يعتبر الربو أو ما يعرف بالأزمة الصدرية من الأمراض التنفسية الأكثر شيوعاً التي تصيب الأطفال، وقد تناولنا في مقالات سابقة عن أسباب وأعراض الربو، طرق التشخيص والعلاج المناسبة، وقد علمنا أن الربو يحدث نتيجة عوامل جينية وعوامل بيئية تعمل على تحفيز نوبة الربو، سنتناول في هذا المقال أهم المحفزات لنوبة الربو.
ما هي محفزات الإصابة بالربو؟
العدوى الفيروسية
الإصابة بالتهاب فيروسي قد يؤدي إلى تحفيز نوبة الربو، بشكل عام الالتهاب البكتيري أيضاً قد يحفز نوبة الربو، لكن الالتهاب الفيروسي يعتبر أكثر شيوعًا في تحفيز نوبة الأزمة، لذلك عادة ما يتم نصح الأطفال المصابين بالأزمة بتجنب التعامل مع المصابين بالزكام، أو أي التهاب فيروسي، بالإضافة إلى نصحهم بأخذ مطعوم الأنفلونزا.
التدخين
يرتبط التدخين بالعديد من الأمراض التنفسية مثل سرطان الرئة، يزيد فرصة حدوث التهابات رئوية، وأمراض غير تنفسية مثل أمراض القلب، ويعد التدخين من أهم محفزات نوبة الربو، ونظرًا لأن نسبة التدخين قليلة جداً عند الأطفال، إلا أن خطر تحفيز التدخين للربو ما زال موجود حيث أن العديد من الأهل يقومون بالتدخين أمام الطفل، مما يحفز نوبة الربو لديه، لذلك أي طفل مصاب بالربو ينصح بعدم التدخين أمامه، وينطبق ذلك على أي دخان كثيف مثل دخان المصانع وغيره.
التمارين الرياضية
على الرغم من أن ممارسة التمارين الرياضية جيدة للعديد من الأمراض ومنهم مرضى الربو، إلا أن هناك بعض أنواع الربو لا يحدث إلا بعد ممارسة تمارين رياضية، يسمى exercise induced asthma، وهذا النوع يتم علاجه بأدوية خاصة مختلفة عن علاج بقية أنواع الأزمة، ويعتبر أن السبب خلف ذلك هو زيادة معدل التنفس خلال ممارسة الرياضة.
المناخ والتغير في درجة حرارة الجو
بعض العوامل الجوية تحفّز على الإصابة بالربو فمثلاً العواصف محفزة لنوبة الربو بنفس طريقة التمارين الرياضية، ارتفاع درجات الحرارة العالي، أو نزول المطر الذي قد يزيد من نمو العفن في المنزل، حيث لوحظ اختلاف نسبة نوبات الربو من منطقة إلى أخرى ومن فصل إلى آخر وذلك بسبب التغيرات المناخية.
الروائح القوية
العديد من مرضى الربو تحدث لديهم النوبة الربوية فور شمهم رائحة عطر قوية، أو روائح المنظفات داخل المنزل، أو البخاخات، وغيرها من الروائح التي قد تؤدي إلى تهيج القصبات الهوائية محفزة نوبة الربو.
التوتر النفسي
يعد التوتر النفسي من الأمور التي تعمل على تحفيز نوبة الربو، لذلك ينصح مرضى الربو بالتقليل من الغضب والتعرض للتوتر، من خلال تعلم تمارين الاسترخاء وكيفية ضبط النفس والتحكم بها.
حبوب اللقاح
العديد من الأشخاص تحدث نوبات الربو لديهم فقط عند خروج نوار الشجر، وهي الأبواغ التي تتحرر من الشجر في كل عام، فالغبار الطلعي سواء الشجري أو العشبي يعتبر محفزاً لنوبة الربو، لذلك هؤلاء الأشخاص تكون نوبة الربو لديهم في فصل الربيع بشكل خاص بسبب ظهور نوار الشجر.
الحيوانات
العديد من المصابين بالربو تكون الأعراض مقترنة بتعاملهم مع حيوان، مثل القطط، الصراصير وغيرها، حيث أن شعر الحيوانات ولعابهم يحتوي على جراثيم تعمل على تحفيز نوبة الربو، لذلك مرضى الربو يتم منعهم من الاقتراب من مثل هذه الحيوانات.
العث المنزلي
هناك العديد من الأشخاص يتولد لديهم رد فعل تحسسي ونوبة أزمة عند تعرضهم لغبار المنزل، حيث أن غبار المنزل أو ما يسمى عث الفراش يحتوي على حشرات صغيرة الحجم، لا يمكن رؤيتها بواسطة العين، وعادة ما يتراكم في البيئات الرطبة والدافئة، لذلك يعد أثاث المنزل بيئة مناسبة له، فعند هؤلاء الأشخاص لا بد من الاهتمام بغسل وتنظيف الفراش والمنزل بشكل دوري، بالإضافة إلى ارتداء كمامة أثناء ذلك.
الهرمونات
تجد بعض النساء المصابات بالربو تفاقم أعراض الربو وحدوث نوبات بشكل أسوأ قبل فترة الحيض، وقد يكون ذلك نتيجة لتغير في مستوى الهرمونات لديهن.
الأدوية
هناك بعض الأدوية التي تعمل على تحفيز الأزمة، مثل دواء الأسبرين وعائلته حيث تعمل على زيادة إنتاج عوامل تعمل على زيادة انقباض العضلات حول القصبات الهوائية، مما يؤدي إلى تضيقها وتحفيز نوبة الأزمة، وأيضاً أدوية حاصرات بيتا beta blocker وهي أدوية تستخدم في العادة لمرضى الجلطات القلبية، وقد يعتقد البعض أن كون هذه الأدوية في العادة لا يتناولها إلا الكبار، فلا أهمية لها عند الأطفال كمحفز للأزمة، ولكن الحقيقة هي أن الأطفال أيضاً معرضين لتناول مثل هذه الأدوية عن طريق الخطأ، لذلك تعتبر أيضا محفز لنوبة الربو لديهم.
في النهاية، على الأهل محاولة تحديد الأمر الذي يحفز نوبات الربو من خلال تهييج الممرات التنفسية للابتعاد عنه للحفاظ على صحة الأطفال.