قلعة بودروم الأثرية في تركيا

اقرأ في هذا المقال


“Bodrum Castle” وتسمى بـ “قلعة القديس بطرس”، وتعتبر إحدى أهم المعالم الأثرية في تركيا، حيث كانت بمثابة حامية عسكرية في القدم وأصبحت الآن تضم أرقى متاحف الآثار البحرية في العالم.

تاريخ قلعة بودروم

تم بناء قلعة بودروم على نتوءٍ كان وفقاً لهيرودوت، جزيرة صغيرة تسمى “Zephyria” في وقت غزوات دوريان الأولى التي حدثت في وقتٍ قريب من حروب طروادة، وبحلول الوقت الذي جاء فيه الملك موسولوس (377-353 قبل الميلاد) لحكم كاريا ونقل العاصمة من ميلاسا إلى هاليكارناسوس، كانت زفيريون بالفعل شبه جزيرة صغيرة إنضمت إلى البر الرئيسي عن طريق الحطام ومكب النفايات.

يُعتقد أن شبه الجزيرة هذه كانت موقع قصر “Mausolus” الذي بني بالقرب من موقع معبد أبولو الكلاسيكي المبكر، على الرغم من أن بعض السلطات تفضل وضع المكان المفترض للقصر على البر الرئيسي شمال شبه الجزيرة، حيث تدعم الطبيعة الاستراتيجية للغاية للنتوء بقوة الرأي القائل بأنه كان بالفعل موقعاً للقصر أو القلعة، ولكن للأسف لا يوجد دليل قوي على ذلك في المصادر القديمة، وقد اختفت جميع الآثار المحتملة منذ فترة طويلة.

ربما حدث تدمير الصرح على الرعن الذي يعود تاريخه إلى تلك الحقبة المبكرة، عندما استولت القوات المقدونية للإسكندر الأكبر على المدينة أو ربما في الغارات العربية في النصف الأخير من القرن السابع الميلادي، عندما تم اجتياح رودس وكوس، على الرغم من عدم ذكر “Halicarnassus” على وجه التحديد بين فتوحاتهم، قد يكون الهيكل هناك أيضاً قد وقع فريسة لزلزال، ومع ذلك، فإن التاريخ يسجل، وتشهد أعيننا اليوم  أن قلعة من العصور الوسطى تم بناؤها على شبه الجزيرة الصخرية الصغيرة على الجانب الشرقي من ميناء بودروم، وتظهر السجلات أن هذه القلعة قد تم بناؤها من قبل شركة من الرجال تُعرف مجتمعة باسم الفرسان من مستشفى القديس يوحنا رودس.

عندما وجد فرسان “Hospitaller” (ومقرهم جزيرة رودس) أنفسهم في مواجهة السلطنة العثمانية، فقد أدركوا أنهم بحاجة إلى معقلٍ في البر الرئيسي، حيث وجد سيد النظام الموقع المناسب لبناء حصن الفرسان الجديد؛ في مدينة بودروم الساحلية، حيث كانت توجد قلعة سلجوقية صغيرة من القرن الحادي عشر، وبدأ البناء في عام 1404 تحت حكم المهندس الألماني الفارس هاينريش شليغلهولت، ووُعد العمال الذين يبنون القلعة بمكانٍ في الجنة بموجب مرسوم بابوي، وتم الانتهاء من الجدران لأول مرة في عام 1437، وكانت الكنيسة الصغيرة واحدة من أولى المباني التي شُيدت، وأعيد بناؤها لاحقاً على الطراز القوطي من قبل فرسان مالطا الإسبان.

ومن المثير للاهتمام، أن كل قسم من فرسان الاسبتارية بناءً على لغاتهم وثقافاتهم، حصلوا على برج خاص بهم مصمم بأسلوبهم الخاص، كما تضمنت قلعة بودروم أيضاً العديد من الأعمال الحجرية من ضريح “Mausolus” القريب، بما في ذلك المنحوتات ومواد البناء، والتي تم استخدام الأخيرة منها لتقوية قلعة بودروم من غزو السلطان سليمان في عام 1522، وبعد أن استسلم الفرسان للقلعة للعثمانيين في عام 1522، تم تحويل الكنيسة الصغيرة إلى قناع وأضيفت مئذنة، على الرغم من أن المدفعية الفرنسية تعرضت للتلف خلال الحرب العالمية الأولى.

السياحة في قلعة بودروم

تعتبر قلعة بودروم إحدى المعالم السياحية المهمة في تركيا، حيث يأتي إليها الكثير من الزوار للتعرف على تاريخها العريق، واليوم، تستضيف القلعة كنوزاً متعددة خارج القلعة الباقية، حيث يستضيف منزل الكنيسة السابق ومعرضاً للمزهريات والأمفورات من العصر الميسيني والنتائج من العصر البرونزي، مما يبرز كيف كانت بودروم مركزاً تجارياً مهماً.

لا يزال على الجدران فوق البوابات 249 شعاراً منفصلاً للأسلحة، بعضها ينتمي إلى كبار السادة والبلدان والمعاطف الشخصية للفرسان والشخصيات الدينية، كما تعرض الحديقة الموجودة داخل القلعة تقريباً كل نبات وشجرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ومن أعلى الأبراج، من الممكن رؤية بودروم بالكامل، مما يمنح الزائر إحساساً رائعاً بمدى وضع القلعة بشكلٍ استراتيجي، وما هي أفضلية الخلجان المحيطة التي يتمتع بها الفرسان.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: