تعريف علم غريب القرآن وأهميته

اقرأ في هذا المقال


للقرآن الكريم معارف متعددة فهو بحر واسع من العلوم منها ما هو مختص بعلم التلاوة والتجويد، ومنها ما هو مختص بعلم التفسير، ومنها ما هو مختص بالقصص و الأمثال، لكن هناك علم قلَّ كثير من الناس معرفته، ألا وهو علم غريب القرآن، فما هو علم غريب القرآن و ما أهميته؟

تعريف علم غريب القرآن

الغريب في اللغة هو: الغامض والمجهول والعميق.

الغريب في الاصطلاح: المجهول والغامض من الكلام.

متى ظهر علم غريب القرآن

ظهر علم غريب القرآن الكريم في نهاية القرن الأول الهجري، خوفاً على ذهاب العلم بموت الكثير من الصحابة والتابعين، ممن حفظوا الأثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

تعريف غريب القرآن

هو بيان معاني مفردات وكلمات ورد ذكرها في القرآن الكريم، وقد يصعب فهمها، مثل نحو: “ٱلۡخَبۡءَ” من قوله تعالى: “أَلَّا یَسۡجُدُوا۟ لِلَّهِ ٱلَّذِی یُخۡرِجُ ٱلۡخَبۡءَ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ” (سورة النمل: 25)، ومعنى الخبء في الأرض هو النباتات وفي السماء المطر، و”أَبّا” من قوله تعالى: “وَفَـٰكِهَةً وَأَبّاً” (سورة عبس:31) والأب هو ما تأكله البهائم والأنعام، ومثل “ضِیزَىٰۤ” من قوله سبحانه: “تِلۡكَ إِذاً قِسۡمَةٌ ضِیزَىٰۤ” (سورة النجم:22) بمعني جائرة وغير عادلة.

ودرجة الغرابة في ألفاظ القرآن الكريم نسبية، فقد تكون غربية لكن عند قوم لا تعد كذلك، وكذلك من عصر لآخر، ولكن نجد أن هذا العلم فقط مختص به العرب، قال الإمام مالك بن أنس “لا أوتى برجل يفسر كتاب الله تعالى غير عالم بلغة العرب إلا جعلته نكالاً”، وقال مجاهد بن جبر الإمام التابعي المفسر “لا يحل لأحد يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله لم يكن عالماً بلغات العرب”.

وقد لخّص الرافعي ذلك بقوله: “وفي القرآن ألفاظ اصطلح العلماء على تسميتها بالغرائب، وليس المراد بغرابتها أنها مُنكرة أو نافِرة أو شاذة، فإن القرآن منزه عن هذا جميعه، وإنما اللفظة الغريبة هاهنا هي التي تكون حسنة مستغربَة في التأويل، بحيث لا يتساوى في العلم بها أهلها وسائر الناس“.

الفرق بين علم غريب القرآن وعلم تفسير القرآن

علم غريب القرآن يتحدث عن معاني كلمات و مفردات يصعب على القارئ معرفتها أو ما الذي تدل عليه، أما علم تفسير القرآن الكريم فهو أعم من ذلك فهو يهتم بالشرح التفصيلي، والناسخ والمنسوخ وبيان المعنى الإجمالي للآية وأسباب النزول والقصص وغير ذلك.

لكن يجب معرفة أن علم غريب القرآن الكريم جزء لا يتجزأ من علم التفسير، فلا يمكن تفسير القرآن الكريم بدون تفسير غريبه، لذلك على الذي يدرس التفسير أن يتعمق في تركيب ومقصد سياق الكلمة؛ حتى لا يخطئ.

أهمية علم غريب القرآن الكريم

سبب أهمية هذا العلم هو تعلّقه بالقرآن الكريم، فهو بيان ما يشتمل عليه القرآن الكريم من ألفاظ وأحكام ترتبط بفهم المعاني، ويفيد في كل علوم الدين والشريعة، وهو البداية في إتقان تفسير كلام الله سبحانه وتعالى، ويعين على فهم القرآن الكريم وتدبره.

في الختام نستنتج أن علم غريب القرآن يحتاج إليه كل المسلمين عرباً وعجماً، وهو جزء لا يتجزأ من علم التفسير، وفي ذلك نصّ العلماء على دارس علم الغريب عدم الخوض فيه بالظن والاجتهاد، فالصحابة الكرام رضوان الله عليهم رغم معرفتهم العميقة باللغة العربية والقرآن الكريم نزل بلغتهم، إلا أنهم كانوا يتوقفون عند بعض معانيه ومفرداته.


شارك المقالة: