أسباب التغير المناخي

اقرأ في هذا المقال


منذ أن بدأت الثورة الصناعية أطلقت الأنشطة البشرية كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى في الغلاف الجوي، مما أدى ذلك إلى تغيير مناخ الأرض، تؤثر في العمليات الطبيعية مثل التغيرات في طاقة الشمس والانفجارات البركانية أيضًا على مناخ الأرض، ومع ذلك فهي لا تفسر فقط الاحترار الذي لاحظناه خلال القرن الماضي وانما هناك أسباب أخرى ساهمت بالتغير المناخي.

أسباب التغير المناخي

للتغير المناخي أسباب متعددة، معظمها وأهمها التدخلات الإنسانية (العوامل البشرية) هي التي ساهمت بشكل رئيس في تغير المناخ، حيث أن الممارسات والأنشطة الإنسانية بكافة أشكالها هو السبب الرئيسي الذي أدى الى ظهور هذه الأسباب، منها وأهمها :

توليد الطاقة

يؤدي توليد الكهرباء والحرارة عن طريق حرق الوقود الأحفوري إلى جزء كبير من الانبعاثات العالمية، حيث لا يزال يتم توليد معظم الكهرباء عن طريق حرق الفحم أو الزيت أو الغاز، مما ينتج عنه ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز؛ وهما من الغازات الدفيئة القوية التي تغطي الأرض وتحبس حرارة الشمس.

وعلى الصعيد العالمي يأتي أكثر من ربع الكهرباء بقليل من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومصادر أخرى متجددة، والتي على عكس الوقود الأحفوري، تنبعث منها القليل من غازات الدفيئة أو الملوثات في الهواء على عكس الوقود الأحفوري.

لا يزال يتم توليد معظم الكهرباء عن طريق حرق الوقود الأحفوري لكن مصادر الطاقة الأنظف تزداد قوة، يأتي حوالي 29 في المائة من الكهرباء حاليًا من مصادر متجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية والتي ستجددها الطبيعة والتي تنبعث منها القليل من غازات الدفيئة أو الملوثات في الهواء، كما تستمر تكلفة تقنيات الطاقة المتجددة في الانخفاض، مما يجعل مصادر الطاقة المتجددة أكثر مصادر الطاقة بأسعار معقولة اليوم.

تصنيع البضائع

يُعد التصنيع أحد أهم الصناعات في العالم، كما أنه أحد أكبر المساهمين في تغير المناخ، تتضمن عملية التصنيع الكثير من استخدام الطاقة، وغالبًا ما تأتي هذه الطاقة من حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز الطبيعي، يؤدي حرق الوقود الأحفوري إلى إطلاق غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهذه الغازات تحبس الحرارة وتتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض، هذه العملية هي إحدى الطرق الرئيسية التي يتسبب بها النشاط البشري في تغير المناخ.

ينتج عن التصنيع والصناعة انبعاثات، معظمها من حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة لصنع أشياء مثل الأسمنت والحديد والإلكترونيات والبلاستيك والملابس وغيرها من السلع، كما يطلق التعدين والعمليات الصناعية الأخرى الغازات، كما تفعل صناعة البناء.

غالبًا ما تعمل الآلات المستخدمة في عملية التصنيع على الفحم أو النفط أو الغاز وبعض المواد، مثل البلاستيك مصنوعة من مواد كيميائية مصدرها الوقود الأحفوري، الصناعة التحويلية هي واحدة من أكبر المساهمين في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم.

قطع الغابات

إزالة الغابات ودورة الكربون: تخزن الغابات كميات كبيرة من الكربون، تمتص الأشجار والنباتات الأخرى ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي أثناء نموها يتم تحويله إلى كربون وتخزينه في أغصان النبات وأوراقه وجذوعه وجذوره وفي التربة.

عندما يتم إزالة الغابات أو حرقها يتم إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي بشكل أساسي على شكل ثاني أكسيد الكربون، بلغ متوسط الخسارة العالمية للغابات الاستوائية خلال بعض السنوات الماضية، حوالي 4.8 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا (أو حوالي 8-10٪ من الانبعاثات البشرية السنوية لثاني أكسيد الكربون).

قطع الغابات لإنشاء مزارع أو مراعي أو لأسباب أخرى يتسبب في انبعاثات؛ لأن الأشجار عند قطعها تطلق الكربون الذي كانت تخزنه، يتم تدمير ما يقرب من 12 مليون هكتار من الغابات كل عام، نظرًا لأن الغابات تمتص ثاني أكسيد الكربون فإن تدميرها يحد أيضًا من قدرة الطبيعة على إبقاء الانبعاثات خارج الغلاف الجوي، تعد إزالة الغابات إلى جانب الزراعة والتغيرات الأخرى في استخدام الأراضي مسؤولة عن ما يقرب من ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

استخدام وسائل النقل

النقل وتغير المناخ: يؤدي حرق الوقود الأحفوري مثل البنزين والديزل إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، يتسبب تراكم ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى مثل الميثان وأكسيد النيتروز ومركبات الكربون الهيدروفلورية في ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى تغييرات في المناخ بدأت تظهر اثارها بالفعل اليوم.

إنتاج الغذاء

يتسبب إنتاج الغذاء في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان وغازات الاحتباس الحراري الأخرى بطرق مختلفة بما في ذلك من خلال إزالة الغابات وتطهير الأراضي للزراعة والرعي وهضم الأبقار والأغنام وإنتاج واستخدام الأسمدة والسماد الطبيعي لزراعة المحاصيل واستخدام الطاقة لتشغيل معدات المزرعة أو قوارب الصيد، وعادة باستخدام الوقود الأحفوري، كل هذا يجعل إنتاج الغذاء مساهماً رئيسياً في تغير المناخ وتأتي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أيضًا من تعبئة الطعام وتوزيعه.

تتسبب أنشطة النظام الغذائي بما في ذلك إنتاج الغذاء ونقله وتخزين الأطعمة المهدرة في مكبات النفايات في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تساهم في تغير المناخ، من بين هذه المصادر يعد الإنتاج الحيواني هو الأكبر، حيث يمثل ما يقدر بنحو 14.5 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية من الأنشطة البشرية، كما وتتسبب اللحوم من الحيوانات المجترة، مثل الماشية والماعز بشكل خاص في انبعاثات كثيفة.

مع التغيرات في أنماط هطول الأمطار يواجه المزارعون تهديدات مزدوجة من الفيضانات والجفاف، حيث ان كلا الحالتين المتطرفتين يمكن أن تدمر المحاصيل، حيث يزيل الفيضان التربة السطحية الخصبة التي يعتمد عليها المزارعون للإنتاجية حينها يلحقها الجفاف مما يجعل من السهل تدميرها أو جرفها كما وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة احتياجات المحاصيل من المياه مما يجعلها أكثر عرضة للخطر خلال فترات الجفاف.

تزويد المباني بالطاقة

على الصعيد العالمي تستهلك المباني السكنية والتجارية أكثر من نصف الكهرباء مع استمرارهم في الاعتماد على الفحم والنفط والغاز الطبيعي للتدفئة والتبريد، فإنهم يبعثون كميات كبيرة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والذي ساهم في تزايد الطلب على الطاقة للتدفئة والتبريد مع زيادة ملكية مكيفات الهواء فضلاً عن زيادة استهلاك الكهرباء للإضاءة والأجهزة والأجهزة المتصلة في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة من المباني في السنوات الأخيرة.

ما يستهلكه الأشخاص

المنزل واستخدام الطاقة وكيفية التنقل وما يأكله الأشخاص ومقدار التخلص منه، كلها عوامل تساهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وكذلك الحال بالنسبة لاستهلاك البضائع مثل الملابس والإلكترونيات والبلاستيك، يرتبط جزء كبير من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بالمنازل الخاصة، أنماط حياتنا لها تأثير عميق على كوكبنا فالأثرياء يتحملون المسؤولية الأكبر: فأغنى 1 في المائة من سكان العالم مجتمعين يتسببون في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أكثر من أفقر 50 في المائة في العالم.

المدن والتلوث

المدن من المساهمين الرئيسيين في تغير المناخ فالمدن تستهلك 78 في المائة من طاقة العالم، وتنتج أكثر من 60 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومع ذلك فإنها تمثل أقل من 2 في المائة من سطح الأرض.

إن الكثافة الهائلة للأشخاص الذين يعتمدون على الوقود الأحفوري تجعل سكان الحضر أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ فقلة المساحات الخضراء تفاقم المشكلة، فإن الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية سيتطلب تحولات سريعة وبعيدة المدى في استخدامات الطاقة والأراضي والبنية التحتية بما في ذلك النقل والمباني والأنظمة الصناعية.

وفي نهاية ذلك تعددت المسبات التي ساهمت في التغير المناخي، وتعد هذه من بعض واهم المسببات الرئيسية، جميعها تتفق على أن العامل الرئيس الذي أدى الى التغير المناخي هو الانسان وافعاله وطريقة حياته.


شارك المقالة: