حسان بن ثابت يمدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
إنَّ لكل شخص منّا قدوة في حياته، ونحن كمسلمين قدوتنا في حياتنا هو الحبيب المصطفى محمد صلّى الله عليه وسلم، لأنَّ الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام اتصف بكل الصفات الكريمة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، فالرسول محمد هو المنهج الصحيح في كل شئ، وأنَّ كل ما كان يقوم به النّبي هو صحيح لا محاله، فيجب علينا أن نقتدي بكل ما كان يقوم به الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم.
فمهما تحدثنا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعن صفاته وعن أخلاقه فلن نستطيع أن نعطيه ولو جزءاً بسيطاً من حقه عليه الصلاة والسلام، يكفي أنّه ممدوح من قِبَلِ الواحد الأحد والذي وصفحه بأنّه صاحب خلق عظيم، فالرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم يملك من الصفات العظيمة والجليلة والكريمة التي جعلت كل من يراه ويجالسه يعشقه ويحبه، فحتى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم عجزوا عن وصف دقيق لخير الخلق والمرسلين من شدة عظمة صفاته وكرمه ومكانته وخلقه العظيم .
ومع ذلك كان هناك مدح كبير من الصحابة الكرام رضوان الله عليه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فكان الصحابي الجليل حسان بن ثابت والذي سميًّ بشاعر النبي كان له عدة أبيات يمدح فيها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
الصحابي حسان بن ثابت هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري من قبيلة الخزرج، وهو شاعرٌ مخضرم، وقد أدرك الصحابي حسان بن ثابت الجاهلية والإسلام أيضاً، لقب باسم شاعر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وحسان بن ثابت هو صحابي جليل، وقد ولد قبل رسول الله عليه السلام بمدة ثماني سنواتٍ في المدينة المنورة (يثرب سابقاً)، وقد عاش الصحابي حسان بن ثابت في أسرةٍ من الوجهاء والأشراف وأصحاب المكانة الرفيغة، فوالده كان احد سادات قبيلة قريش، كما أنّه كان ينتمي إلى قبيلة بني النجار، وهم بذلك أخوال جد نبي الله محمد وهو عبد المطلب بن هاشم.
وممّا جاء في شعر حسان بن ثابت للنبي:
أغرّ عليه للنبوة خاتم وضمَّ الإلهُ اسمَ النبي إلى اسمه وشق لـه من اسمه ليجله نبي أتانا بعد يأس وفترة فأمسى سراجاً مستنيراً وهادياً وأنذرَنا ناراً وبشـّر جنة وأنت إلهَ الخلقِ ربّي وخالقي تعاليتَ ربَّ الناس عن قول مَن دعا لك الخلقُ والنّعماءُ والأمرُ كلّه بطيبةَ رسمٌ للرسول ومَعهدٌ عرفتُ بها رَسمَ الرسولِ وعهدَه أعني الرسول فإن الله فضّله فينا الرسولُ وفينـــا الحق نتبعه | من الله مشهودٌ يلوح ويَشهدُ إذ قال في الخمس المؤذنُ أشهــــدُ فـذو العـرشِ محمـودٌ وهذا محمّدُ من الرسل والأوثان في الأرض تُعبدُ يلوحُ كما لاحَ الصَّقيلُ المهنّدُ وعلّمنا الإسلامَ فاللهَ نَحمَدُ لذلـك ما عمـــّرت في الناس أشهدُ سواك إلهاً أنت أعلى وأمجدُ فإياك نَستهدي وإياك نَعبدُ منيرٌ وقد تعفو الرسومُ وتهمدُ وقبراً به واراه الترابُ وملحدُ على البرية بالتقوى وبالجودِ حتى الممات ونصـرٌ غيـرُ محــدودِ |
أغرّ: أي أبيض
وكان من مدح الصحابي الجليل حسان بن ثابت للرسول محمد صلى الله عليه وسلم:
عفـتْ ذاتُ الأصابـعِ فالجـواءُ | إلـى عـذراءَ منـزلـها خـلاءُ | |
ديارٌ منْ بَنِـي الحسحـاسِ قفـرٌ | تعفيهـا الـروامـسُ والسمـاءُ | |
وكانـتْ لا يـزالُ بِهـا أنيـسٌ | خـلالَ مروجهـا نعـمٌ وشـاءُ | |
فدعْ هـذا، ولكـن منْ لطيـفٍ | يـؤرقنِـي إذا ذهـبَ العشـاءُ | |
لشعثـاءَ التـي قـدْ تيـمـتـهُ | فليـسَ لقلبـهِ منهـا شـفـاءُ | |
كـأنّ سبيئـةً مـن بيـتِ رأسٍ | يكـونُ مزاجهـا عسـلٌ ومـاءُ | |
عَلى أنيابـها، أو طعـمَ غـضٍّ | مـنَ التفـاحِ هصـرهُ الجـنـاءُ | |
إذا ما الأسربـاتُ ذكـرنَ يومـًا | فهـنّ لطيـبِ الـراح الـفـداءُ | |
نوليهـا الـملامـةَ، إنْ ألـمنـا | إذا ما كـانَ معـثٌ أوْ لـحـاءُ | |
ونشـربـها فتتركنـا ملـوكـًا | وأسـدًا مـا ينهنهنـا اللـقـاءُ | |
عدمنـا خيلنـا، إنْ لَـم تروهـا | تثيـرُ النقـعَ، موعدهـا كـداءُ | |
يبـاريـنَ الأسـنـةَ مصعـداتٍ | عَلى أكتافهـا الأسـلُ الظمـاءُ | |
تـطـلُّ جيـادنـا متمطـراتٍ | تلطمهـنّ بالخمـرِ الـنـسـاءُ | |
فإمـا تعرضـوا عنـا اعتمرنـا | وكانَ الفتحُ، وانكشـفَ الغطـاءُ | |
وإلا، فاصبـروا لـجـلادِ يـومٍ | يـعـزُّ اللهُ فيـهِ مـنْ يـشـاءُ | |
وجبـريـلُ أميـنُ اللهِ فـيـنـا | وروحُ القـدسِ ليـسَ لهُ كفـاءُ | |
وقالَ اللهُ : قـدْ أرسلـتُ عبـدًا | يقـولُ الحـقَّ إنْ نفـعَ البـلاءُ | |
شهـدتُ بـهِ فقومـوا صدقـوهُ | فقلتـمْ : لا نـقـومُ ولا نشـاءُ | |
وقالَ اللهُ : قـدْ يسـرتُ جنـدًا | همُ الأنصـارُ، عرضتهـا اللقـاءُ | |
لَنَـا فِي كـلّ يـومٍ مـنْ معـدٍّ | سبـابٌ، أوْ قتـالٌ، أوْ هجـاءُ | |
فنحكمُ بالقَوافِـي مـنْ هجانـا | ونضربُ حيـنَ تَختلـطُ الدمـاءُ | |
ألا أبـلـغْ أبـا سفيـانَ عنِّـي | فأنتَ مجـوفٌ نَخـبٌ هـواءُ | |
بـأنّ سيوفنـا تركتـكَ عبـدًا | وعبـدَ الـدارِ سادتـها الإمـاءُ | |
هجوتَ محمـدًا، فأجبـتُ عنـهُ | وعنـدَ اللهِ فِـي ذاكَ الـجـزاءُ | |
أتَهجوهُ، ولسـتَ لـهُ بكـفءٍ | فشركمـا لخيـركمـا الفـداءُ | |
هجوتَ مباركـًا، بـرًا، حنيفـًا | أميـنَ اللهِ، شيـمـتـهُ الوفـاءُ | |
فمنْ يهجـو رسـولَ اللهِ منكـمْ | ويَمـدحـهُ، وينصـرهُ سـواءُ | |
فـإنّ أبِـي ووالـدهُ وعرضـي | لعـرضِ محمدٍ منكـمْ وقـاءُ | |
فـإمـا تثقفـنّ بـنـو لـؤيٍ | جذيـمـةَ، إنّ قتلهـمُ شفـاءُ | |
أولئـكَ معشـرٌ نصـروا علينـا | ففـي أظفـارنـا منهـمْ دمـاءُ | |
وحلفُ الحـارثِ بن أبِي ضـرارٍ | وحلـفُ قـريظـةٍ منـا بـراءُ | |
لسانِـي صـارمٌ لا عيـبَ فيـهِ | وبَـحـري لا تكـدرهُ الـدلاءُ |