القصة في القرآن

اقرأ في هذا المقال


تعريف القصة :

ذكر صاحب كتاب المصباح المنير قال: قصصتُ الخبرَ قصّاً: قال : حدثت به على وجهه، والاسم القصص، وقد جاء في كتاب الله تعالى ﴿إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡقَصَصُ ٱلۡحَقُّۚ ﴾ [آل عمران ٦٢] ﴿لَقَدۡ كَانَ فِی قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةࣱ لِّأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِۗ مَا كَانَ حَدِیثࣰا یُفۡتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصۡدِیقَ ٱلَّذِی بَیۡنَ یَدَیۡهِ وَتَفۡصِیلَ كُلِّ شَیۡءࣲ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ لِّقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ﴾ [يوسف ١١١] والقصة : هو الأمر والشأن والخبر، كما جاء في المصباح: والقصة: الشأن والأمر، تقول: ما قصتك؟ تعني : ما شأنك، وجاء في القاموس المحيط : وكلمة القِصة بكسر القاف – هو الأمر الذي يكتب ، وعلى ما ذكرنا: فما جاء من أخبار قصها الله علينا من كتاب الله تعالى يُطلق عليها لفظ (القصّة) .

القيمة التاريخية للقصة القرآنية:

القصَّة في كتاب الله تعالى لا تقارن بتلك القصص الطليقة الحرّة من نفوس البشر، يكون لها أهداف خاصة، وبعدها لا تبالي أن تستمد ما تحويه من خيال غير صادق، أو أن تقوم بعرض حوادث لم تقع، أو ربما تدور حول بطل غير موجود في الأصل، أو ربما تخرج من الجد إلى واقع هزلي، أو تضع الباطل إلى جانب الحق، ويكون جل اهتمامها أن تقوم بإظهار البراعة البيانية للمؤلف، فالقصّة في كتاب الله تعالى حقيقة تاريخية ثابتة، تُصاغ في صورة بديعة من الألفاظ والكلمات المنتقاة والأساليب الرائعة، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، ولا يمكن التشكيك بها وذلك :

  • أنَّ جميع الأدلة القاطعة قامت على شيء واحد وهو ـ أنَّ كتاب الله تعالى كلام الله المنزل، وأنَّ سيدنا محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه قد بلَّغ ما أنزله الله إليه، وإذا عرفنا ذلك فكل ما جاء في كتاب الله تعالى من خبر فهو صادق، وإذا علمنا صدقه فلا بدَّ من مطابقته للواقع.
  • القرآن هوحجَّة الله على جميع خلقه جملةً، وتفصيلاً، خاصاً وعاماً، وإطلاقاً، وهذا يأبى أن يُحكى فيه ما ليس بحق، فمثلاً يتم التنبيه عليه، فكل ما جاء به على جهة الإخبار فهو حقُّ موافق للواقع.
  • كل ما جاء في كتاب الله من قصص، هو من كلام ربِّ العالمين، قد أوحى الله به إلى سيدنا محمد ليكون مأخذ للعبرة، أو موضع للقدوة، وما كان كذلك إلّا حقاً من صميم الواقع، قال تعالى ﴿لَقَدۡ كَانَ فِی قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةࣱ لِّأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِۗ مَا كَانَ حَدِیثࣰا یُفۡتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصۡدِیقَ ٱلَّذِی بَیۡنَ یَدَیۡهِ وَتَفۡصِیلَ كُلِّ شَیۡءࣲ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ لِّقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ﴾ [يوسف ١١١]

المصدر: الواضح في علوم القران - مصطفى البغاالمصباح المنير - الفيومي القاموس المحيط- الفيروزابادي


شارك المقالة: