يمكن أن تؤدي أمراض الأذن الأكثر انتشاراً في بعض الأحيان إلى مشاكل في السمع، ومن النادر ما تؤدي إلى مضاعفات متفاقمة أو حتى تكون مهدّدة للحياة ولكن على الرغم من ذلك يجب معرفة متى يكون التهاب الأذن خطيراً؟ سنتعرف في هذا المقال، تابع المزيد من القراءة.
متى يكون التهاب الأذن خطيراً
نظرًا لأن التهابات الأذن في أكثر الحالات تشفى من نفسها، لذلك تكون بداية العلاج عن طريق التحكم في الألم ومتابعة أعراض المرض، في أغلب الأوقات يتم استعمال المضادات الحيوية للتخلص من العدوى، وبعض الناس أكثر تعرض للإصابة بعدوى مختلفة في الأذن، وهذا من الممكن أن يسبب مشاكل في السمع ومضاعفات خطيرة أخرى.
لا تعتبر التهابات الأذن سبب كافي للقلق؛ وذلك لأنها غير معدية، وفي أغلب الحالات يتم التخلص منها بمفردها أو باستعمال مسكنات الألم التي لا تتطلب وجود وصفة طبية (مثل الإيبوبروفين) وغيرها من المضادات الحيوية، كما أنها شائعة جدًا وخاصة بين الأطفال، في الواقع سوف يصاب ما لا يقل عن ثمانية من كل عشرة أطفال بإصابة واحدة أو أكثر من عدوى الأذن في أول ثلاث سنوات من عمرهم.
والمضاعفات على الرغم من أنها نادرة إلا أنها قد تحدث، ويمكن أن تحدث المضاعفات في أي عمر، ولكنها أكثر انتشار عند الأطفال تحت عمر سنة واحدة.
وفيما يلي بعض المضاعفات المرتبطة بعدوى الأذن:
فقدان السمع
والذي يمكن أن يحدث إذا حدث المرض بشكل متكرر أو لا تلتئم تمامًا، وفي معظم الأوقات يكون فقدان السمع بشكل مؤقت فقط، وخطر الإصابة بفقدان السمع الدائم بسبب التهابات الأذن منخفض، حيث يؤثر على حوالي 2 من كل 10000 طفل يعانون من التهاب الأذن الوسطى، ومع ذلك إذا حدث فقدان السمع، فقد يكون مزعجًا خاصة للأطفال الصغار الذين يتعلمون التحدث فقط، يصبح الأمر أكثر خطورة إذا أصابت العدوى كلتا الأذنين بدلاً من واحدة فقط، وقد يؤدي فقدان السمع المطول بين الأطفال الصغار إلى تأخير تعلم الطفل التحدث وفهم البالغين.
حدوث العدوى
وهي عبارة عن عدوى تصيب العظام خلف الأذن يمكن أن تبدأ هذه كعدوى خفيفة مع احتمال التحول إلى شيء خطير، وفي معظم الحالات يكون الطفل معرضًا لخطر الإصابة بالتهاب الغشاء إذا كان يعاني من عدوى متكررة في الأذن، تشمل الأعراض احمرارًا أو تورمًا في العظام خلف الأذن، وتورُّم فصوص الأذن والصداع، إذا لم تنجح خيارات العلاج واستمرت العدوى في الانتشار، فقد تظهر مضاعفات خطيرة أخرى، بما في ذلك فقدان السمع والتهاب السحايا وخراج الدماغ.
التهاب السحايا
وهو التهاب في الأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي، وقد تظهر على البالغين والأطفال فوق سن الثانية وأعراضه شبيهة بأعراض الإنفلونزا، بما في ذلك الصداع والحمى والغثيان، بينما قد يبكي الأطفال باستمرار أو يبدو عليهم التعب الشديد، أو يعانون من تصلب في أجسامهم ورقبهم، إذا كان ثني رقبتك للأمام لتلامس ذقنك مع صدرك يؤلمك حقًا، فقد يكون ذلك علامة على التهاب السحايا.
يمكن أن يكون التهاب السحايا مهددًا للحياة أو يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ، لذلك من المهم أن يرى المصاب الطبيب بمجرد ظهور هذه العلامات والأعراض، والعلاج المعتاد هو الاستشفاء والمضادات الحيوية من خلال الوريد لمدة تصل إلى 21 يومًا.
خراج الدماغ
ويحدث عندما يتجمع القيح في الدماغ نتيجة للعدوى، ومن الممكن رؤية كثيرًا في البلدان التي لا يكون فيها الوصول إلى الرعاية الصحية أمرًا شائعاً، لكن يمكن في الواقع رؤية في بعض الأحيان في البلدان ذات الرعاية الصحية الجيدة وهذا شيء يحتاج إلى التعرف عليه ومعالجته بسرعة.
وتشمل أعراض خراج الدماغ الحمى والغثيان والقيء والصداع وتغيرات في الوعي، ومن أجل التشخيص من المرجح أن يقوم الطبيب بفحص الدماغ والجهاز العصبي للتحقق من زيادة الضغط داخل الجمجمة، ومن المؤكد أنها تعتبر حالة طوارئ، لكن فرص البقاء على قيد الحياة قد تحسنت على مدار نصف القرن الماضي، وتحسن معدل الاسترداد من 33 بالمائة إلى 70 بالمائة.
تمزق طبلة الأذن
يمكن أن يحدث نتيجة ضغط تراكم السوائل في الأذن الوسطى، ينتج عن ذلك ثقب صغير، وغالباً ما تتحسن في أسبوعين، ومن المثير للاهتمام أنه بمجرد تمزق طبلة الأذن لن يكون هناك المزيد من الألم؛ لأنه لم يعد هناك ضغط، إن أكثر من 90 بالمائة من طبلة الأذن الممزقة تلتئم من تلقاء نفسها.
شلل الوجه (العصب الوجهي)
وهو العصب الذي ينشط الوجه، يمر عبر الأذن مباشرة، ويمكن أن يصاب الشخص بشلل في الوجه حيث لا يتحرك جانب واحد من وجهه بسبب العدوى، وأصبح هذا أقل شيوعًا بفضل العلاجات بالمضادات الحيوية، وكان يحدث في حالة واحدة من كل 50 حالة من حالات التهابات الأذن، ولكنه يحدث الآن فقط في حوالي 1 من كل 2000 حالة، وإن كل من تظهر عنده هذه المضاعفات تقريبًا سيتعافى تمامًا، على الرغم من أنها لا تزال تعتبر حالة طارئة ويجب على المرضى مراجعة الطبيب على الفور.
وهناك أيضًا خطر التهابات الأذن المتكررة، والتي تحدث في حوالي 25 بالمائة من الأطفال إلى إتلاف العظام الصغيرة في الأذن الوسطى، من الممكن أن يؤدي ذلك إلى تلف السمع، أو قد يؤدي إلى حالة تسمى الورم الصفراوي، والتي تحدث عندما تنمو الأنسجة وتسد طبلة الأذن، عادة ما تكون الجراحة مطلوبة لعلاج هذه الحالة.
إن خطر حدوث أي من هذه المضاعفات منخفض للغاية، وبفضل التقدم في العلاجات، أصبحت المضاعفات أكثر ندرة، ولكن هناك بعض العلامات التي يجب الانتباه إليها، إن الألم الذي يستمر في التفاقم، والتغيرات في حالتك العقلية، أو ارتفاع درجة الحرارة الشديدة (على سبيل المثال، القفز من 102 إلى 98 إلى 104 إلى 99) كلها مؤشرات على احتمال حدوث شيء خطير، ولتحسين فرص الشفاء، يجب القيام بزيارة الطبيب بمجرد ملاحظة أي من هذه الأعراض.