لكل أمر من أمور الحياة الدنيا والآخرة دعاء حثَّنا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام على الدعاء به، ولتلك الأدعية الفضل العظيم والأثر الكبير الذي يقع على الفرد بالخير والبركة، والخصال الحميدة، ومن بين تلك الأدعية، هو دعاء طلب غفران الظلم الذي يقعه الفرد على نفسه، وهذا لأنَّ ظلم النفس ذنب عظيم، ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن هذا الدُعاء العظيم.
ما هو دعاء ظلم النفس
يعتبر دعاء ظلم النفس من بين الأدعية التي تعتبر مستجابة بإذن الله، حيث يندرج الظلم على أنواع في الحياة الدُنيا، كما وأنَّ الظلم يزيد الفساد وهذا في الأرض، ومن بين أنواع الظلم الأكثر انتشاراً في الحياة الدُنيا هو ظلم الفرد لنفسه، كما وأنَّ للظلم العديد من الأزمات إلى جانب المشاكل والأمور التي أدت إليه التي تعتبر تداعيات صعبة.
ويمكن تعريف الظلم على أنَّه هو التعدِّي على الآخرين وسلب حقوقهم، وهو ذات الأمر عندما يظلم الإنسان نفسه، كما وأنَّه يؤدي بها إلى الطريق الغير سليم والغير صحيح، كما وأنَّه يسلك الكثير من الوسائل الشيطانية بذاته وهذا يؤدي أخيراً إلى أن يُسبب الظلم لذاته، ولكي يتجنب الفرد المسلم ظلمه لنفسه توجد العديد من الطرق والأساليب ومن بينها رفع الدين والدُعاء طلباً من الله تبارك وتعالى أن يُبعد ظلمه عن نفسه، ونذكر في هذا المقال البعض من الأدعية التي يمكن أن يدعو بها الفرد المسلم ليبعد الظلم عن نفسه، وهي على النحو الآتي:
- يمكن أن يطلب الفرد المسلم من الله تبارك وتعالى عدم ظلمه لنفسه وهذا من خلال قوله تبارك وتعالى: “رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ“. سورة الأعراف/ الآية_ 23.
- كما ويستطيع الفرد أن يدعو الله جلَّ وعلا لكي يبعد الظلم عن نفسه من خلال قوله قول الله جلَّ جلاله في محكم التنزيل: “قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ“. سورة القصص/ الآية_ 16.
- أن يدعو المسلم الله تبارك وتعالى ليبعد الظلم عن ذاته من خلال قول دعاء: “اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كثِيرًا، وَلا يَغْفِر الذُّنوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِر لي مغْفِرَةً مِن عِنْدِكَ، وَارحَمْني، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفور الرَّحِيم“.
- أو قول المسلم دعاء رفع الظلم عن النفس: “اللَّهُمَّ اغْفِر لِي خَطِيئَتي وجهْلي، وإِسْرَافي في أَمْري، وَمَا أَنْتَ أَعلَم بِهِ مِنِّي، اللَّهمَّ اغفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلي، وَخَطَئي وَعمْدِي، وَكلُّ ذلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَما أَسْررْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْت المقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلى كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ“.
- كما ويستطيع المسلم المؤمن العبد أن يرفع يديه طالباً من الله تبارك وتعالى أن يُعد ظلمه عن نفسه وهذا من خلال قول المسلم دعاء: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عمِلْتُ ومِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ“، أو قوله دعاء: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجميعِ سخَطِكَ“.
- ولا بُد التنويه في هذا المقال إلى أنَّ ظلم الفرد لنفسه يُعني ذلك الظلم الذي يُقعه الشخص على نفسه ويكون بيده، حيث يكون هذا بسبب الجهل أو اليأس أو حتى عن قصد، أو يكون بسبب بعض المعتقدات الخاطئة التي قد يؤمن بها الفرد والتي لا يُدركها فقط سواه، حيث يعتبر هذا الإدراك أحد أنواع ظلم الفرد لذاته.
ويكون ظلم الإنسان لنفسه أحد أنواع الإساءة التي قد يُقعها الفرد على نفسه، وهذا من خلال البعض من التصرفات التي تخرج عن كل من نتائج الشرع وكذلك عن الأخلاقوالتربية وأصولها على حدٍ سواء، حيث أنَّ الفرد من خلال تلك الأمور يتنازل عن العديد من الأمور التي تعتبر أمور آدمية خاصة به، وكذلك الانحراف نحو الشهوات واتباع الغرائز.
ويكون هذا الظلم متمثل بالتعدي وهذا على مصالح الأشخاص الآخرين وكذلك التعدي على حقوقهم المختلفة والتي تعتبر ظلم للذات ويكون هذا بسبب ارتكاب الفرد الذنوب والمعاصي المختلفة وكذلك ارتكاب الآثام والتي تؤدي بالنهاية إلى طريق الشيطان.
ولا بُد من التنويه إلى أنَّ الدُعاء إلى الله تبارك وتعالى هي أحد وسائل التقرب إليه والتي تجعل الإنسان على الدوام ينتهج ذلك السلوك المحدد والمنهج الإلهي من الله تبارك وتعالى كما وتجعله أيضاً في حفظ الله جلَّ وعلا وفي رعايته أيضاً.