يعتبر الدعاء أحد العبادات التي يقوم بها الفرد المسلم وهذا لكي يطلب من الله تبارك وتعالى ما يشاء ويرغب في تحقيقه، وكما نعلم بأنَّ الهداية كل فرد مسلم ومؤمن بالله تبارك وتعالى يرغب في الهداية التامة والعمل في سبيل الله جلَّ جلاله، وبالتالي فإنَّ كل فرد يكون معرضاً تماماً لأن يخطئ ويُذنب أيضاً، ومن ثم يعود لان يطلب من الله تبارك وتعالى الهداية، ومن بين الوسائل لطلب الهداية يكون من خلال الدُعاء.
ما هو دعاء طلب الهداية
تتوافر الكثير من الأدعية التي من خلالها يطلب العبد المسلم من الله جلَّ وعلا الهداية وأن يُثبته على هذا الأمر، وفي هذا المقال سوف نتناول البعض من الأدعية التي يكون مضمونها طلب الهداية من الله، والبعض منها ما هو وارد في القرآن الكريم والبعض الآخر في السنة النبوية المطهرة، والعديد من الأدعية الواردة على لسان الاتقياء والصالحين، ونذك البعض منها على النحو الآتي:
- أن يطلب الفرد المسلم من الله جلَّ وعلا أن يهديه ويُثبته من خلال قوله دُعاء: “اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعافِنِي فِيْمَنْ عافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبارِكْ لِي فِيما أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ ما قَضَيْتَ“، رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن الحسن بن علي.
- أن يقول المسلم ذلك الدُعاء الذي يطلب فيه الهداية لنفسه وهذا من خلال قوله: “اللَّهُمَّ إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سألت به أعطيت، أن تهدني هداية لا يعقبها ضلال“.
- أن يقول المسلم طالباً الهداية من الله تبارك وتعالى: “اللَّهُمَّ إني أسألك هداية ترد بها الفتن عنا، وتصلح بها حالنا. اللَّهُمَّ اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك، وقلوبنا بخشيتك، واهدنِا، اللَّهُمَّ اجعلنا ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته، ورأيته ضالًا فهديته“.
- أن يدعو المسلم طالباً من الله الهداية وأن يقول: “اللَّهُمَّ اهدِني وسدد خطاي، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا. اللهم إني أسألك رحمةً من عندك، تهدي بها قلبي، وتسعد بها حياتي“، أو أن يقول: “اللَّهُمَّ إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك الهداية والصلاح“.
- كما ويقول المسلم داعياً الله تبارك وتعالى وطالباً منه الهداية وتثبيته على هذا الأمر، وهذا بدُعاء: “اللَّهُمَّ إني أسألك سؤال المضطر، أن تهدِني إلى الصراط المستقيم، وتنجيني من كل عمل يغضبك“.
- أن يقرأ المسلم سورة الفاتحة، والتي تتضمن على العديد من الأمور التي تعود على الفرد المسلم ومن بينها الهداية حيث قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل في سورة الفاتحة: “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ“، سورة الفاتحة/ الآية_6.
- أن يدعو المسلم لكافة المسلمين بالهداية وهذا من خلال قوله: “اللَّهُمَّ اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، واهدهم إلى الطريق الصحيح”، أو أن يقول المسلم لطلب هداية المسلمين: “يا الله يا رحمن ارزق المسلمين والمسلمات هدايةً من عندك تقربهم منك، وتبعدهم عن معصيتك، اللَّهُمَّ كن عونًا لمن يطلب رحمتك ومغفرتك من المسلمين والمسلمات، واهدهم وثبت قلوبهم على طاعتك، يا رب قوِّم من ضلّ عن سبيلك من المسلمين والمسلمات وخذ بأيديهم واهدِهم“.
- أن يدعو المسلم الله لطلب الهداية لأبنائه من خلال قوله: “اللَّهُمَّ جنّب أبنائي الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، واهدِهم ولا تزغ قلوبهم“.
كما ويمكن للمسلم المؤمن أن يطلب من الله تبارك وتعالى أن يهديه، وهذا بأي صيغة ولغة أراد وأي صيغة كانت، حيث أنَّه ليس من المشرط على المسلم أن يدعو الله لطلب الهداية بصيغة معينة، وإنَّما عليه أن يكون في دُعائه كلمات ومفردات لطلب الهداية من الله جلَّ جلاله.
ولطلب الهداية واكتسابها العديد من الطرق والوسائل ومن بينها: الصدق مع الله تبارك وتعالى، والمجاهدة لكي يحصل المسلم على رضا الله من خلال أداء العبادات المختلفة، وكذلك الإيمان بالله تبارك وتعالى، حيث قال الله في محكم التنزيل: “مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ“، إلى جانب اتباع سنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، حيث قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: “فَآمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذي يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ“.