مدينة دمنهور في مصر

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة دمنهور:

تضم جمهورية مصر العربية حسب التقسيم العام للقطر المصري خمس مدن تحمل اسم دمنهور، أولهم وأشهرهم وأكثرهم أهمية هي مدينة دمنهور شمال مصر، والتي تقع علي الضفة الغربية لقناة المحمودية علي الفرع الكانوبي للنيل، على بعد حوالي كم جنوب شرق مدينة الإسكندرية، وتعتبر مدينة دمنهور الشمالية عاصمة محافظة البحيرة بدلتا مصر.

والمدن الأخرى واحدة توجد في محافظة الغربية، وتوجد في مركز زفتي وتعرف بدمنهور الوحشي، والثانية تقع في محافظة القليوبية، وتعرف بدمنهور شبري وتسمي أيضا دمنهور الشهيد، والثالثة تقع في محافظة أسيوط بمركز منفلوط، والرابعة هي قرية تسمي كفر دمنهور وتقع في محافظة الغربية وليست ببعيدة عن مدينة دمنهور.

مدينة دمنهور، تعتبر عاصمة محافظة البحيرة التي تقع في الجهة الغربية من دلتا نهر النيل التي تسمى أيضاً بمنطقة مصر السفلى، اسمها مأخوذ من (Timinhor) الاسم المصري القديم الذي يعني مدينة حورس وطبق تاريخيا في العديد من المراكز في مصر ومعظمها في الدلتا، عاصمة البطالمة نومي وكان معروفا دمنهور كما هرموبوليس بارفا في أوقات الهلنستية.

تم جعلها في البداية عاصمة المقاطعة تحت حكم الفاطميين (القرن الحادي عشر)، وازدهرت في العصور الوسطى كمدينة متنقلة على طريق البريد من مدينة القاهرة  إلى مدينة الإسكندرية، تعرضت لأضرار بالغة في عام 1302 ميلادي من جراء الزلزال، ولكن في أواخر القرن الرابع عشر الخليفة المماليك أعادت برقوق تحصيناتها لإحباط غزوات البدو.

تاريخ مدينة دمنهور:

ربما يعود أقدم ذكر لمدينة دمنهور إلي عصر الملك “جر” من الأسرة الأولى، حيث تم العثور على لوحة عاجية تسجل زيارته لبعض مناطق الدلتا ومن بينها مدينة حور (دمنهور حاليا) عاصمة الإقليم الثالث، ويري المبابي أن هدف هذه الزيارة هو زيارة معابد وأرباب المدن الهامة والاطمئنان على أحوال الإقليم بعد طرد التحنو منه.

ونضيف إلى ما سبق وجود أثر هام أخر يرجع لعصر الدولة الحديثة، حيث يشير (Daressy) إلي لوحة من حجر البازلت الأسود رقم 3 بالمتحف المصري، وقد ظلت هذه اللوحة لفترة طويلة بحوزة شخص من منطقة أشمون بالمنوفية، ومصدرها الأصلي مجهول، وللأسف فإن هذه القطعة غير مكتملة، حيث فقد منها الجزء الأيمن وشوه جزء من النص، ويبلغ ارتفاعها 3 سم، وسمكها سم واحد، وأقصى عرض لها سم واحد، إلا أن أقصى عرض تغطيه النصوص يبلغ سم واحد، وقد تم محو بعض الكلمات وكتابة كلمات أخري، مما صعب من تأريخ الحجر وإن كان (Daressy) يرجح تأريخها لتحوتمس الثالث أو رمسيس الثاني.

ويبدو أنه قد استخدم الوجه الخلفي للوحة في معصرة من العصر المتأخر، حيث حفر بها أخدود، وكان يوضع بشكل مائل كمزراب لسائل (ربما زيت)، علي أية حال فإن اللوحة مقسمة إلى ثالثة سجلات، وتضم بعض الألقاب في أعمدة، كما أن الكتابة جاءت في سطور رأسية وأفقية، حيث يضم السجل الواحد بعض السطور والعالمات في شكل أفقي والأخر في شكل رأسي.

ولعل أهم ما ورد عن المدينة أيضا ما جاء بقائمة الأقاليم الجغرافية بمعبد أدفو من عصر الملك بطلميوس الحادي عشر (الإسكندر الثاني) علي الجدار الغربي الكبير بالمعبد، وتعد هذه القائمة وثيقة جغرافية مهمة تضمنت قائمة بأقاليم مصر البالغ عددها في ذلك الوقت إقليم، تضم أقاليم مصر السفلي والعليا.

وفي العصر القبطي تأكد استمرار مسمى دمنهور، والذي كان أساساً استمر عليه اسم المدينة في العصر الحديث في اللغة العربية، ففي نص يرجع للعصر القبطي (الوثائق القبطية) من منطقة أبو صير، يشير الي مجموعة من المدن جاء من بينها مدينة دمنهور، حيث يتحدث نصين يعودان إلي اليوم الثامن من الشهر، واليوم الرابع عشر من شهر يشيران إلي قديسين من أبو صير ودمنهور، فجاء بالنص الذي يرجع إلي اليوم الثامن “أن هذا القديس من أهل أبو صير غرب الأشمونين”. وجاء في نص الرابع عشر “كان هذا أباكير من أهل دمنهور، من أساقفة أبو صير غربي نهر مصر (نهر النيل)”.

معلومات عن مدينة دمنهور:

  • تقع مدينة دمنهور في الإقليم الثالث الواقع ضمن أقاليم الدلتا غرب نهر النيل، وتشكل مدينة دمنهور العاصمة الرئيسية لمحافظة البحيرة، ويعود أقدم ذكر لها في المصادر الأثرية والنصية لعصر الأسرة الأولى.
  • سميت المدينة بـ (Ḥr-n-Dmi bHdt) في العصر الفرعوني، هرموبوليس بارفا نسبة للمعبود هرمس في العصر اليوناني، حيث تفسر العالقة بين دمنهور موطن عبادة حور وبين الاشمونين موطن عبادة جحوتي؛ لأن دمنهور ارتبطت كذلك بالمعبود جحوتي، فربما كان هناك مدينة أخري أو جزء من مدينة مقدسة خاصة بالمعبود جحوتي كمقر عبادة له في مصر السفلي مقابل الاشمونين في مصر العليا؛ ولما كان اليونانيون يشبهون جحوتي بمعبودهم هرمس فإن المدينة بأكملها أخدت مسماها “هرموبوليس بارفا” من هذا الجزء من المدينة.
  • اختلفت طرق كتابة اسم المدينة في المصادر النصية والأثرية، حيث أخذت المدينة اسمها من القبطية التي استمدته بدورها من العصر الفرعوني، حيث ظهرت بمنطوقها دمنهور منذ العصر القبطي.
  • لعبت المدينة دورا مهما في التاريخ المصري القديم، لا سيما قبل عملية التوحيد، حيث كانت تمثل مركز عبادة المعبود حور في الدلتا – مدينة بحدت – مقابل أدفو في مصر العليا، وكذلك كانت مركزا لعبادة المعبود جحوتي، بالإضافة إلي أنها كانت المدينة التي ولد بها العجل “أبيس”.
  • وجدت العديد من التسميات التي يظن العلماء أنها تعود نسبتها إلي مدينة دمنهور ومنها اسم (Mnwt  Ḥr-Iww) جزر أو مقر حور)، والتي ما زالت تحتاج المزيد من الدراسة.
  • وجود مجموعة من الآثار التي خرجت من مدينة دمنهور تعكس قيمة وأهمية المدينة من الناحية الأثرية، ومن أهم تلك الآثار لوحة دمنهور بالمتحف المصري رقم 22188 CG/ 22264 JE والتي تقارن بلوحة حجر رشيد من نفس العصر الملك بطلميوس الخامس، ولوحات سرابيوم منف الخاصة بوالدة العجل “أبيس” في مدينة دمنهور.

اقتصاد مدينة دمنهور:

تعتبر مدينة دمنهور في الوقت الحالي عبارة عن مركز تجاري مهم واقع في المنطقة الغربية من دلتا نهر النيل، حيث تعتبر المدينة محور نظام من السكك الحديدية الضيقة، حيث تقوم هذه السكة على عملية نقل كل من القطن والتمور والخضروات والحبوب في المناطق النائية الزراعية في المنطقة.

تحتوي مدينة دمنهور على العديد من الصناعات التي تشمل على كل من تعبئة التمور ومعالجة البطاطس وحلج القطن والصناعات النسيجية، يخدم مدينة دمنهور خط السكة الحديد الرئيسي بين مدينة القاهرة ومدينة الإسكندرية وهو تقاطع هام للسكك الحديدية والطرق والقناة.

المصدر: موسوعة دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريتاريخ حوطة بني تميم، إبراهيم بن راشد التميميفجر الإسلام، أحمد أمينلحظة تاريخ، محمد المنسي قنديل


شارك المقالة: