستعلمة في تنفيذها تتكون من قطع الحجر والرخام الملون غير المنتظمة.
كما تناولت الفسيفساء مواضيع عدة منها مواضيع الحياة الاجتماعية والقضايا الدينية، حيث انتشرت الفسيفساء على أرضيات المعابد والحمامات والملاعب والهياكل، كما يحتوي متحف شهبا بجبل العرب على لوحات أرضية من الفسيفساء في غاية الجمال.
كما قام البيزنطيون بإضافة قطعاً من الزجاج والخزف إلى الفسيفساء، واقتصرت اللوحات المرصوفة في ذلك العهد على النواحي الدينية مثل صور السيدة العذراء والسيد المسح عليهما السلام والقديسين والرسل، حيث انتشرت هذه اللوحات على جدران الكنائس وسقوفها وعقودها.

الفسيفساء في الزخرفة الإسلامية الدمشقية:

زاد الأمويون على الفسيفساء قطعاً مذهبة وقطع ذات بريق معدني، كانت منها ذات شكل مربع ومعها متعدد الأضلاع، كما كانت مواضيع هذه الزخارف تقتصر فقط على المناظر الطبيعية والنباتات والأشكال الهندسية، وذلك بسبب تعاليم الإسلامي الذي يمنع تصوير كل ذي روح، كما وجد في حالات قليلة جداً بعض أشكال الحيوانات.
ومن الأمثلة على الفسيفساء التي وجدت في العهد الأموي تلك الموجودة في الجامع الأموي وفي مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المدينة المنورة وقصر المفجر في أريحا فلسطين وقبة الصخرة المشرفة في القدس، كما تعد الفسيفساء الجامع الأموي من أجمل الزخارف الإسلامية الموجودة في مدينة دمشق، حيث تعد من القطع الفنية الرائعة للعهد الإسلامي.
كما بقيت الفسيفساء الموجودة في الجامع الأموي في مدينة دمشق على الرغم من تعرض الجامع لعدد من الكوارث والحرائق، كما أنه يُعد أفضل مثال على جمالية هذا الفن وزخارفه البديعة، أما في مدينة دمشق فيوجد لوحتين حديثتان من الفسيفساء قام بتصميمها وتنفيذها الصديق الراحل الفنان نعيم إسماعيل، كما توجد إحدى هذه اللوحات في واجهة بناء الاتحاد العام للعمال وتمثل العمل السوري، كما توجد اللوحة الأخرى في حي بن يقظان عند الزاوية الشمالية لحديقة المزرعة.


شارك المقالة: