ما هي سعفة الرأس – Tinea capitis؟
سعفة الرأس (Tinea capitis): هي عدوى فطرية تصيب فروة الرأس، كما تصيب الجلد والشعر. حيث تشمل أعراض سعفة الرأس تساقط الشعر وجفاف المناطق المتقشرة والاحمرار والحكة.
في حين قد تصيب سعفة الرأس في الغالب الأطفال قبل سن المراهقة، وتبلغ الإصابة ذروتها بين سن ثلاث إلى سبع سنوات. كما يمكن أن يؤثّر أيضاََ على البالغين، وخاصة أولئك الذين يعانون من نقص المناعة. حيث تم العثور على سعفة الرأس في معظم أنحاء العالم، بينما على الرغم من أن انتشار نوع معين من الفطريات المسببة لسعفة الرأس يختلف جغرافيا. حيث تشمل عوامل الخطر ملامسة الحيوانات وازدحام الأسرة والوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض والبيئات الرطبة الدافئة ورياضات الاحتكاك. بينما يرتبط إدخال العوامل المضادة للفطريات وتحركات السكان وتحسين ممارسات النظافة بأنماط العدوى المتطورة.
أسباب سعفة الرأس؟
ينتج التهاب سعفة الرأس عن فطريات جلدية قادرة على غزو الأنسجة الكيراتينية، مثل الشعر والأظافر. في حين أنه من المعروف وجود أكثر من أربعين نوعاََ مختلفاََ من الفطريات الجلدية، إلا أن عدداََ صغيراََ منها يرتبط بالتهاب سعفة الرأس. حيث يمكن تصنيف الفطريات الجلدية إلى ثلاث فئات عريضة، وفقاََ لتفضيل المضيف: الأنواع البشرية (البشر)، والأنواع المحبة للحيوانات (الحيوانات)، والأنواع الجيوفيلية (التربة).
في حين أن سعفة الرأس هي عدوى معدية قد تنتشر الأنواع المحبة للأنثروبوفيلي بعد الاتصال بالأشخاص المصابين، بما في ذلك الناقلون بدون أعراض، أو الأشياء الملوثة. حيث تشمل المستحضرات التي يمكن أن تؤوي الفطريات الجلدية المحبة للإنسان فرشاة الشعر والقبعات والمناشف والفراش والأرائك والألعاب؛ بينما قد تبقى الجراثيم الفطرية قابلة للحياة على هذه الجراثيم لعدة أشهر. كما تنتقل الأنواع المحبة للحيوانات من الحيوانات المصابة، بما في ذلك الحيوانات الأليفة المنزلية (خاصة القطط الصغيرة) أو القطط والكلاب الضالة، كما يمكن أن تنتشر الأنواع المحبة للحيوانات من شخص لآخر.
حيث أنه بعد غزو الطبقة القرنية المتقرنة في فروة الرأس، تنمو الفطريات إلى أسفل في بصيلات الشعر وجذع الشعرة. كما يخترق قشرة الشعر وعادة ما يغزو جذع الشعرة بإحدى الطرق الثلاث:
- العدوى: حيث تنمو الفطريات الجلدية داخل بصيلات الشعر وتغطي سطح الشعر، كما تظهر الجراثيم الفطرية على الجزء الخارجي من جذع الشعرة ويتلف الجلد.
- عدوى البطانة: حيث تغزو الفطريات الجلدية جذع الشعرة وتنمو داخلها، كما يتم الاحتفاظ بالجراثيم الفطرية داخل جذع الشعرة، ولا يتم إتلاف البشرة.
- عدوى القراع: وهي عدوى جلدية مزمنة تسببها T. schoenleinii وتتميز بمجموعات من الخيوط عند قاعدة الشعر، مع وجود فراغات هوائية في خصل الشعر.
في حين تختلف السمات السريرية وفقاََ لنوع الفطريات الجلدية ونوع غزو الشعر ومدى استجابة المضيف الالتهابي. لكن في جميع الأنواع، يعتبر تساقط الشعر الجزئي مع درجة معينة من الالتهاب سمة مميزة.
تصنيف السمات السريرية:
حيث يمكن تصنيف السمات السريرية على نطاق واسع إلى متغيرات غير التهابية والتهابات:
1- المتغيرات غير الالتهابية وتشمل ما يلي:
- رقعة رمادية: حيث يكون هنالك قشور دقيقة في فروة الرأس وبقع من الثعلبة تظهر رمادية اللون بسبب تغطية الأبواغ للشعر المصاب. كما يمكن ملاحظة بقع جلدية متغيرة؛ بينما هذا عادة ما يكون في حده الأدنى مع الأنواع المحبة للأنثروبوفيليك ولكن يمكن تمييزه بأنواع نباتية أو جيوفيلية.
- النقطة السوداء: حيث هنا يكون هنالك قشور دقيقة مع وجود بقع من الثعلبة تظهر عليها نقاط سوداء، في حين أن النقاط هي عبارة عن خصل شعر مكسور ثانوي لعدوى البطانة.
- مقياس منتشر: يشبه قشرة الرأس المعممة في حين اكون الثعلبة خفية أو غائبة.
2- التهابات حيث تشمل المتغيرات الالتهابية لعدوى سعفة الرأس ما يلي:
- بثور منتشرة: وهي ثعلبة غير مكتملة مع بثرات أو التهاب جريبي، بينما قد تحدث عدوى ثانوية بالبكتيريا أو الفطريات الأخرى.
- كيريون: وهي رد فعل التهابي شديد ينتج عن تأخر الاستجابة المناعية للفطر. كما يتطور هذا النمط لتشكيل لويحة حمامية مؤلمة ومضغوطة، مصحوبة بحاصة مصاحبة وبثور متناثرة. كما عادة ما يحدث بسبب نوع من الحيوانات الأليفة وقد يؤدي إلى تساقط الشعر الدائم.
- القراع: وهي عدوى التهابية مزمنة نادرة تسببها T. schoenleinii، حيث تتميز بشعر متعرج وتشكيل آفات صفراء متقشرة على شكل كوب (سكوتولا) حول قاعدة الشعر. بينما تحتوي سكوتولا على حطام خيوط وكيراتين، وقد تتحد لتشكل كتلة كبيرة.
حيث قد تمتد العدوى الفطرية لتشمل مواقع أخرى تحمل الشعر بما في ذلك الحواجب والرموش، وقد يوجد اعتلال العقد اللمفية الموضعي.
مضاعفات سعفة الرأس:
يمكن أن تؤدي الثعلبة إلى ضائقة نفسية واجتماعية للمريض، خاصة عندما ينتج عن تندب الثعلبة بعد التهاب سعفة الرأس بقع صلعاء دائمة. كما قد يحدث طفح جلدي ثانوي مع سعفة الرأس الالتهابية، خاصة بعد بدء العلاج المضاد للفطريات. ويُعرف هذا باسم تفاعل الفطر الجلدي أو تفاعل الهوية. لكن في حالات نادرة، من المعروف حدوث عقدة حمامية. كما قد تحدث عدوى بكتيرية ثانوية.
تشخيص سعفة الرأس:
عادة ما يشتبه في التهاب سعفة الرأس سريرياََ ولكن يجب تأكيدها بالمجهر وعينة الزراعة. لذلك هنالك بعض الإجراءات والطرق التشخيصية التي من الممكن اتبعها لتشخيص الإصابة بالمرض، كما يلي:
تنظير الجلد وتنظير الشعر (Dermoscopy): هو إجراء سريع وغير جراحي مفيد لتأكيد التهاب سعفة الرأس بحيث يمكن بدء العلاج أثناء انتظار نتائج عينة الزراعة. في حين قد تشمل النتائج التي توصل إليها التنظير الجلدي المميزة لسعفة الرأس ذات القيمة التنبؤية العالية والتي لا تظهر في كل حالة ما يلي:
- شعيرات الفاصلة (الشعر القصير الذي ينحني وينمو مرة أخرى باتجاه فروة الرأس، على شكل فاصلة).
- الشعر اللولبي (الشعر القصير الملفوف مثل المفتاح).
- الشعر المتعرج (الشعر القصير مع العديد من الانحناءات مثل نمط متعرج).
- الشعر الذي يشبه الرمز الشريطي (مثل شفرة مورس).
- الشعر المنحني.
- الشعر اللولبي نموذجي لعدوى Trichophyton ويحدث بشكل أقل شيوعاََ في العدوى.
بينما هنالك بعض العلامات التي تظهر بشكل شائع في التنظير الجلدي لسعفة الرأس ولكنها غير تشخيصية، مثل القشور والتقران الجريبي والتهاب احمرارى للجلد والشعر المكسور ونقاط سوداء.
المجهر: حيث يمكن أن يؤكد الفحص المجهري لكشوط فروة الرأس أو الشعر المنتف بسرعة تشخيص التهاب سعفة الرأس. كما يتم تثبيت العينات الرطبة في هيدروكسيد البوتاسيوم ويتم فحصها تحت المجهر الضوئي لوجود خيوط وجراثيم.
عينة الزراعة: حيث تسمح عينة الزراعة الفطرية بتحديد العامل المسبب، وبالتالي المصدر المحتمل للعدوى. ومع ذلك، فهو بطيء، ويستغرق حتى أربعة أسابيع، وعادة ما يكون العلاج مطلوباََ قبل ظهور النتيجة.
تقنيات التشخيص الجزيئي: حيث قد يؤدي فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) إلى طرق أسرع وأكثر حساسية للكشف عن عدوى الفطريات الجلدية، ولكنه غير متاح على نطاق واسع حتى الآن.
خزعة فروة الرأس: حيث أنه في بعض الأحيان يتم تشخيص سعفة الرأس من خلال خزعة الجلد عند رؤية التغيرات المميزة.
التشخيص التفريقي لسعفة الرأس: في حين أن قائمة التشخيص التفريقي واسعة النطاق وتشمل أي حالة قد تظهر مع ثعلبة غير مكتملة أو التهاب أو تقشر في فروة الرأس. وتشمل الأمثلة ما يلي:
- داء الثعلبة وهوس نتف الشعر، حيث تسبب الثعلبة الغير مكتملة ولكنها ليست قشرية.
- التهاب الجلد الدهني والتهاب الجلد التأتبي وصدفية فروة الرأس، حيث قد يحاكي سعفة الرأس غير الالتهابية، لكن المقياس عادة ما يكون أكثر انتشاراََ.
- الذئبة الحمامية القرصية والحزاز المسطح حيث تسبب الصلع الندبي.
- التهاب الجريبات الجرثومي في فروة الرأس، والقوباء، وتقيح الجلد، والخراج القيحي. بينما قد تشبه سعفة الرأس الالتهابية.
علاج سعفة الرأس:
لعلاج مرض سعفة الرأس يجب اتشارة الطبيب دائما واتباع التعلميات والعلاج الذي يصفه لذلك. في حين أن علاج مرض سعفة الرأس يتطلب دائماََ ما لا يقل عن أربعة أسابيع من العلاج الجهازي، حيث لا يمكن للعوامل الموضعية اختراق جذر بصيلات الشعر. في حين أنه يُعدّ دواء Griseofulvin سابقاََ أكثر الأدوية استخداماََ على نطاق واسع لعلاج مرض سعفة الرأس، لكنه لم يعدّ متوفراََ في بعض البلدان. حيث تعتبر العوامل الحديثة المضادة للفطريات مثل تيربينافين، والإيتراكونازول، والفلوكونازول فعالة على الأقل مثل الجريزوفولفين في التهابات المشعرات ولكنها أقل فعالية بالنسبة للأنواع الصغيرة.
كما يمكن استخدام العوامل الموضعية مثل بوفيدون اليود والكيتوكونازول وشامبو كبريتيد السيلينيوم لتقليل انتقال الجراثيم. في حين يجب فحص جميع أفراد الأسرة من أجل مرض سعفة الرأس ومعالجتهم في وقت واحد إذا تبين أنهم مصابون. كما يجب عدم التشجيع على مشاركة أدوات التنظيف المحتملة مثل فرش الشعر والقبعات والوسائد، ويجب تنظيفها بشكل صحيح.