تعريف النبي وتعريف الرسول والفرق بينهما

اقرأ في هذا المقال


اختلط أمر التفريق بين النبي والرسول عند الكثير من الناس، ويعتقدون أنّ كلا اللفظين يحملان المعنى نفسه، كما أنه هناك من يُفرق بين النبي والرسول، لكن باتباع سبلاً باطلة في ذلك، وقد يتعلق أساس التفريق بين النبي والرسول بالوحي والرسالة، هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال بإذن الله تعالى.

تعريف النبي

النبي لغةً يكون للإخبار ونقل الأنباء، كما أطلق اسم النبي على مَن يوحي له الله تعالى بالرسالة، لأنّه يقوم بمهمة الإخبار بما أُوحي إليه، فقال تعالى: “فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ” سورة التحريم آية 3. والنبي هو مَن يُخبر عن الله تعالى، بأمر الله ووحيه، قال تعالى: “نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” سورة الحجر 49.

والنبوة من الألفاظ التي استعملها العرب للرجال الأعلام الذين يُهتدى بهم، وهي كلمة مأخوذة من النَّبْوة، التي تعني المرتفعة من سطح الأرض، كما أنّه هناك تناسب بين  المعنيين اللغوي والاصطلاحي للفظ النبي، فكلاهما يدل على المكانة العالية، والقدر والرفعة في الدنيا والآخرة، فقد اختار الله تعالى أنبيائه من أرفع الخلق قدراً وأشرفهم، وهم المبعوثون لهداية الناس وإصلاحهم في الدنيا والآخرة.

تعريف الرسول

يٌقصد بمعنى الإرسال لغة الإرشاد والتوجيه، والرسول هو الذي يُتابع تبليغ ما أرسل من أجله من أخبار وأنباء، وتوصيل ما حُمّل به من أمانة، فقد جاء في قوله تعالى قول ملكة سبأ: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَسورة النمل 35.

وأطلق اسم الرسول على مَن بعثهم الله تعالى، لأنهم رجال مبعوثون وموجّهون من الله تعالى، وموكّلون بحمل رسالة ومتابعة تبليغها للناس، حيث قال تعالى: ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًاسورة المؤمنون 44.

الفرق بين النبي والرسول

يقول البعض أنّه لا فرق بين معنى لفظي النبي والرسول، فكلّ منهما لفظ يُطلق على مَن يبعثه الله تعالى، لتبليغ أمانة الرسالات السماوية، لكن ردّ عليهم آخرون بوجود فرق بين لفظي النبي والرسول، والدليل قول الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّسورة الحج 52.

فالرسالة هي أمانة تتبع النبوة، فالنبي هو مَن يُبعث لهداية الناس وإصلاحهم، والرسول هو المكلّف بحمل رسالة من الشرائع والأحكام، بعد أن تثبت نبوته، ويُوحي إليه الله تعالى بذلك، قال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا سورة مريم 51.

وعليه فإنّ لفظ الرسول أشمل من لفظ النبي، فالرسول موحى إليه ومأمور بتبليغ شرعٍ، أما النبي فهو موحى إليه دون أن يُكلّف بالتبليغ، فيكون كل رسول نبياً، ولا يكون النبي رسولا.

لكن هذا يقودنا إلى أمر آخر ألا وهو أنّ النبي في حال عدم تبليغه للشرائع، يكون قد كتم شرع الله وأحكامه في الأرض، ولم يقم بما بُعث من أجله، فكيف يدعو الناس للهداية دون تحديد سبل الهداية وضوابطها، وأنّ الله تعالى بعث الأنبياء والرسل جميعاً لتبليغ الشرائع والأحكام.

نستنتج ممّا سبق أنّ الرسول هو مَن يأتي برسالة جديدة من الشرائع، وأنّ النبي هو الذي يأتي لتبليغ ما جاء به الرسل من قبله.


شارك المقالة: