توجد العديد من الأدعية التي يكون مضمونها شكر الله تبارك وتعالى على النِعم التي أنعم بها الله تعالى على عباده، ومن بين تلك الأدعية هو الدُعاء الذي يكون مضمونه شكر الله وطلبه منه أن يؤدي تلك العبادة الحسنة والصحيحة، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن دُعاء شكر الله وطلب حسن العبادة.
ما هو دعاء شكر الله وطلب حسن العبادة
توجد العديد من الأدعية التي بواسطتها يلب الفرد المسلم من الله تبارك وتعالى أن يُعينه على دوام ذكره وأداء العبادات الحسنة وأن يشكره في السرَّاء وفي الضرّاء، ومن بين تلك الأدعية على النحو الآتي:
- يقول الصحابي الجليل معاذ رضوان الله عليه أنَّ سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم أخذ بيده وقال له: “يا معاذ، والله إني لأحبك فقال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك“، صدق رسول الله الكريم.
وهذا الدُعاء يتضمن البعض من الجُمل العظيمة من حيث النفع، ومن بين تلك الجمل هو طلب الفرد المسلم من الله جلَّ جلاله أن يُعينه على أداء العبادات على أكمل وجه دون نقصان، وأن يُداوم الفرد على ذكر الله تبارك وتعالى باستمرار، وأنَّ الفرد يطلب من الله تعالى أن يشكره ويحمده ويُثني عليه في كافة الظروف والأحوال، ويوصي النبي عليه الصلاة والسلام أن يقول الفرد المسلم هذا الدُعاء بعد الانتهاء من كُلِّ صلاة يؤديها الفرد المسلم كما أوصى الصحابي معاذ رضوان الله عليه.
ولا شكَّ بتاتاً بأنَّ أفضل ما يُحبه الله تبارك وتعالى أن يُداوم الفرد المسلم على ذكره بواسطة قلبه ولسانه، حيث يعتبر ذكر الله من بين العبادات السهلة والتي يؤديها الفرد المسلم بيسر وسهولة، حيث يقول سيدنا محمد في خصوص ذكر الله تبارك وتعالى: “ألا أُخْبِرُكم بخيرِ أعمالِكم لكم وأزكاها عندَ مَليكِكم وأرفعِها لدرَجاتِكم وخيرٍ لكم مِن إعطاءِ الوَرِقِ والذَّهَبِ وخيرٍ لكم مِن أن تَلْقَوا عدوَّكم فيضرِبون رِقابَكم وتضرِبون رِقابَهم ذِكْرُ اللهِ عزَّ وجلَّ“.
ويقول النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم بخصوص فضل دوام الفرد على ذكر الله تبارك وتعالى بواسطة قلبه ولسانه: “لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ“. صدق رسول الله الكريم.
ويقول البعض من العُلماء أن قاعدة الدين الإسلامي ترجع إلى أن يُعان الفرد المسلم على ذكر الله جلَّ جلاله وشكره، كما وأنَّ الدين أيضاً جميعه يرجع إلى كل من الذكر والشكر، فإذا أُعين الفرد المسلم على هؤلاء الأمرين فإنَّه قد بلغ تلك المراتب العُليا، والله تبارك وتعالى أعلم.
- ومن الممكن أن يدعو الفرد المسلم الله جلَّ جلاله وهذا لكي يُعينه على شكره من خلال: “اللَّهُمَّ أعني على شكرك فإنَّه لا يُشكر على مكروه سواك“.
- أن يقول الفرد المسلم داعياً الله عزَّ وجل: “اللَّهُمَّ إني أسألك أن أستمر في أداء العبادات وأن يُداوم لساني وقلبك على ذكرك وأسألك يا الله الشكر الدائم في السرّاء وفي الضراء“.
ولذكر الله تبارك وتعالى في كل الأمور له العديد من الفضائل والفوائد المختلفة ونذكر أهمها على النحو الآتي:
- يعتبر ذكر الله تبارك وتعالى من أحب الأعمال له تعالى.
- أعدَّ الله تبارك وتعالى للذاكرين المنزلة العظيمة والعالية الكريمة.
- أعدَّ الله تبارك وتعالى للذاكرين الثواب الجزيل.
- عند ذكر الله تبارك وتعالى فإنَّه يُبعث في قلب الفرد المسلم الطمأنينة والراحة والسعادة والهناء في القلب.
- عند ذكر الله عزَّ وجل تُفك الكُرب والمصائب.
- عند ذكر الله تعالى فإنَّ الأمور العسيرة تتيسر.
- عند ذكر الله تعالى فإنَّ الراحة تتحقق في الحياة الدُنيا والآخرة أيضاً.
- كما ويحفظ الله جلَّ جلاله على عباده الذاكرين النِعم التي أنعم بها عليهم.
- كما ويُعطي الله تعالى للذاكرين النِعم المفقودة منهم.
- ويُخلص الله تعالى العبد المؤمن المسلم من وساوس الشيطان الرجيم وشروره ومكائده.
- بذكر الله جلَّ جلاله تُحط الأوزار.
ومن المعروف أنَّ ذكر الله تعالى على لسان الفرد المسلم أو في قلبه أنَّها لا تتطلب المشقة أو الجهد الذي يؤدي إلى التعب، إلّا أنَّها ذات الثواب العظيم ألا وهي كسب رضا الله تبارك وتعالى ومحبته.