قناة المياه دو ميدي

اقرأ في هذا المقال


ما هي قناة المياه دو ميدي؟

إن قناة دو ميدي هي قناة طويلة بطول 240 كيلومترًا أي ما يقارب (150 ميلًا) في جنوب فرنسا (بالفرنسية: le Midi)، حيث كانت القناة في الأصل تُسمَّى القناة الملكية في لانغدوك، كما وأطلق الثوار الفرنسيون تسميتها على قناة دو ميدي في عام 1789 ميلادي، وكانت تعتبر في ذلك الوقت واحدة من أعظم أعمال البناء في القرن السابع عشر.

ترتبط القناة (Garonne) بـ (Étang de Thau) على البحر الأبيض المتوسط​​، وإلى جانب قناة (Canal de Garonne) الطويلة التي تبلغ مساحتها 193 كم (120 ميل) تشكل قناة (Deux Mers)، وتنضم إلى المحيط الأطلسي إلى البحر الأبيض المتوسط، كما تمتد القناة من مدينة تولوز نزولًا إلى (Étang de Thau) بالقرب من البحر الأبيض المتوسط.

بالمعنى الصحيح للكلمة تشير “قناة دو ميدي” إلى الجزء الذي تم بنائه في البداية من تولوز إلى البحر الأبيض المتوسط، كما يهدف مشروع قناة (Deux-Mers) إلى ربط عدة أجزاء من الممرات المائية الصالحة للملاحة معًا للانضمام إلى البحر الأبيض المتوسط ​​والمحيط الأطلسي: أولاً قناة دو ميدي، ثم غارون التي كانت صالحة للملاحة إلى حد ما بين تولوز وبوردو، ثم تم بناء قناة غارون الجانبية في وقت لاحق، وأخيراً مصب جيروند بعد بوردو.

أبرز الحقائق عن قناة مياه دو ميدي:

تقع قناة دو ميدي في جنوب فرنسا، في مقاطعات (Hérault وAude وHaute-Garonne)، حيث يمتد مسارها لمسافة 240 كيلومترًا بين مرسيلين في مكان يُسمَّى (ليه أونجلوس)، حيث تفتح القناة على (étang de Thau) بالقرب من سيت وتولوز في (Port de l’Embouchure).

كما أن قناة (du Midi) هي قناة على مستوى القمة تتسلق من تولوز على الجانب الأطلسي على مسافة 52 كم إلى (Seuil de Naurouze) أو مستوى القمة، حيث تدخل القناة المغذية، فالارتفاع الكلي 57.18 م، ومستوى القمة على ارتفاع 189.43 م، كما تمت تغطية هذا الاختلاف في المستوى نزولاً إلى البحر على المسافة المتبقية البالغة 188 كيلومترًا من نوروز إلى ليه أونجلوس على (Étang de Thau).

إن عمق القناة التصميمية 2 م وبحد أدنى 1.80 م، حيث أن الغاطس المسموح به هو 1.50 متر على الرغم من أن المستخدمين العاديين ينصحون أنه حتى مع وجود 1.40 متر فإن القوارب سوف تلمس القاع أحيانًا؛ وذلك بسبب ترسب الطمي في العديد من الأماكن، والعرض على السطح 20 م في المتوسط ​​مع تغيرات بين 16 م و20 م، وأخيرًا يبلغ عرض قاع القناة 10 أمتار.

ولأسباب تاريخية تتمتع قناة دي ميدي بوضع قانوني فريد تم تدوينه في عام 1956 ميلادي في القانون العام للممرات المائية والملاحة الداخلية، ثم في القانون العام لممتلكات الأشخاص العامين، حيث يتطلب 90 مليون متر مكعب من المياه لتغذية القناة لمدة عام واحد، وللقيام بذلك أنشأ ريكيت نظامًا معقدًا لإمداد القناة بالمياه، فكانت الفكرة هي الاستيلاء على مياه جبل نوار الواقعة على بعد عدة عشرات من الكيلومترات وإحضارها إلى (Seuil de Naurouze) أعلى نقطة في القناة المستقبلية عبر القنوات.

لقد ربطت هذه القنوات المسماة “ريجول دي لا مونتاني” (قناة الجبل) و “ريجول دي لا بلين” (قناة السهل) الخزانات الثلاثة العليا (لامبى وكامازيس وسان فيريول) في (Seuil de Naurouze)، ويبلغ طول Rigole de la Montagne) 24.269) كيلومترًا وتحتوي على 22 مبنى بين المنفذ في (Alzeau) وشلالات (Cammazes)، كما بلغ طول ريجول دي لا بلين 38.121 كم على ارتفاع 21.45 مترًا، وشمل ثمانية وستون مبنى بين جسر كروزيت وسيويل دي نوروز.

إن القناة هي عبارة عن شريط طويل من المياه يمتد من خلال المناظر الطبيعية ويجذب العديد من أنواع الحيوانات، حيث تتكاثر أنواع عديدة من الأسماك مثل الدنيس في القناة، وأنواع أخرى تتكاثر في أنهارها المغذية وتقضي جزءًا من حياتها في القناة، والرخويات مثل (anadontes) ونوع من بلح البحر في المياه العذبة والكربيكات، وهناك نوع من محار المياه العذبة يحدث في القناة.

كما أن القناة أيضا مكان نباتي جداً، ففي البداية قام بيير بول ريكيه بزرع الأشجار من أجل تثبيت ضفاف القناة خاصة، حيث كانت مطلة على الأراضي التي تحيط به، وتم استخدام الصفصاف على مجال واسع لنموها السريع، كما قام المهندسين بزرع قزحية على جانب القناة لتقليل هبوط ضفافها، وفي القرن الثامن عشر، أصبحت الأشجار المزروعة على طول القناة مصدر دخل.

المصدر: محمد صبري محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي أحمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعي/2011.


شارك المقالة: