ما هي قصة عمر بن الخطاب مع الحجر الأسود؟

اقرأ في هذا المقال


عن عمر رضي الله عنه أنه قبل الحجر الأسود، وقال: “إني أعلمُ أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك” متفق عليه.

قصة عمر بن الخطاب مع الحجر الأسود

حديث عمر بن الخطاب هنا يدل على أنه قال: حينما كان يطوف بالركن اليماني مخاطبًا الحجر، إنما أنت لا تضرني ولا تنفعني ولكن لولا إني شاهدت نبي الله يقبلك لما قبلتك، ثم أقبل عليه وقبله. وإنما هنا ما يحدث جراء تقبيل هذا الحجر من الأجر والثواب إن هو إلا كفارة عن معاصي الناس وسيئاتهم وهو دفعٌ للضرر؛ وليس لنفس الحجر ولكن للامتثال لأوامر الله تعالى واتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم.

فهناك بعض من أصحاب العقول وحتى وإن كانوا كفارًا لا يظنون بأن الحجر ينفع ويضر بالذات، ولكنهم يعبدون الأحجار معللين بأن هؤلاء سيشفعون لنا عند الله تعالى، فالفرق بيننا وبينهم بأنهم كانوا يصنعون الأشياء من تلقاء أنفسهم ما أنزل الله تعالى بهذا شيئًا، بعكس حياة المسلمين، فإنهم يصلون إلى الكعبة بناءً على أوامر ربهم ويتقدمون إلى الحجر ويقبلونه لأنهم رأوا رسول الله يقبله.

فأرباب العقول وإن لم يؤمنوا بالله وهم كفار لا يعتقدون أن الحجر يضر وينفع بالذات هو كلام سليم؛ لأن الظاهر والواضح من سياق القرآن الكريم أن أهل الجاهلية كانوا يعتقدون أن هذه الأحجار تنفع وتضر لذاتها، بل إنهم كانوا يضعون بعض التمائم ويعلقونها ضانين بفكرهم أنها تزيل الشر عنهم، ففله درّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي تكلم بشهادة النبي عليه الصلاة والسلام.

فقد يرى بعض الناس من الذين ينسب إليهم الصلاح يطوفون حولها مثلما يطوف المسلم حول الكعبة مع إجماع علماء المسلمين على أنه لا يجوز الطواف إلى حول الكعبة المشرفة؛ لأن الطواف ببيت الله من ضرورياتها وخصائصها، لذا قدمه الله تعالى على الصلاة والتهجد في بيت الله الحرام، فقال تعالى: “أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ” البقرة:25.

العبرة المستفادة من حديث الفاروق عن الحجر الأسود

إن المبدأ من هذا الحديث تدل على أن تقبيل الحجر الأسود هو اتباع لشريعة ومنهج الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن هذا الحجر باعتقاد المسلم على أنه لا ينفعنا ولا يضرنا، وأيضًا أنه لا يحق لنا أن نقبل أي حجرٍ كان سوى الحجر الأسود وأيضًا أنه قد يخاف المسلم بأن يقع بأفعال أصحاب الجاهلية والكفر ولا يعصمه من ذلك اتباع النبي عليه الصلاة والسلام.


شارك المقالة: