لقدْ جاءَ الإسلامُ ليسلمَ الإنسانُ نفسه لله تعالى في عبادتهِ وعدمِ الإشراكِ بهِ، وقدْ جاء سيّدنا محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ليبيّنَ ما يجبُ على الإنسانِ منْ أركانِ الإسلامِ وبيّنها للصّحابةِ الّذين نقلوها لمنْ بعدهمْ منَ الأمّةِ، وسنعرضُ حديثاً في أركانِ الإسلامِ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ اللهُ في الصّحيح: ((حدّثنا محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ نميرٍ الهمدانيُّ، حدّثنا أبو خالدٍ ـ يعني سليمانُ بنُ حيّانَ الأحمرَ ـ عنْ أبي مالكٍ الأشجعيُّ، عنْ سعدِ بنِ عبيدةَ، عنِ ابنِ عمرَ، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “بنيَ الإسلامُ على خمسةٍ: على أنْ يوحّدَ اللهُ، وإقامِ الصّلاةِ، وإيتاءِ الزّكاةِ، وصيامِ رمضانَ، والحجِّ”)). رقمُ الحديث: 19.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمام مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيح في كتابِ الإيمانِ بابُ: (بيانِ أركانِ الإسلامِ ودعائمه العظامِ)، والحديثُ يروى منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيِّ رضيَ اللهُ عنهما، وهو منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا رجالُ السّندِ الآخرونَ:
- محمّدُ بنُ عبدِ الله: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ الهمدانيُّ(234هـ)، وهوَ من ثقاتِ رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
- أبو خالدٍ: سليمانُ بنُ حيّانَ الأزديّ والملقّبِ بالأحمرِ (114ـ190هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ الثّقاتِ من أتباع التّابعينَ.
- أبو مالك الأشجعي: وهوَ سعدُ بنُ طارقِ بنِ أشيمَ الأشجعيُّ الكوفيُّ (ت: 140هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
- سعدُ بنُ عبيدةَ: وهوَ أبو حمزةَ، سعدُ بنُ عبيدةَ السّلميُّ، وهوَ تابعيٌّ ثقةٌ في رواية الحديثِ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ إلى أركانِ الدّينِ الإسلاميِّ، وقدْ بيّنها رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ وهي:
- توحيدُ اللهِ عزّ وجلَّ: وهوَ عبادتهُ وعدمُ الإشراكِ بهِ في العبوديّةِ والألوهيّةِ وفي الأسماءِ والصّفات.
- إقام الصّلاةِ: وهي عمودُ الدّينِ، وإقامتها تكونُ بما وردَ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ بكيفيّتها.
- صومُ رمضانَ: وهوَ صيامُ شهرِ رمضانَ منَ السّنةِ عبادةً للهِ تعالى.
- إيتاءِ الزّكاةِ: وهوَ إخراجُ ما للفقراءِ والمساكينَ منْ حقِّ في أموالِ منْ وجبتْ فيها الزّكاةُ.
- الحجُّ: وهو زيارةُ بيتِ اللهِ الحرامِ والقيامِ بما فعلهُ وبيّنهُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ منْ أعماله لمن يستطيع ذلكَ.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- أركانُ الإسلام خمسةُ: التوحيدُ بالشّهادتينِ والصّلاة والصّيامُ والزّكاة والحجّ.
- فضلُ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ في بيانِ أركانِ الإسلامِ للنّاسِ.