نهر النيل الأبيض

اقرأ في هذا المقال


ما هو نهر النيل الأبيض؟

النيل الأبيض (بالعربية يُسمَّى أيضاً النيل الأبيض)، وهو نهر يوجد في قارة أفريقيا، حيث يعتبر أحد روافد النيل الرئيسية، والآخر هو النيل الأزرق، حيث يأتي الاسم من التلوين بسبب الطين المحمول في الماء، وبالمعنى الدقيق للكلمة يشير مصطلح (النيل الأبيض) إلى النهر المتكون عند التقاء نهري بحر الجبل وبحر الغزال، وبالمعنى الأوسع يشير مصطلح (النيل الأبيض) إلى جميع امتدادات النهر التي تتدفق من بحيرة فيكتوريا إلى الاندماج مع النيل الأزرق.

كما يُطلق على هذه الامتدادات الأعلى اسم (فيكتوريا نيل) (عبر بحيرة كيوجا إلى بحيرة ألبرت) و”ألبرت نيل” (إلى حدود جنوب السودان) ثم “النيل الجبلي” أو “بحر الجبل” (نزولاً إلى البحيرة، وقد يشمل “النيل الأبيض” في بعض الأحيان منابع بحيرة فيكتوريا، التي تبعد أكثر من 2300 ميل أي (3700 كيلومتر) عن النيل الأزرق.

لقد ركز بحث الأوروبيين في القرن التاسع عشر عن مصدر النيل بشكل رئيسي على النيل الأبيض، الذي اختفى داخل أعماق ما كان يُعرف في ذلك الوقت باسم (أفريقيا الداكنة)، لم يستطيعوا اكتشاف المصدر الحقيقي للنيل الأبيض حتى عام 1937، عندما تتبعه المستكشف الألماني بوركهارت فالديكر إلى جدول في روتوفو عند قاعدة جبل كيكيزي، ونهر كاجيرا الذي يتدفق إلى بحيرة فيكتوريا بالقرب من بلدة بوكوبا التنزانية، حيث يعتبر أطول نهر مغذي لبحيرة فيكتوريا، على الرغم من أن المصادر لا تتفق على أي رافد هو الأطول لنهر كاجيرا، ومن ثم المصدر الأبعد للنيل نفسه .

يمكن اعتبار مصدر النيل إمَّا نهر (Ruvyironza) الذي يظهر في مقاطعة بوروري في بوروندي بالقرب من (Bukirasaz) أو (Nyabarongo) الذي يتدفق من غابة (Nyungwe) في رواندا، حيث يلتقي هذان النهران المغذيان بالقرب من شلالات روسومو على الحدود بين رواندا وتنزانيا، وتشتهر هذه الشلالات بحدث في 28-29 أبريل 1994، عندما عبر 250.000 رواندي الجسر في شلالات روسومو إلى نغارا في تنزانيا في غضون 24 ساعة، فيما وصفه مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين بأنه “أكبر وأسرع هجرة جماعية للاجئين في العصور الحديثة”، كما يشكل نهر كاجيرا جزءاً من الحدود بين رواندا وتنزانيا وتنزانيا وأوغندا قبل أن يصب في بحيرة فيكتوريا.

ممر نهر النيل الأبيض:

يدخل نهر النيل الأبيض في أوغندا تحت اسم (فيكتوريا نيل) من بحيرة فيكتوريا، وذلك من خلال بحيرة كيوجا إلى بحيرة ألبرت ثم باسم (ألبرت نيل) من هناك إلى الحدود مع جنوب السودان، يبدأ نهر فيكتوريا عند مخرج بحيرة فيكتوريا في جينجا داخل أوغندا على الشاطئ الشمالي للبحيرة، حيث أن المصب من محطة كهرباء (Nalubaale) ومحطة (Kiira) للطاقة عند مخرج البحيرة، يمر النهر فوق شلالات (Bujagali) (موقع محطة Bujagali للطاقة) على بعد حوالي 15 كيلومتراً (9.3 ميل) من مدينة جينجا، كما يتدفق النهر بعد ذلك إلى الشمال الغربي عبر أوغندا إلى بحيرة كيوجا في وسط البلاد، ومن هناك غرباً إلى بحيرة ألبرت.

في شلالات كاروما يتدفق النهر تحت جسر كاروما (2 ° 14′45.40 ″ N 32 ° 15′9.05 ″ E) في الركن الجنوبي الشرقي من منتزه (Murchison Falls) الوطني، وخلال الكثير من تمرد جيش الرُب للمقاومة كان جسر كاروما الذي بني في عام 1963 لمساعدة صناعة القطن، هو المحطة الرئيسية في الطريق إلى جولو، حيث تجمعت المركبات في قوافل قبل تزويدها بمرافقة عسكرية للجولة النهائية شمالاً، وفي عام 2009 أعلنت حكومة أوغندا عن خطط لبناء مشروع للطاقة الكهرومائية بقدرة 750 ميجاوات على بعد عدة كيلومترات شمال الجسر، والذي كان من المقرر الانتهاء منه في عام 2016.

لقد وافق البنك الدولي على تمويل محطة طاقة أصغر بقدرة 200 ميغاواط، لكن أوغندا اختارت مشروعاً أكبر سيموله الأوغنديون داخلياً إذا لزم الأمر، قبل دخول بحيرة ألبرت مباشرة يتم ضغط النهر في ممر يبلغ عرضه سبعة أمتار فقط عند شلالات مورشيسون، ممَّا يشير إلى دخوله إلى الفرع الغربي من صدع شرق أفريقيا، حيث يتدفق النهر بعد ذلك إلى بحيرة ألبرت مقابل الجبال الزرقاء في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويُطلق على امتداد النهر من بحيرة كيوجا إلى بحيرة ألبرت أحياناً اسم “كيوجا نيل”.

كما يُطلق على النهر الذي ينساب من بحيرة ألبرت إلى الشمال (نهر ألبرت)، حيث يفصل منطقة غرب النيل الفرعية في أوغندا عن بقية البلاد يمر جسر فوق نهر ألبرت بالقرب من مدخله في منطقة النبي، ولكن لم يتم بناء أي جسر آخر فوق هذا الجزء، وتربط العبارة الطرق بين (Adjumani ،Moyo)، ويتم التنقل في النهر بواسطة قارب صغير أو زورق.

من النقطة التي يدخل فيها النهر إلى جنوب السودان من أوغندا يدخل النهر تحت اسم (جبل النيل)، ومن بحيرة لا في جنوب السودان يصبح النهر “النيل الأبيض” بمعناه الدقيق، وهكذا يستمر شمالاً إلى السودان، حيث ينتهي عند التقائه بالنيل الأزرق، من نيمولي في جنوب السودان بالقرب من الحدود مع أوغندا يُعرف النهر باسم “النيل الجبلي” أو “بحر الجبل” (أيضاً بحر الجبل، بحر الجبل) وحرفياً نهر الجبل “أو” النهر من الجبل، كما أن ولاية وسط الاستوائية في جنوب السودان والتي يتدفق النهر من خلالها كانت تُعرف باسم بحر الجبل حتى عام 2006.

كما يواجه الامتداد الجنوبي للنهر عدد من المنحدرات قبل الوصول إلى سهل السودان ومستنقع السد الشاسع، فيشق طريقه إلى بحيرة إبراهيم، حيث يندمج مع بحر الغزال وهناك يشكل النيل الأبيض، ويتدفق نهر أنابرانش الذي يُسمَّى بحر الزراف من بحر الجبل في ويتدفق عبر السد، لينضم في النهاية إلى النيل الأبيض، وينحدر نهر النيل الجبلي هذا من خلال الوديان الضيقة وعلى سلسلة من المنحدرات التي تشمل منحدرات الفولا، وبالنسبة لبعض الناس يبدأ النيل الأبيض عند التقاء جبل النيل مع بحر الغزال عند البحيرة.

إن 120 كيلومتراً من النيل الأبيض التي تتدفق شرقاً من بحيرة ابراهيم إلى مصب السوباط منحدرة بلطف شديد وتحتوي على العديد من المستنقعات والبحيرات، وفي حالة الفيضان يحمل رافد نهر السوباط كمية كبيرة من الرواسب، ممَّا يضيف بشكل كبير إلى لون النيل الأبيض الباهت، ومن ملكال ثاني أكبر مدينة في جنوب السودان يجري النهر ببطء ولكنه خالي من المستنقعات إلى السودان ومن الشمال إلى الخرطوم، كما يقع كودوك في اتجاه مجرى النهر من ملكال، وهو موقع حادثة فشودة عام 1898، والتي شكلت نهاية التدافع من أجل أفريقيا، وفي السودان يُطلق النهر اسمه على ولاية النيل الأبيض السودانية قبل أن يندمج مع النيل الأزرق الأكبر في الخرطوم وهي عاصمة السودان ويشكل نهر النيل.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: