سير غزوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع يهود بني النضير وطبيعة الفتح

اقرأ في هذا المقال


كيف كان سير غزوة النبي مع يهود بني النضير وما هي طبيعة الفتح؟

لقد اختلفت الروايات في يهود بني النضير حول زمن مسير الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، فقد قيل أن النبي سار إليهم بعـد غزوة بدر بمدة ستة أشهر، وهناك من قال أنه سار إليهم بعد غزوة أحد بأربعة أشهر، أما عن أهل المغازي والسـير فقـد قالوا أنه عليه الصلاة والسلام قد سار إليهم في السنة الرابعة من الهجرة النبوية الشريفة؛ أي أنه سار لليهود بعد غزوة أحد.

مسير النبي لليهود:

ولكن قبل أن يسير الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى يهود بني النضير أرسل إليهم الصحابي الجليل محمد بن مسلمة رضي الله عنه حتى يخبرهم أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يأمرهم أن يخرجوا من بلده؛ لأنهم قاموا بنقض العهد معه عليه الصلاة والسلام، وقد أمهلهم النبي الكريم محمد صلى الله عليه مدة من الوقت تقدر بعشرة أيام، ولكن بعد أن بدأ اليهود بالاسـتعداد للرحيل عن المدينة المنورة أرسل إليهم زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول يحث فيها بني النضير على عدم الخروج، وأن عبد الله بن أبي سلول ومعه يهود بني قريظة وحلفاءهم من غطفان سيقومون بمساعدتهم وإمدادهم لكل ما يحتاجونه، حينها تغير موقف يهود بني النضير، بعدها أرسل سيد بني النضير وهو حيى بن أخطب إلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من يقول للنبي: “إنا لا نخرج من ديارنا فاصنع ما بدا لك”.

وبعد أن انتهت مهلتهم ولم يخرج اليهود من المدينة المنورة سار جيش المسلمين إليهم ومن ثم حاصروا يهود بني النضير في حصونهم، وقد أمر الرسول الكريم محمد صلى الله عليع وسلم جنود المسلمين أن يقوموا بقطع النخيل والذي كان حينها هو موردهم الرئيسي وأمر عليه الصلاة والسلام أن يقوموا بحرقه، حيث استمرت مدة الحصار خمسة عشـر ليالٍ.

وبعد ذلك الحصار الطويل من جيش المسلمين لهم أصاب يهود بني النضير اليأس الكبير، والذي زاد في يأسهم أكثر أنه لم يتقدم أي أحد من العرب أو من اليهود لمساعدتهم، حينها استسلموا ومن ثم نزلوا عند حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم.

وبعد ذلك ترك اليهود المدينة المنورة متجهين إلى خيبر، وقد كان من أشراف اليهود الذين كانت له كلمة مسموعة عند أهل يهود خيبر هو رجل اسمه سلام بن أبي الحقيق وأيضاً كنانه بن أبي الحقيق، وحيي بن أخطب.

ومن الواضح بشكل كبير أن يهود بني النضير لم يدخلوا أبداً في حرب قتالية مع جيش المسلمين عندما تم الحصار عليهم، تمامـاً مثل يهود بني قينقاع، لكن اليهود استسلموا للمسلمين ومن ثم طلبوا من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم السماح لهم بترك المدينة والهجرة عنها مثلما حصل مع يهود بني قينقاع فأعطاهم الرسول صلى الله عليه وسلم ما طلبوا.


شارك المقالة: