اقرأ في هذا المقال
بعدما قام به كفار مكة من مصائب وتنكيلات وويلات وأفعال مؤذية تجاه المسلمين في مكة المكرمة، استمروا بفعل الجرائم والقتل عند هجرة المسلمين أيضاً، وفوق كل ذلك لم يفق كفار قريش من الغي الذي هم فيه ولم يمتنعوا عن ما يقومون به من العدوان،وكان ما يزيد كفار قريش غيظاً وضلالاً هي طريقة هجرة المسلمين السرية إلى المدينة، وأنَّ المسلمين وجدوا مكاناً آمنناً ومقرّاً لهم في المدينة المنورة.
عندها ما كان من كفار قريش من زعمائها وساداتها إلّا أن كتبوا إلى زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول الذي كان مشركاً، وكان عبد الله بن أبي بن سلول هو رئيس الأنصار قبل الهجرة، فبعثت قريش إليه بصفته رئيساً للأنصار، ومن المعلوم أنّ الأنصار قد اتفقوا على عبد الله بن أبي، وكاد الأنصار يجعلونه ملكاً وزعيماً عليهم لولا أن هاجر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إليهم ، وآمنوا به.
حيث كتب كفار قريش إلى عبد الله بن أبي بن سلول وأيضاً إلى أصحابه المشركين، يقولون لهم إنَّكم آويتم صاحبنا( ويقصدون أنَّ أهل المدينة قد سمحوا للنبي بالهجرة إليهم وأنَّ أهل المدينة استقبلوا النبي وفتحوا بيوتهم له وللمسلمين)، وكانت قد أرسلت في رسالتها أنَّ كفار قريش أقسموا بأنّهم سيقاتلون محمداً أو ليخرجه أهل المدينة منها، أو أنّهم سيسيرون إليهم حتى يقاتلوهم ويستبيحوا نساءهم.
وبمجرد أن وصل ذلك الكتاب ما كان من زعيم المنافقين عبد الله بن أبي إلّا ليمتثل لأوامر ما جاءه من رسالة من إخوانه الكفار من أهل مكة المكرمة، ومن المعروف أنَّ عبد الله بن أبي أحد الكفار الحاقدين على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأنّ عبد الله بن أبي بن سلول كان يرى أنّ النبي قد أخذ واستولى على ملكه.
وعندما وصلت تلك الرسالة من كفّار قريش إلى عبد الله بن أبي ومن كان معه من المنافقين أمثاله من عبدة الأصنام والأوثان حينها اجتمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولكنّ ذلك الأمر قد وصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعندما لقيهم النبي قال لهم: ( لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم) ، وعندما سمع المنافقون ذلك من النبي تفرقوا عنه .