العلاقة بين الدوبامين والسيروتونين

اقرأ في هذا المقال


ما هي العلاقة بين الدوبامين والسيروتونين؟

الناقلات العصبية لا تعمل بشكل مستقل. تتفاعل الناقلات العصبية مع بعضها البعض وتُؤثّر على بعضها للحفاظ على توازن كيميائي دقيق داخل الجسم. هناك روابط قوية بين أنظمة هرمون السيروتونين وهرمون الدوبامين، على حد سواء من الناحية الهيكلية والوظيفية.

في بعض الحالات، يبدو أن هرمون السيروتونين يثبط إنتاج هرمون الدوبامين، ممّا يعني أن انخفاض مستويات هرمون السيروتونين يُمكن أن تؤدي إلى الإفراط في إنتاج هرمون الدوبامين. قد يُؤدي هذا إلى السلوك الاندفاعي، بسبب الدور الذي يلعبه هرمون الدوبامين في سلوك البحث عن المكافأة. كما يمنع هرمون السيروتونين السلوك الاندفاعي، بينما يُعزز هرمون الدوبامين الاندفاع.

هرمون الدوبامين وهرمون السيروتونين لهما تأثيرات مُعاكسة على الشهية. في حين أن هرمون السيروتونين يقمعها، فإنَّ المستويات المُنخفضة من هرمون الدوبامين يُمكن أن تُحفّز الجوع.

ما هي الاختلالات المرتبطة بالدوبامين والسيروتونين؟

يُمكن أن يُؤدي وجود مستويات غير طبيعية من هرمون الدوبامين أو هرمون السيروتونين إلى العديد من الحالات الطبية المُختلفة. كما يُمكن لكل من الناقلات العصبية أن تُؤثّر على اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب. يُمكن أن تُؤدي الاختلالات أيضًا إلى ظروف مميزة تُؤثّر على وظائف الجسم المُختلفة. ومن الاختلالات المرتبطة بهرمون الدوبامين وهرمون السيروتونين ما يلي:

1- هرمون الدوبامين

يُمكن أن يُؤدي وجود الكثير أو وجود مستويات مُنخفضة جدًا من هرمون الدوبامين إلى ضعف الاتصال بين الخلايا العصبية ويُؤدي إلى تطوّر الظروف الصحية الجسدية والنفسية. وقد يلعب نقص هرمون الدوبامين دورًا مُهمًا في الحالات والأعراض التالية:

  • مرض شلل الرعاش.
  • الاكتئاب.
  • الفصام.
  • الهلوسة.

يلعب هرمون الدوبامين أيضًا دورًا في التحفيز والسلوكيات الإندفاعية. على الرغم من أن هرمون الدوبامين وحده قد لا يُسبب الاكتئاب مباشرة، إلا أن انخفاض مستويات هرمون الدوبامين قد تسبب أعراضًا مُحددة مُرتبطة بالاكتئاب. كما يُمكن أن تشمل هذه الأعراض:

  • عدم وجود الحافز.
  • صعوبة في التركيز.
  • مشاعر اليأس والعجز.
  • فقدان الاهتمام بأنشطة مُمتعة في السابق.

يوفر الجين SLC6A3 تعليمات لإنشاء بروتين يُساعد على نقل هرمون الدوبامين. ينقل هذا البروتين جزيئات الدوبامين عبر أغشية الخلايا العصبية. كما تحدث حالة طبية تعرف باسم متلازمة نقص ناقل الدوبامين، أو مرض باركنسونية (خلل التوتر العضلي)، عندما تُؤثّر الطفرات في جين SLC6A3 على كيفية عمل بروتينات نقل هرمون الدوبامين.

تعطل متلازمة نقص نقل الدوبامين إشارات هرمون الدوبامين، ممّا يُؤثّر على قدرة الجسم على تنظيم الحركة. لهذا السبب ، تنتج متلازمة نقص ناقل الدوبامين أعراضًا مشابهة لأعراض مرض باركنسون، بما في ذلك:

  • ارتعاش وتشنجات وألم في العضلات.
  • صعوبة في الأكل والبلع والتحدث والحركة.
  • ضعف التنسيق والبراعة.
  • حركات العين اللاإرادية أو غير الطبيعية.
  • نقص تعبير الوجه أو نقص التبوّل.
  • صعوبة في النوم.
  • الالتهابات الرئوية المُتكررة.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الارتجاع الحمضي والإمساك.

2- هرمون السيروتونين

على عكس هرمون الدوبامين، ربط الباحثون مستويات غير طبيعية من هرمون السيروتونين بالعديد من الحالات الطبية، وخاصة اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والقلق. خلافاً للاعتقاد الشائع، يبدو أن انخفاض هرمون السيروتونين لا يُسبب بالضرورة الاكتئاب. تُساهم عوامل مُتعددة وهرمونات مُختلفة في الاكتئاب، مثل:

  • علم الوراثة وتاريخ الأسرة.
  • نمط الحياة ومستويات التوتر.
  • البيئة.
  • حالات طبية إضافية.

ومع ذلك فإنَّ انخفاض مستويات هرمون السيروتونين قد يزيد من خطر إصابة الشخص بالاكتئاب. قد تُساعد أدوية السيروتونين، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، التي تزيد من توافر هرمون السيروتونين في الدماغ في علاج الاكتئاب. كما أن الأدوية التي تشمل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) تساعد في علاج الاكتئاب وهي ما يلي:

  • فلوكستين (بروزاك).
  • سيرترالين (زولوفت).
  • باروكستين (باكسيل).
  • سيتالوبرام (سيليكسا).

من ناحية أخرى، يُمكن أن يُؤدي وجود مستويات مُرتفعة من هرمون السيروتونين إلى حالة طبية مُحتملة تهدد الحياة تُسمّى متلازمة السيروتونين. يُمكن أن تحدث متلازمة السيروتونين، أو سمية السيروتونين، بعد تناول الكثير من دواء السيروتونين أو تناول العديد من أدوية السيروتونين في نفس الوقت.

قدمت إدارة الغذاء والدواء (FDA) قائمة بأدوية هرمون السيروتونين. إلى جانب مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، تشمل بعض هذه:

  • مثبطات امتصاص السيروتونين والنورادرينالين (SNRIs)، مثل فينلافاكسين (Effexor).
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs)، مثل ديسيبرامين (نوربرامين) وإميبرامين (توفرانيل).
  • بعض أدوية الصداع النصفي، بما في ذلك almotriptan (Axert) و rizatriptan (Maxalt).

وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يُمكن أن تتفاعل مسكنات الألم الأفيونية مع أدوية السيروتونين، ممّا قد يُؤدي إلى تراكم هرمون السيروتونين أو تعزيز آثاره في الدماغ.


شارك المقالة: