سعيد بن المسيّب والحديث

اقرأ في هذا المقال


لقد كان للتّابعين شرفُ النقل عن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والتّابعون هم الطبقة الثّانية من سند الحديث الشّريف، ولا زال الحديث بين الصّحابة حتّى أَخذُوه ونقلوه ودوّنوه لمن جاء بعدهم من أقرانِهم وتابعيهم، ولقد تطوّر نقل الحديث النّبويّ في زمنهم فأصبح أكثر تدويناً لما كان عليه من زمن الصّحابة من الحفظ وقليل من التدوين، لِما كان لهم من تحفُّظٍ على الكتابة، نتحدّث اليومَ عن تابعيٍَ من أصحابِ الصّحابة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم من المحدّثين للحديث، ألا وهو سيّد التابعين ، سعيد بن المسيّب.

نبذة عن سعيد

هو: سيّدُ التابعين، أبو محمّد، سعيدُ بن المسيّب، فقيه المدينة المنوّرة في زمانه، ولد في السّنة الخامسة عشرة من الهجرة، في المدينة المنوّرة في خلافة الفاروق عمر، وكان أبوه وجدّه من الصّحابة رضوان الله عليهم، وكان حريصاً منذ صغره على تعلم الحديث والفقه، حتى أصبح من أصحاب الفتوى بوجود الصّحابة رضي الله عنهم، وعُرِف بإمام أهل المدينة لفضله وعلمه وروايته للحديث، وكان ممّن قيل فيه أفضل التّابعين كما قال الإمام أحمد بن حنبل، وكانت وفاته بعد محنةٍ كان قد وقع بها لعدائه مع الأمويين وكانت وفاته في العام الرّابع والتسعين للهجرة.

روايته للحديث

كان لسعيد سيرته العطرة في رواية الحديث وقد روى الحديث عن معظم العشرة المبشّرين بالجنة كعثمان وعليّ وعن كثير من الصّحابة كأبي هريرةَ وعائشة بنت أبي بكر وعبدالله بن عبّاس وجندب بن جنادة وأبو موسى الأشعريّ، وأكثرُ روايتِه للحديث من طريق أبي هريرة حتى قيل عنه أنّه أعلم النّاس بحديث أبي هريرة.

وروى عن سعيد بن المسيّب كثير من التابعين أقرانِه وتابعيهم كإدريس الأوْديّ والخُراسانيّ ومحمّد الباقر وغيرهم كثير.

من ما ورد من طريق سعيد

ممّا جاء من الحديث برواية سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة رضي الله عنه ما أَورده الإمام مسلم في صحيحه ((أنّه كان يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( ما من مولودٍ إلّا يولد على الفطرة فأبواه يُهَوِّدانِهِ ويُنَصِّرانِه ويُمَجِّسانِه، كما تُنْتُِث البَهيمة بهيمة جمْعاء، هل تُحِسُّون فيها من جَدْعاء)، ثمّ يقول أبوهريرة: واقرَؤوا إنْ شِئْتُمْ: فطرةَ الله الّتي فطر النّاسَ عليها لا تبديل لخلق الله/ الآية30 الروم)).


شارك المقالة: