مرض السكري من النوع الثاني

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر السكري من النوع الثاني واحدًا من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في العالم. يحدث عندما تصبح خلايا الجسم مقاومة للأنسولين، أو عندما يكون البنكرياس غير قادر على إنتاج كمية كافية من الأنسولين للحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية. نتيجة لذلك، يرتفع مستوى السكر في الدم، مما يؤثر على صحة الأوعية الدموية والأعضاء الحيوية كالقلب والكلى. مع تزايد نسب الإصابة بهذا النوع من السكري في مختلف الفئات العمرية، أصبح من المهم فهم مسبباته وأعراضه وكيفية الوقاية منه.

ما هو مرض السكري من النوع الثاني؟

السكري من النوع الثاني هو اضطراب استقلابي يؤثر على طريقة تعامل الجسم مع الجلوكوز. يعمل الأنسولين على نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا، حيث يُستخدم كمصدر للطاقة. لكن عند الإصابة بالسكري من النوع الثاني، تصبح الخلايا غير قادرة على الاستجابة بشكل كافٍ للأنسولين، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم. مع مرور الوقت، قد يؤدي هذا التراكم إلى مضاعفات صحية خطيرة.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني: هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ومن أهمها:

  • الوراثة: إذا كان هناك تاريخ عائلي للسكري، فقد يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة.
  • السمنة: تُعد السمنة من أهم عوامل الخطر، حيث تؤدي الدهون الزائدة إلى زيادة مقاومة الجسم للأنسولين.
  • قلة النشاط البدني: الأشخاص الذين لا يمارسون نشاطًا بدنيًا منتظمًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكري.
  • العمر: يزداد خطر الإصابة بالسكري مع التقدم في العمر، خاصة بعد سن الأربعين.
  • متلازمة التمثيل الغذائي: تشمل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول والسمنة حول منطقة البطن، وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكري.

أعراض السكري من النوع الثاني

تختلف الأعراض من شخص لآخر وقد تظهر ببطء، وقد لا يلاحظ البعض إصابتهم بالسكري في بدايته. تشمل الأعراض الشائعة:

  • العطش الزائد وجفاف الفم.
  • كثرة التبول، خاصة في الليل.
  • الجوع الشديد حتى بعد تناول الطعام.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • تعب وإرهاق غير مبرر.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • بطء التئام الجروح.
  • التهابات متكررة في الجلد واللثة والمثانة.

التشخيص: يتم تشخيص السكري من النوع الثاني من خلال عدة اختبارات، أبرزها:

  • فحص السكر الصائم: قياس مستوى السكر في الدم بعد الصيام لثماني ساعات، ويُعتبر الشخص مصابًا إذا كان مستوى السكر أعلى من 126 ملغم/ديسيلتر.
  • فحص السكر التراكمي (A1C): يحدد متوسط مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ويُعتبر الشخص مصابًا إذا كانت النسبة 6.5% أو أعلى.
  • فحص تحمل الجلوكوز: يتضمن شرب محلول يحتوي على الجلوكوز، وقياس السكر في الدم بعد ساعتين. إذا كان مستوى السكر أعلى من 200 ملغم/ديسيلتر، فهذا يشير إلى الإصابة بالسكري.

المضاعفات الصحية للسكري من النوع الثاني: إذا لم تتم السيطرة على السكري بشكل جيد، فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، منها:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية: يزيد السكري من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وبالتالي خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
  • اعتلال الأعصاب السكري: يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى تلف الأعصاب، خاصة في الأطراف، مما يتسبب في الشعور بالخدر أو الألم.
  • مشاكل الكلى (اعتلال الكلى السكري): السكري من أكثر الأسباب شيوعًا للفشل الكلوي.
  • مشاكل العيون (اعتلال الشبكية السكري): قد يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية في الشبكية، مما يزيد من خطر فقدان البصر.
  • التهابات الجلد والجهاز البولي: يكون مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالتهابات جلدية والتهابات في المسالك البولية.

علاج السكري من النوع الثاني: يشمل علاج السكري من النوع الثاني عدة محاور تهدف إلى السيطرة على مستوى السكر في الدم، ومن أهمها:

  • التغذية الصحية: يعتمد العلاج على نظام غذائي متوازن يُقلل من تناول السكريات والكربوهيدرات البسيطة. يجب التركيز على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحية.
  • النشاط البدني: يساعد النشاط البدني المنتظم في تحسين حساسية الجسم للأنسولين، مما يُسهم في خفض مستوى السكر في الدم. يُنصح بممارسة التمارين لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا.

الأدوية:

الأدوية الفموية: تُستخدم لتحفيز إفراز الأنسولين أو لتحسين استجابة الجسم له. من أشهرها الميتفورمين، الذي يُعتبر الخيار الأول لمعظم المرضى.
الأنسولين: قد يُوصي الطبيب باستخدام الأنسولين في بعض الحالات، خاصةً إذا لم تُحقق الأدوية الفموية السيطرة الكافية على السكر في الدم.
مراقبة مستوى السكر بانتظام: تُعد مراقبة مستوى السكر في الدم جزءًا أساسيًا من إدارة السكري، إذ تُساعد في تقييم فعالية العلاج وإجراء التعديلات عند الحاجة.

إدارة الوزن: يُساهم فقدان الوزن الزائد في تحسين مستويات السكر في الدم وتقليل مقاومة الجسم للأنسولين.


شارك المقالة: