كيف نشأة البحيرات؟
بغض النظر عن البحيرات الصناعية التي تتكون أمام السدود مثل البحيرة التي كونها السد العالي في جنوب مصر، وبحيرة (Mead) التي كوَّنها سد هوفر على نهر كولورادو داخل الولايات المتحدة؛ فإن البحيرات تنشأ عادة في أحواض أو منخفضات طبيعية وهي تختلف اختلافاً كبيراً فيما بينها في الاتساع والعمق والعمر؛ فبينما لا يزيد قطر بعضها عن عدة أمتار؛ فإن قطر بعضها الآخر قد يصل إلى مئات الكيلو مترات.
فبينما يكون جزء منها عبارة عن بحار دائمة وعميقة فإن جزئها الآخر يكون خلال فصل معين وضحلاً، حيث يمتلئ بالماء خلال موسم المطر ويجف في موسم الجفاف؛ بل إن بعضها من الممكن أن يجف بشكل نهائي بسبب التبخر أو بسبب امتلائه بالرواسب، أو بسبب مرور نهر في وسطه؛ ففي الحالة الأخيرة يتسبب انحدار النهر على الحافة السفلى للبحيرة إلى تخفيض هذه الحالة بشكل تدريجي، وإلى انصراف مياه البحيرة إلى مجرى النهر، وتنشأ الأحواض الطبيعية التي يمكن أن تتكون فيها البحيرات بسبب عوامل كثيرة ومتباينة ليس من السهل حصرها؛ ولكن من الممكن أن نذكر العوامل التي ساهمت في تكوين الأنواع الشائعة منها كما يأتي:
- انسداد واد نهري بسبب انهيار أرضي، أو بسبب تراكم الرواسب التي يحملها إليه رافد جانبي، أو بسبب حدوث حركة رفع في جزء من قاعه أو حدوث ثوران بركاني في وسطه.
- تكوين كولديرا في أعلى أحد البراكين بسبب اتساع فوهته.
- النحت الجليدي أو المائي في سطح الأرض.
- التجوية والتعرية الهوائية في المناطق الصحراوية.
- انهيار أسقف الكهوف في المناطق الكارستية.
- اقتطاع إحدى الثنيات النهرية، وتكوين بحيرة مقتطعة.
- انسداد خليج بحري نتيجة لتكون حاجز رسوبي في مدخله.
وتكثر البحيرات بطبيعة الحال داخل الأقاليم الصغيرة؛ حيث يظهر في كثير من الأحيان عدد من البحيرات التي تتصل ببعضها على طول مجرى أحد الأنهار، مثل البحيرات العظمى التي ترتبط بنهر سنت لورنس والبحيرات التي تتصل بنهر النيل عن طريق نيل البرت، أمَّا الأقاليم الجافة فمن الطبيعي أن تكون بحيراتها ذات أعداد قليلة ومياهها أقل.
وكثيراً منها يمتلئ بالماء أثناء فصل المطر ثم يجف بشكل تدريجي خلال فصل الجفاف؛ بل إن بعضها لا تتجمع فيه المياه إلا لأيام قليلة، أو بضعة أسابيع من كل عام، وأغلب مياهه مالحة؛ إلا أن نسبة الملوحة ونوعية الأملاح تتباين فيها على حسب طبيعة تكوينات مناطقها وكمية مياهها وإمكانات تجديدها.