حديث في الفتنِ ويأجوج ومأجوج

اقرأ في هذا المقال


لقدْ أخبرَ سيدنا رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ أصحابهُ بكثيرٍ منَ الأحداثِ الّتي حصلتْ بعدهُ، وذلكَ منْ وحيِ الغيبِ الموحى إليه، وقدْ نقلَ إلينا صحابتهُ كثيراً منَ الفتنِ الّتي تحدّثَ عنها، منها ما حصلَ ومنها لمْ يحصلْ، ومنْ ذلكَ ما حدثَ بعدهُ منْ فتنٍ بينَ المسلمينَ والقتلَ بينهمْ، وفتنةُ يأجوجً ومأجوج، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

روى الإمامُ البخاري يرحمهُ الله في الصّحيحِ : ((حدّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيبٌ، عنِ الزّهريِّ، عنْ عروةَ بنِ الزّبيرِ، أنَّ زينبَ بنةَ أبي سلمةَ حدّثتهُ، عنْ أمِّ حبيبةَ بنتِ أبي سفيانَ، عنْ زينبَ بنتِ جحشٍ، أنّ رسولَ اللهَ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ دخلّ عليها يوماً فزِعاً، يقول: “لا إله إلّا اللهُ، ويلٌ للعربِ منْ شرٍّ قدِ اقتربْ، فُتِحَ اليومُ منْ ردمِ يأجوجَ ومأجوجَ مثلَ هذهِ”. وحلّقَ بإصبعهِ؛ الإبهامِ والّتي تليها، قالتْ زينبُ بنة جحشٍ: قلتُ يا رسولَ اللهِ، أفَنِهْلكُ وفينا الصّالحونَ؟ قال: “نعمْ، إذا كثرَ الخُبْثُ”)). رقمُ الحديث:7135.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الفتنِ، بابُ : (يأجوجَ ومأجوجَ)، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيّةِ الجليلةِ أمِّ المؤمنينَ زينبَ بنتِ جحشٍ الأسديّةَ رضيَ اللهُ عنها، وترويهِ عنها أمِّ المؤمنينَ أمُّ حبيبةَ، رملةُ بنتُ أبي سفيانَ رضيَ الله عنها، وهما من الصّحابياتِ الرّواياتِ للحديثِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:

  • أبو اليمان: وهوَ الحكمُ بنُ نافعٍ البهرانيُّ (138ـ221هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • شعيبٌ: وهوَ أبو بشرٍ، شعيبُ بنُ أبي حمزةَ دينارٍ القرشيُّ (ت: 162هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ إلى فتنةِ المسلمينَ وفتنةِ يأجوجَ ومأجوجَ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ذلكَ عندما دخلَ على زوجتهِ أمِّ المؤمنينَ زينبَ بنتِ جحشِ مفزوعاُ، وأخبرها بفتنةٍ قريبةٍ تصيبُ العربَ، وقدْ بيّنَ أهلُ العلمِ أنّها تلكَ الّتي بدأتْ بقتلِ عثمانَ بنَ عفّانٍ رضيَ اللهُ عنه، ثمّ توالتْ بعدهُ بقتالِ المسلمينَ فئتينِ بينَ عليٍّ ومعاويةَ، وذكرَ الويلُ للعربِ هوَ الحزنُ والمشقّةُ لهمْ فيما يحدُثُ بهمْ منَ الفتنةِ، وذكرَ أهلُ العلمِ في سببِ تخصيصِ العربِ بتلكَ الفتنة لأنّهمْ همْ منْ نزلَ بهمْ دينُ الإسلامِ وهمْ أوَّلَ منْ أسلموا، وقدْ ذكرَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ عنْ فتحٍ ليأجوجَ ومأجوجَ في تلكَ اللّيلةِ بما أُخبرَ من الوحيِّ، وهمْ قومٌ سيهدمونَ ذلكَ السّدِ الّي بناهُ عليهمْ ذو القرنينِ، ومنَ المذكورِ أنّهمْ لنْ يستطيعوا هدمهُ إلّا بقربِ السّاعةِ، وأنّهمْ منْ زمنِ ذي القرنينِ يحاولونَ هدمهُ ثمَّ يغلقُ منْ جديدٍ، ثمَّ سألتْ أمٌّ المؤمنينَ زينبَ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّمَ هلْ سنهلَكُ ويصيبُنا أذى الفتنةِ، فأجابها نعمْ، وذلكَ بكثرةِ الخبثِ وهي المعاصي والفجور.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • شدّةُ الفتنِ على المسلمينَ بعدَ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّمَ.
  • منْ فتنِ السّاعةِ يأجوجَ ومأجوج.

شارك المقالة: