يجب علينا أن نعرف في بداية الأمر ونقوم بتحديد مصدر القراءات، والطريقة التي تمَّ تلقيها وأخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
مصدر القراءات
- أولا : الأحرف السبعة، قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر من الله سبحانه وتعالى، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بقراءة القرآن على الصحابة الكرام، فربما قرأ عدَّة ألفاظ من القرآن بعدَّة وجوه من حيث النطق والأداء، فيما يتعلق بأوجه من وجوه الإعراب تكون بمد أو قصر، أو تثقيل أوتخفيف، أو إبدال، أو نقل ممّا يتوافق على وجه، فكان النبي في ذلك الحين يجيز للصحابة الكرام أن يقرؤوا بأيِّ أحد من هذه الوجوه فقد قال علماء هذه العلم : لم تكن مثل هذه الوجوه من القراءات المعروفة والمشهورة لم تكن محصورة في سبع أو عشر بل بلغت القراءات، أكثر من ذلك.
- ثانيا : كان من المعروف أنَّ المعوَّل عليه في تحديد هذا الموضوع هو الحفظ والتلقي، إمام ثقة، عن إمام ثقة، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بخلاف عندما يتم كتابتة ونسخه ربما يحدث بعض الخطأ في الكتابة .
- ثالثا: الاختلاف الذي حدث بين الصحابة في طريقة أخذهم من النبي صلى الله عليه وسلم، فبعض الصحابة أخذه بحرف واحد، ومنهم قد أخذه بحرفين، ومنهم لأخذه بثلاث حروف، والبعض زاد، وبعد ذلك تفرقوا في البلاد، وكل صحابي على حرفه الذي أخذه، فسبب ذلك اختلف أخذ التابعين عنهم كل على حرفه .
- رابعا : أنَّ سيدنا عثمان رضي الله عنه بعث بالمصاحف، عندما كتبها سيدنا زيد رض الله عنه، إلى الأمصار، وتمَّ الإرسال مع كل مصحف ما يوافق قراءته في الأغلب والأكثر.
- خامساً: في آخر عهد التابعين انتبه الكثير من العلماء إلى أخذ ما تسلَّل من إضراب السليقة، ومظاهر العجمة، واللحن، فقام العلماء فتجردوا وأمروا بالقراءات وقاموا بضبطها وحصرها واهتموا بأسانيدها.
الفرق بين القراءات والاحرف السبعة
- أولاً : أنَّ الحكمة من الأحرف هو التيسير على أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، وأمّا القراءات فهي تفيد كل قراءة فائدة تزيد عن القراءات الأخرى كما قال تعالى (وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ یَطۡهُرۡنَۖ فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَیۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلتَّوَّ ٰبِینَ وَیُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِینَ﴾ [البقرة ٢٢٢] فقد قرئت (حَتَّىٰ يطّهّرنَ )، فالكلمة الأولى معناها: ينقطع حيضهن، والكلمة الثانية معناها: يغتسلن، وهي مستمرة وباقية ببقاء القرآن.
- ثانياً: إنَّ القراءات لفظ واحد قد يُقرأ على أوجه العديد من القراءات، أمَّا الأحرف فهي ألفاظ متعدَّدة تمَّ جمعها على مصحف متعدد.