البخاري أمير المؤمين في الحديث

اقرأ في هذا المقال


لقد كان للحديث رجال تسابقوا لحفظه من الضّياع والاندثار ،لمكانته العظيمة بعد القرآن الكريم ، ولما شهدته الأمة الإسلامية من أحداث وفتن، ودخول الكثير من الأمم في الإسلام بعد وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلم ، وموت كثير من الصّحابة الّذين كانوا يحفظون الحديث من منبعه، وكان من أشهر علماء الحديث الّذين اشتغلوا في الحديث، وطلبه وتحقيقه وتوثيقه الإمام البخاري رحمه الله تعالى.

اسمه وكنيته وولادته

هوالإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاريّ ،الإمام الزاهد التقي، ولد في مدينة بخارى سنة 194 للهجرة، وبخارى هي إحدى قرى أوزباكستان حالياً ، فرح والده بمجيئه، ولم يعش طويلاً بعد ولادة البخاري، فنشأ الإمام البخاري يتيماً مع والدته التي حضنته وربّته وقوّته، لكي يكون أحد كبار العلماء في الحديث.

محنة البخاري صغيراً

بعد ولادة البخاريّ سنة 194 للهجرة، ووفاة والده وهولا زال صغيراً، أصيبت والدته بفاجعة فقدانة لبصره، فصبرت محتسبة ذلك عند الله، مع عدم يأسها من الفرج، فكانت متواصلة الدّعاء في صلاتها وعبادتها أنْ يرد الله إليه بصره ،فبقيت محتسبة ذلك عند الله ،إلى أن يشاء الله بقبول دعائها، فجائها إبراهيم الخليل في المنام يبشِّرها برجوع بصره إليه فقامت فأيقظته للصّلاة وإذ بالبخاريّ قد أبصر .

طلبه للعلم

بدأ البخاريّ في طلب العلم صغبر السِّن عندما كان في السَّادسة من عمره ، حيث توجَّه مع أمّه وأخيه للحج وبعد تأدية مناسك الحج بقي في المدينة المنورة ،ورجعت أمُّه وأخوه إلى بخارى، وبقي في المدينة المنورة ملازماً لعلمائها ينهل من علمهم ،إلى أن بدأ رحلته في طلب الحديث، فرحل بعدها إلى مكَّة وبغداد والبصرة والكوفة وخراسان لطلب العلم والحديث.

شيوخة وتلاميذه

تعلَّم البخاريّ على يد كبار من العلماء ومنهم : الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه وشهدوا كلهم للبخاري بالبنان والحفظ وسرعة البديهة وتتلمذ على يديه الكثير من المحدثين والعلماء كالإمام مسلم والترمذي وغيرهم من العلماء

منهج البخاري في تصنيف الحديث وقبوله

لقد كان البخاري رحمه الله تعالى من أوائل الّذين صنفوا الحديث، واشترطوا في قبول الحديث شروطاً تمنع كل من لم يوصف بالعدالة والضبط ،حتى يخرج صحيح البخاري ،وهو من أصحِّ الكتب بعد القرآن الكريم باتفاق العلماء ، فكان من شروطه رحمه الله تعالى، في قبول رواية الحديث في كتابه، إثبات الرَّاوي لمعاصرته والتقائه بمن روى عنه ، الحديث وكان رحمه الله من أكبر علماء عصرة معرفة بأحوال رجال الحديث ممّا ساهم هذا العلم في تخريج الصحيح من الأحاديث في كتابه رحمه الله.

أهم كتبه ومؤلفاته عليه رحمة الله

1 ـ صحيح البخاري (الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله وسُننه وأيَّامه)

2 ـ الأدب المفرد

3 ـ له عدَّة كتب مفقودة منها :المسندالكبير، المبسوط ،الفوائد

وفاته عليه رحمة الله

توفي الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى ،تاركاً للأمة الإسلامية علماً زاخراً بالحديث الشريف معطَّراً بصلة علمه ومؤلفاته بسيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وكانت وفاته رحمه الله تعالى بعد محنة للبخاري مع حاكم بخارى ونفيه إلى سمرقند عندما رفض البخاري رحمه الله تعالى أن يخصَّه بمجلس علم دون غيره فدعا ربه (اللهم إنَّه قد ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك)فما أتمَّ الشَّهر حتى مات وكان ذلك في الثلاثين من رمضان سنة 256 للهجرة.


شارك المقالة: