حديث في فضل المدينة المنورة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ للمدينةِ المنوَّرةِ فضلٌ كبيرٌ في نشر الدَّعوةِ الإسلاميَّةِ وعقيدةِ التَّوحيدِ، فهيَ الّتي احتضنتْ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وكانتْ نقطةَ بدايةِ دولةِ كسرِ الشركِ والظُّلمِ، وقدْ كانَ لها في نفسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم الأثرُ الكبيرُ، وسنستعرضُ حديثاً منْ أحاديثهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ في فضلِ المدينةِ المنوّرةِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمُهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ، أخبرنا مالكٌ، عنْ يحيى بنِ سعيدٍ قال: سمعتُ أبا الحُبابِ سعيدَ بنَ يسارٍ يقولُ: سمعتُ أبا هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ يقول: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (أُمرتُ بقريةٍ تأكُلُ القُرى يقولونَ: يثربُ وهي المدينةُ، تنفي النَّاسَ كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ). رقمُ الحديث:1871)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ  محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في بابُ فضلِ المدينةِ وأنَّها تنفي النَّاسَ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ، وهوَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ صخرٍ الدُّوسيُّ، منْ المكثرينَ لروايةِ الحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديث فهم:

  • عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ: وهوَ أبو محمَّدٍ، عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ التَّنيسيُّ (ت:218هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • مالكٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، الإمامُ مالكُ بنُ أنسٍ الأنْصاريُّ (93ـ179هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • يحيى بنُ سعيدٍ: وهوَ أبو سعيدٍ، وهوَ يحيى بنُ سعيدٍ الأنْصاريُّ (143هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ.
  • أبو الحبابِ:  وهوَ سعيدُ بنُ يسارٍ المدنيُّ (37ـ117هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى ذكرِ النَّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى فضلِ مدينةِ كانَ لها شرفُ هجرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إليها وهي المدينةِ المنوَّرةِ، واسمها قديماً يثرب، وسمِّيتِ المدينةُ المنوَّرةُ بهذا الاسمِ بعدَ الهجرةِ، وقدْ أشارَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى أمرِ اللهِ تعالى بالهجرةِ إليها والسَّكنِ فيها، ثمَّ يشيرُ إلى أنَّ أهلها ستفتحُ القرى وسيأخذونَ خيراتِها وسيخرجُ المنافقونَ والنِّفاقُ منها وستساقُ إليها الغنائمُ، وأمَّا نفيُّ النَّاسِ منها فيكونُ في اختبارِ إيمانِ الّذينَ يستطيعونَ الهجرةَ إليها لصعوبةِ العيشِ فيها واللهُ تعالى أعلم.

ما يرشد إليه الحديث:

منْ الفوائدَ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • فضلُ المدينةِ المنورةِ ومنزلتها في قيامِ دولةِ الإيمانِ ونفي النفاق.
  • تسميةُ المدينةِ المنورةِ بهذا الاسمِ لهجرتهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إليها.

شارك المقالة: