حصن لاهور الأثري في باكستان

اقرأ في هذا المقال


“Lahore Fort” وتعرف أيضاً باسم “شاهي قلعة”، وتعتبر إحدى أجمل الهياكل من نوعها في العالم، والتي كانت رمزاً لأوائل أيامها، حيث تعتبر المكان الوحيد الذي يمثل المراحل المختلفة في تطوير العمارة المغولية.

تاريخ بناء حصن لاهور

بدأ بناء الحصن في مدينة لاهور في القرن الثاني الميلادي في أعمال بطليموس، في زمن “أكبر الأول” الثالث من إمبراطورية المغول، حيث كانت مدينة لاهور التجارية الثرية تلتقي طرق التجارة المهمة من بلاد فارس والهند والتبت، وعاصمة السلالتين الغزنويتين والغوريين المؤثرين لفترةٍ طويلة، وتم بناء هذه القلعة الضخمة على شاطئ نهر رافي، وواجه هذا الحصن الطيني العديد من الصعوبات، حيث تضررت بسبب غزو المغول في عام 1241م، ودمرتها قوات تيمور كرومي في عام 1398م، وفي النهاية تم غزوها من قبل سليل تيمور كرومي، بادي شاه بابور مؤسس سلالة موغال، في عام 1526م.

وأمر حفيد بابور بادشاه أكبر الأول، ببناء حصن ضخم في مكان المعقل القديم وشبه المدمر، وتم استخدام مواد أقوى قليلاً في بنائه؛ الطوب المخبوز وكتل الحجر الرملي الأحمر، واستغرق بناء العديد من المرافق في الحصن فترة حكم أكبر الأول (1556-1605)، الذي رغب في تعزيز الحدود الشمالية الغربية لإمبراطورتيه وأراد أن يُظهر للجميع ثروة سلالة المغول، من خلال بناء بوابة في الجدار الشرقي تسمى الآن “Masjidi Gate”، حيث يتم الدخول إلى الحصن من الجانب الغربي من خلال هذه البوابة الضخمة، التي بناها أورنجزيب عام 1674م كمدخل خاص للأحياء الملكية، وكانت كبيرةً بما يكفي للسماح بدخول العديد من الأفيال التي تحمل أفراداً من العائلة المالكة في وقتٍ واحد.

قام كل حاكمٍ لاحق للإمبراطورية المغولية بتحصين وتحسين الحصن، لذلك تم إثراء مباني الحصن بالعديد من المباني التي كانت بمثابة الأعمال الحقيقية للثقافة الإسلامية، ومع ذلك، فقد شيدت أفخم المباني في عهد شاه جيهان (1627-1658) الذي ولد خلف أسوار قلعة لاهور، وبعد الإطاحة بشاه جهان، جلس ابنه أورنجزيب على عرش إمبراطورية موغال.

وفي وقتٍ حكمه عام 1674م، وتم بناء تلك البوابة أمامية في قلعة لاهور، مع برجين شبه دائريين تعلوهما قباب، وفي بداية القرن الثامن عشر، عانت الإمبراطورية المغولية التي أضعفت داخلياً بسبب الصراعات وانتفاضات السيخ والماراث، بشكلٍ كبير بسبب غزوات النهب التي قام بها الفرس والأفغان، وتم تغيير ملكية حصن لاهور عدة مرات حتى عام 1760م، عندما غزا السيخ المدينة، وفي عام 1801م، أقيم في الحصن تتويج مهراجا البنجاب رانجيت سينغ، مؤسس دولة السيخ، وكانت لاهور عاصمة هذا البلد لما يقرب من أربعة عقود، ولكن عندما انتهت الحرب الثانية بين البريطانيين والسيخ، أصبح البريطان مضيفاً جديداً لهذه القلعة القديمة.

وفي عام 1849م، تم إنشاء حامية خلف أسوار الحصن، وتم ترميم التحصينات، لكن العديد من المباني المعمارية فقدت مظهرها التاريخي، حيث تم تعديلها باستمرار حسب المتطلبات العسكرية، وتم تحويل أحد الأجنحة الرخامية إلى كنيسة حامية، ونتيجة لذلك، امتلأت النافورة الأنيقة التي لم تعد مفيدة بعد الآن، بالخرسانة، وتم بيع الأجزاء الرخامية الفنية للمباني ذات الزخارف المنحوتة والزخارف الفضية في الأجنحة ومنازل الحدائق في بعض الأحيان من قبل قائد الحصن في المزادات.

وعلى مدى عدة عقود، تم إفراغ هذا الحصن الرائع وبدأ في التدهور ببطء، حيث بدأ تجديده فقط في النصف الثاني من القرن العشرين؛ عندما نالت باكستان استقلالها بعد تقسيم الهند البريطانية، وفي عام 1981م، أضيفت قلعة لاهور إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو، وخلال السنوات الأخيرة، تم تنفيذ أعمال تجديد واسعة النطاق عدة مرات في هذا المجمع المعماري والتاريخي.

المعالم الأثرية في حصن لاهور

يعتبر حصن لاهور إحدى أهم المعالم التاريخية في باكستان، والذي يقع في الركن الشمالي الغربي من مدينة لاهور، ويعتبر الحصن غير منتظم، حيث يمتد حوالي 500 ياردة من الشرق إلى الغرب بحوالي 400 ياردة من الشمال إلى الجنوب، ومحاطاً بجدار محصن مبني من لبنة صغيرة ذات قوة كبيرة، كما يحتوي الجدار على حصون وثقوب للبنادق، كما يحتوي الحصن على العديد من المعالم الأثرية أهمها:

1. بوابة أكبري

تم بناء بوابة أكبري من قبل “أكبر”، وسميت بعد ذلك باسم “المسيط”، وفي عام 1614م قامت إمبراطورة أكبر ببناء مسجد أمام هذه البوابة.

2. بوابة الأمغيري

تم بناء بوابة الأمغيري بواسطة “Aurangzeb Alamgir”، والتي تقع إلى الغرب من جدار التحصين، وتعتبر هذه البوابة رمزاً للقوة بتصميم بتلات اللوتس المذهلة.

3. ديوان وعم

وهو عبارة عن قاعة للجمهور، حيث قرر شاه جهان في عهده بناء قاعة مهيبة للجمهور بأربعين عموداً، حيث يطرح الجمهور مشاكلهم أمام الملك في هذه القاعة، وتم تدميره في وقتٍ لاحق عندما هاجم شير سينغ قلعة لاهور بالبنادق الخفيفة، ثم أعاد الحكام البريطانيون بنائه في عام 1849م، حيث يعتبر الرخام المنجز على شرفته من أقدم العصور.

4. رباعي جهانجير

بدأ بناء هذا النصب على يد أكبر وأكمله جهانجير، وفي ذلك الوقت كانت تكلفته سبع روبيات، تشبه هندستها المعمارية معابد الهندوس على الصفوف الشرقية والغربية، وتزخر بالحجارة الحمراء مع أقواسٍ منحوتة من الحيوانات، حيث يعرض الفن والثقافة الهندوسية، وفي الوسط تقع غرفة نوم جهانجير، وفي المربع رباعي الزوايا، توجد حديقة مع مهتابي والتي كانت تستخدم لعروض الفتيات الراقصات.

5. ديوان الخاس

تم بناء هذا الديوان من قبل شاه جهان للترفيه عن الأشخاص المميزين، وهو عبارة عن جناح مقوس مصمم من الرخام، وتم بناء حواجزه من خلال وضع أحجار كريمة في الرخام الأبيض، حيث يمثل تصميمه مهارة وموهبة المصممين، وفي الوسط تزيد مؤسسة الخزان من العظمة الملكية.

6. الخوابجة

وهي عبارة عن غرفة النوم تم بناؤها لشاه جهان بواسطة وزير خان، والتي تقع في الجنوب من ساحة شاه جيهان الرباعية الزوايا، ولها خمس حجرات مكسوّة بالرخام الأبيض النقي، والسمة الرئيسية التي تجذب السياح نحو هذه الخوابجة هي الزخرفة الجصية على أقواسها واللوحات الجدراية.

7. شيش محل

تقع شمال الحصن والتي تعبر عن عجائب المغول، وأكثر ميزاته تنوعاً هي أعمال الفسيفساء الزجاجية المحدبة والجص الزخرفي والذهب الخالص والشاشات المثقبة بالرخام، وفي وسط محل يوجد نافورة رائعة مياه بأربع قنوات.

8. مسجد موتي

وهو عبارة عن مسجد به اللؤلؤ، وكان مغطى بالكامل بالرخام الأبيض، وتم نحت الأحجار الكريمة لتزيينه، وفي وقتٍ لاحق، استخدمه السيخ كمعبدٍ لهم، ثم أعيد إحياؤه بالقرب من بوابة المجيري.

9. لال برج

يقع مقابل ديوان خاس، وهو عبارة عن جناح ثلاثي الطوابق، ويعتبر مثالاً حقيقياً للعمارة الجميلة في موغال، حيث يحتوي الجزء الداخلي منه على لوحاتٍ جدارية مع تصميمٍ خارجي ببلاط وأعمالٍ تخريمية.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: