ما معنى كلمة الوحي وما هي صوره؟

اقرأ في هذا المقال


معنى كلمة الوحي:

نزل القرآن الكريم على الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم كما نزلت الرسالات السابقة على الأنبياء وحياً.

والوحي لغة: يكاد يُجمع علماء هذا الفن على أنه يشترط فيه ثلاثة شروط (الإعلام-الذي يكون في خفاء-السرعة )

الوحي اصطلاحا: هي الطريقة أو الوسيلة التي يتصل بها رب العالمين بالرسل والأنبياء، لكي يعلمهم بألوان العلم والهداية، فعُبر عنها بالوحي لكونها خفية عن الآخرين، قال تعالى :  ﴿۞ إِنَّاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ كَمَاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ نُوحࣲ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِیسَىٰ وَأَیُّوبَ وَیُونُسَ وَهَـٰرُونَ وَسُلَیۡمَـٰنَۚ وَءَاتَیۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورࣰا﴾ صدق الله العظيم [النساء ١٦٣]، قال أبو جعفر الطبري: يعني جل ثناؤه بقوله:”إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح”، إنا أرسلنا إليك، يا محمد، بالنبوة كما أرسلنا إلى نوح، وإلى سائر الأنبياء الذين سَمَّيتهم لك من بعده، والذين لم أسمِّهم لك.

صور الوحي:

الأولى: إلقاء المعنى في قلب الرسول أو النبي صلى الله عليه وسلم، أو النفث في الروع، بحيث يشعر بأنه تلقاه وأخذه عن الله سبحانه وتعالى، كما جاء في الحديث: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لا تموت حى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، و لا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ، فإن الله لايدرك ما عنده إلا بطاعته، فقوله : نفث في روعي، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أي- ألقى إلي وأوحي والروع النفس.

الثانية: تكليم الله للنبي من وراء حجاب، كما خاطب ونادى النبي موسى عليه السلام عند جبل الطور، فسمع سيدنا موسى عليه السلام نداءه، قال تعالى ﴿وَرُسُلࣰا قَدۡ قَصَصۡنَـٰهُمۡ عَلَیۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلࣰا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَیۡكَۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِیمࣰا﴾ صدق الله العظيم [النساء ١٦٤] قال الطبري: وكلم الله موسى تكليمًا”، فإنه يعني بذلك جل ثناؤه: وخاطب الله بكلامه موسى خطابًا.

الثالثة: أن يُلقي الملك المسؤول عن الوحي الذي أرسله الله تعالى إلى أحد الأنبياء، ما كلفه الله بمخاطبته إليه، سواء كان هذا الملك على صورته الحقيقية، أو على هيأة رجل، كما جاء في الحديث الصحيح عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس ، وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال ، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول. قالت عائشة : ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه ، وإن جبينه ليتفصد عرقا .

وكذلك قوله تعالى: ﴿۞ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡیًا أَوۡ مِن وَرَاۤىِٕ حِجَابٍ أَوۡ یُرۡسِلَ رَسُولࣰا فَیُوحِیَ بِإِذۡنِهِۦ مَا یَشَاۤءُۚ إِنَّهُۥ عَلِیٌّ حَكِیمࣱ﴾ صدق الله العظيم[الشورى ٥١].

المصدر: موجز علوم القران - داود العطار تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن- محمد الأمين بن عبدالله الأرمي العلوي الهرري الشافعي الجمان في علوم القرآن- د. عادل حسن عليالتمهيد في علوم القرآن- محمد هادي معرفة


شارك المقالة: