اقرأ في هذا المقال
يوجد العديد من التشوهات التي قد تصيب الأطراف السفلية منها ما هو خلقي يولد به الطفل ومنها ما قد يصيب الطفل في السنوات الأولى من حياته، ومن أحد أهم الحالات التي يواجهها طبيب الأطفال، القدم الداخلية والتي تسمى قدم البطريق، حيث أن رؤية الطفل يتطور من مرحلة إلى أخرى من أكثر المشاعر سعادة للأهل، ومن المراحل التي يحققها الطفل على عمر السنة هو المشي في أولى خطواته وهنا قد تلاحظ الأم وجود مشاكل في طريقة مشي الطفل مثل مشي الطفل كالبطريق.
ما هي قدم البطريق؟
تسمى أيضًا القدم الداخلية، وهي أحد التشوهات التي قد تصيب القدمين، حيث يكون الطفل عند حركته، مقدمة قدميه تتجه للداخل بدلًا من الاتجاه إلى الأمام فتصبح هرولة الطفل كمشية البطريق، وتحدث بشكل أكبر عند الأطفال تحت سن الثامنة وفي أغلب الحالات الأطفال ذوي السنة.
أسباب قدم البطريق
يوجد ثلاثة أسباب رئيسة لقدم البطريق وهي كما يلي:
حنف القدم أو تقارب مشط القدم metatarsus adductus
هو تشوه خلقي في باطن القدم حيث يظهر الطفل بقدمين باطنها منحني الى الداخل ومع ميل القدمين الى الأسفل.
الالتواء الداخلي لقصبة الساق internal tibial torsion
هو عيب خلقي له علاقة بوضعية الجنين داخل رحم الأم وضغط الرحم، حيث تكون قصبة الساق ملتوية الى الداخل وهذا ما يؤدي الى حدوث القدم الداخلية.
الانقلاب الفخذي femoral anteversion
يحدث هذا التشوه في حال التف مفصل الحوض إلى الداخل فتكون الفخذ متجهه للداخل أي باتجاه الخط الناصف للجسم median line وهذا يؤدي إلى كون الركبة والقدم متجهتان الى الداخل، وقد تحدث نتيجةً لارتفاع الضغط داخل الرحم .
نسبة حدوثها اعتمادًا على الأعمار والأجناس، في العمر تحت السنة يكون المسبب لقدم البطريق هو حنف القدم ويحدث هذا بنسبة أكبر لدى الأجنة الإناث مقارنة بالذكور، بينما في العمر بين سنة إلى أربعة سنين يكون المسبب الرئيس لها هو الالتفاف الداخلي لقصبة الساق ويحدث بنسب متقاربة بين الجنسين، بينما الأطفال الذين أصابهم تشوه قدم البطريق فوق سن الثلاثة سنين يكون السبب غالبًا هو الانقلاب الفخذي رغم أنه كما الالتفاف الداخلي لقصبة الساق يحدث، يحدثان بعد الولادة مباشرة ولكن قدم البطريق تظهر لديهم بعد السنة الثالثة، وتكون نسبة حدوثها عند الاناث ضعفي نسبة حدوثها عند الذكور.
كيفية تشخيص قدم البطريق
يتم تشخيصها سريريًا بلا الحاجة للاستعانة بالأشعة السينية وطرق التصوير الأخرى، ولكن في بعض الحالات قد يلزم التصوير في حال كان سبب قدم البطريق أحد أنواع حنف القدم الشديدة النوع غير المرن /الجامد rigid metatarsus adductus أو في حال كان هناك اشتباه بأمراض أخرى .
علاج قدم البطريق
يكون العلاج غالباً بالتركيز على طمأنة الأهل وتعليمهم كيفية التعامل مع الطفل، حيث على الأهل أن يحرصوا على تجنب نوم طفلهم بوضعيات معينة مثل نوم الطفل على بطنه قد يفاقم الحالة، وقد يحتاج الطفل إلى ارتداء أحذية تصحيحية، ومن الجدير بالذكر أن أغلب حالات قدم البطريق تختفي لوحدها مع التقدم في العمر بلا تدخل طبي حيث إذا كان سببها حنف القدم يتوقع اختفاؤها لدى الطفل بعد السنة الثانية بينما إن كانت بسبب الالتواء الداخلي لقصبة الساق فيتوقع اختفاؤها في السنة الخامسة من العمر، في حين إذا كان لدى الطفل الانقلاب الفخذي فعملية الشفاء تستغرق وقتًا أطول حيث يشفون على عمر الأحد عشرة سنة.
ولكن هذا لا يعني أن كل الحالات قد تشفى، فبعض الحالات الشديدة تحتاج لعمليات جراحية كما ذكرنا سابقًا كحنف القدم الجامد، وبعض حالات الانقلاب الفخذي لا تشفى ولكنها لا تؤثر على حياة الشخص أو تؤدي إلى مضاعفات.
الاستشارة الطبية
أغلب الحالات تكفيهم زيارة مرة واحدة للطبيب وقد تصل إلى بضع مرات لطمأنة العائلة وإخبارهم أنها تشفى مع الوقت، ولكن في حال أثرت على حركته بشكل ملحوظ أو أنها لم تشفى بعد وصول الطفل للسن المعروف للشفاء منهاأو أنها تسبب له أذى بسبب شكلها، أي لأسباب تجميلية فقد يعد خيار العملية خيارا مطروحا وضروريًا.
بشكل مجمل أغلب مشاكل القدم التي تسبب مشكلة في شكل حركة الطفل مثل حركة البطريق، تختفي بعد عمر الثلاث سنوات، لكن إذا استمرت بعد هذا العمر أو إذا كانت تستدعي العلاج منذ البداية فقد يتم العلاج من خلال العلاج الطبيعي الذي يتضمن بعض التمارين، بعض المكملات الغذائية مثل فيتامين دال والكالسيوم، استخدام الجبائر لتحديد وضعية مناسبة لقدميه، الجراحة أحيانًا حسب المسبب لهذه الحالة.