ما هي السواحل المنبثقة والمغمورة؟

اقرأ في هذا المقال


السواحل المنبثقة والمغمورة:

بالنظر إلى اختلاف أشكال الشواطئ وكثرة أنواعها يمكننا أن نستنتج أنها أماكن معقدة جغرافياً. ولتفهم طبيعتها يؤخذ بالحسبان الكثير من العوامل التي تشمل أنواع صُخورها، حجم واتجاه الأمواج، تكرر العواصف، مدى المد والجزر، تضاريس الجزء المغمور تحت الماء والحركات التكتونية، بالاضافة إلى جانب تغيّر مستوى سطح البحر. ولتعدد هذه المعطيات فإن تقييم الشواطئ ليس بالأمر السهل. وقد اعتمد الكثير من العلماء في تقسيم الشواطئ على تغييرها نسبة إلى مستوى سطح البحر وهذا التقسيم الشائع الاستعمال وغير المتكامل، يجعل من الشواطئ نوعان مغمورة ومنبثقة.
فالسواحل المنبثقة تتكون إمَّا بارتفاع الشواطئ أو بانخفاض مستوى سطح البحر، أمَّا السواحل المغمورة فإن تكوينها يكون إمَّا بارتفاع مستوى سطح البحر أو بانخفاض المنطقة المجاورة للبحر، ففي بعض الأماكن يكون واضحاً بأن الساحل منبثق حيث أن ارتفاع اليابسة أو انخفاض مستوى سطح البحر سيبرز أجرف وأرصفة قطع الأمواج. ومنطقة سواحل كليفورنيا خير مثال على ذلك، حيث أن اليابسة قد ارتفعت نسبة إلى مستوى سطح البحر في الدهر الجيولوجي الحديث.
وتوضح أرصفة قطع الأمواج هذه الحالة. ومثالاً شواطئ مرتفعات بالوسفيردس جنوب لوس انجلس فتوجد بها بع مستويات مدرجات تدل على ارتفاع اليابسة سبع مرات. وقد يصبح الرصيف الجاري قطعة بواسطة الأمواج حالياً مدرجاً اَخر في حالة رفع اليابسة مرة أخرى. وتُشكّل بعض الأمثلة الأخرى للشواطئ المنبثقة تلك التي كانت مدفونة تحت المجالد وقد كانت القشرة الأرضية في هذه الأماكن منخفضة تحت وطئة وزن الجليد. وبعد ذوبانه أخذت ترتد تدريجياً ممَّا ترتب عليه وجود معالم لشواطئ ما قبل التاريخ فوق مستوى سطح البحر بكثير. ومثال ذلك منطقة خليج هديسون بكندا، حيث أن أجزاء منه لازالت ترتفع بمعدل سانتي متر واحد كل سنة.
وعلى عكس الأمثلة السابقة تُبيّن بعض الشواطئ الأخرى أدلة قاطعة على انهمارها، ونلاحظ أن شاطئ الساحل المغمور خلال وقت ليس بالبعيد بيتميز بتعرجه، حيث أن البحر عادة ما يغمر الجزء الأخير من مجرى النهر مُبقياً رؤوساً فوق مستوى سطحه تمثل المرتفعات التي كانت تفصل بين المجاري المائية بنهايته. وغالباً ما تُسمَّى مصاب الأنهار المغمورة بالأخوار. وهي تميز الكثير من الشواطئ اليوم مثال على ذلك خليجي سيزابيك ودوروير على الساحل الغربي الأمريكي.

المصدر: عاشور، محمود محمد/أسس الجغرافيا الطبيعية/1997.رضا محمد السيد/المدخل إلى الجغرافيا العامة/2016.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: