الشلل الرخو عند الأطفال

اقرأ في هذا المقال


يُعرّف الشلل بأنه فقدان القدرة على التحريك أو الإحساس ببعض أو كل أعضاء الجسد، وله أنواع عدة بعضها قد يؤدي إلى شلل دائم والبعض الآخر مؤقت، وله أنواع منها الشلل الرخو والشلل التشنجي.

تعريف الشلل الرخو

الشلل الرخو: هو حالة عصبية تتميز بالضعف أو الشلل وانخفاض توتر العضلات دون سبب واضح آخر (مثل الصدمة). قد تكون هذه الحالة غير الطبيعية ناجمة عن مرض أو صدمة تؤثر على الأعصاب المرتبطة بالعضلات المصابة. يدعى أيضًا بالشلل الرخو الحاد Acute flaccid paralysis وهو يُعرّف بأنه ظهور ضعف خلال أسبوعين في أي جزء من الجسم لدى طفل عمره أقل من 15 عام، وقد يشمل الجهاز التنفسي أو العضلات البصلية bulbar muscles المسؤولة عن تعابير الوجه، سمي رخواً لأن العضلات المتأذية تصبح مترهلة وتضمر على غرار الشلل التشنجي.

أسباب الشلل الرخو

يحدث الشلل الرخو لأسباب متعددة تقسم إلى أسباب مرتبطة بعوامل معدية وأسباب غير مرتبطة بعوامل ممرضة، ومن الأمثلة عليه ما يلي:

شلل الأطفال أو التهاب سنجابية النخاع poliomyelitis

يحدث بسبب الإصابة بفيروس شلل الأطفال poliovirus، يحدث شلل الأطفال غالبًا للأطفال ما دون الخمس سنوات، يبدأ كالتهاب معوي حيث يعاني الطفل من الحرارة، الإسهال، الغثيان والاستفراغ، من ثم يهاجم الفايروس العصبونات الحركية مما يتسبب في شلل غير متماثل في عضلاتالأطراف السفلية، حيث يسبب ضرراً غير قابل للإصلاح في الأقدام، وأيضا قد يهاجم العضلات العلوية وعضلات الوجه مما يؤدي إلى صعوبة في البلع والتكلم، وفي حالات أخرى يشل العضلات التنفسية مما يؤدي للوفاة، في حال أصاب الرضع ما دون السنة يؤدي إلى التهاب الدماغ والسحايا، تكاد تكون حالات شلل الأطفال انقرضت بسبب التطعيم لكن هناك بعض الحالات في بعض مناطق آسيا الفقيرة لقلة التطعيم.

التهاب الأعصاب الحاد التالي للعدوى acute  post infectious polyneuritis 

أيضا يدعى بمتلازمة جوليان باري GBS، هي عبارة عن مرض نادر يحدث بعد الإصابة بالتهاب فيروسي أو بكتيري، غالبًا بعد الإصابة بالعطيفة الصائمية Campylobacter jejuni، يُعتقد أن السبب هو هجوم مناعي تفاعلي، حيث يهاجم الجهاز المناعي الغمد المليني الذي يحاوط الأعصاب والتي تشبه العازل الكهربائي وهذه الاستجابة تتسبب في ضرر في الأعصاب الحسية والحركية والأعصاب اللاإرادية، ولكن الأعصاب الحركية هي الأكثر تضررًا.

يكون الأطفال المصابين بهذه المتلازمة متهيجون في البداية، ثم يبدأ الضعف يصيب الأطراف السفلية ومن ثم يصبح شللًا رخو، بشكل متماثل فيها ثم يصيب العضلات بشكل تصاعدي ascending pattern ليصل إلى عضلات الجذع، من ثمعضلات الوجه ليظهر على شكل تلعثم، صعوبة في البلع والتكلم وعدم القدرة على تغيير تعابير الوجه وهي تظهر في نصف الحالات، ثم يصيب العضلات التنفسية، ويحكى أن عرضي الصعوبة في البلع والضعف في العضلات الوجهية هما عرضين ينبئان بحدوث فشل تنفسي respiratory failure، يحدث هذا بمجرد بضعة أيام فيجب التشخيص السريع والعلاج حيث ينعكس الشلل في أكثر من 80‎%‎ من الحالات.

أسباب أخرى للشلل الرخو

يوجد العديد من الأسباب غير المذكورة أعلاه حيث يعد المسبب الأول له في الولايات المتحدة هو السم العصبي الشال لبعض الأفاعي، ويليها متلازمة جوليان باري في حين يوجد بعض الأمراض مثل التهاب النخاع المُستعرض والتسمم الوشيقي botulism الذي يحدث في بعض الأحيان عند إطعام الأطفال ما دون السنة عسلًا صافيًا حيث أن أبواغ البكتيريا المسببة المطثية الوشيقية clostridum botulinum قد تكون في العسل غير المعالج .

تشخيص الشلل الرخو

يتم التشخيص المبدئي للشلل الرخو سريريًا من ثم يتم تأكيد التشخيص من خلال الفحوصات المخبرية والتي تشمل كلا مما يلي:

  • عينات البراز، تستخدم للكشف عن العطفية الصائمية وفيروس شلل الأطفال.
  • مسحة الحلق الفيروسية.
  • اختبار الأمصال.
  •  فحوصات للجهاز العصبي تشمل التصوير بالرنين المغناطيسي، والصورة الطبقية.

علاج الشلل الرخو 

يختلف العلاج باختلاف المسبب، ومن الأمثلة لبعض العلاجات المتاحة:

  • بشكل عام في الحالات المرتبطة بشلل الأطفال لا يوجد علاج شافي للضرر الذي حدث فعليًا، فالعلاج داعم فقط حيث يتم وصف المسكنات والعلاج الطبيعي للتشنجات العضلية.
  • وفي بعض الحالات قد يحتاج للدعم التنفسي عن طريق التهوية الميكانيكية في حال حدوث فشل تنفسي.
  • في حين حالات متلازمة جوليان باري، فيوجد علاج وهو الحقن الوريدي للجلوبين المناعي IV immunoglobulins.
  • وفي بعض الحالات يستخدم فصل البلازما plasmapheresis، ويتم لتخفيف كمية الأجسام المضادة في دم الطفل والتي تعتبر المسؤولة عن تضرر الأعصاب.

في النهاية مع المطاعيم قلت نسبة شلل الأطفال بشكل كبير، بالإضافة إلى وجود حلول للتقليل من العجز الذي يعيشه المصاب بالشلل، مثل العلاج الطبيعي، ودعم الجانب النفسي، حيث أن إصابة أي شخص بالشلل لا يعني التخلف الدماغي، ولديه مشاعر ومواهب وأفكار لا يجوز التقليل منها لمجرد إصابته بالشلل.


شارك المقالة: