أم المؤمنين رملة والحديث

اقرأ في هذا المقال


لازالت حجرات نبيّ الرّحمة تزخر بالعلم ونقلة، ولقد خرج من تلك الحجرات علماً لا يزال يزخرف كتب الحديث النّبويّ الشّريف، ولا زالت أمّهات المؤمنين رضي الله عنهنّ يُذْكرْنَ في الرّواية بأول طبقات السّند، كيف لا وهنّ في بيت الوحي والتنزيل، نصل في رواية الحديث النّبويّ في حجرات النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام إلى أمّ المؤمنين رملة فتعالوا نبحر في سيرتها العطرة.

نبذة عن رملة

هي: الصّحابيّة الجليلة أمّ المؤمنين، أمّ حبيبة، رملة بنت أبي سفيان، أُخت معاوية، وقيل اسمها هند، من السّابقين للإسلام قبل هجرة النّبي صلّى الله عليه وسلّم، كانت متزوجة بعبيد الله بن جحش، أرسل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لخطبتها وهي في الحبشة من النّجاشي، وتزوجها وقد عاشت ببيت النّبوة مع ابنتها حبيبة ربيبة المصطفى عليه السّلام، وبقيت في بيتها إلى أن وافاها الأجل في العام الرّابع بعد الأربعين من الهجرة النّبويّة، وقبرها في البقيع.

روايتها للحديث

لقد كانت أمّ المؤمنين رملة من رواة الحديث النّبويّ الشّريف، وقد جُمِع لها من الحديث ما يقارب (65) حديثاً، روت الحديث عن سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم وعن أمّ المؤمنين زينب بنت جحش وحدّث عنها: معاوية أخوها ومن التّابعين عبدالله بن أخيها وعروة بن الزّبير،وروى عنها الشيخان وجمعٌ من أصحاب كتب السنّة والحديث.

من حديث رملة

ممّا جاء في الحديث برواية أمّ المؤمنين أمّ حبيبة ما أورده الإمام مسلم في صحيحة في باب تحريم الرّبيبة وأخت المرأة من طريق زينب بنت أبي سلمة عنها قالت: (( دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت له: هل لك في أختي بنت أبي سفيان؟ فقال: ( أفعل ماذا؟) قلتُ تنكِحُها قال: (أو تحبين ذلك) فقلت: لست لك بمُخلّية وأحبّ من شركني في الخير أختي قال: (فإنّها لا تحلّ لي) قلت : فإنّي أُخبِرتُ أنّك تخطب درّة بنت أبي سلمة، قال: ( بنت أمّ سلمة؟) قلت: نعم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لو أنّها لم تكن ربيبتي في حِجري ما حلّت لي إنّها ابنة أخي من الرّضاعة أرضعتني وأباها ثويبة، فلا تعرِضْنَ عليّ بناتكنّ ولا أخواتكنّ).

في فضل رملة

ذكر الإمام القرطبيّ رحمه الله في تفسيره في سبب نزول الآية ( عسى الله أنْ يجعل بينكم وبين الّذين عاديتم مودّة والله غفور رحيم) أنّها في من أسلموا بعد الفتح ومنهم أبو سفيان وأنَّ المودّة هي زواجه عليه الصّلاة والسّلام بأم حبيبة رملة.


شارك المقالة: