تعريف العقد في القانون المدني

اقرأ في هذا المقال


يعرّف القانون المدني العقد على أنه اتفاقية يتعهد فيها شخص أو عدة أشخاص آخرين بتقديم شيء ما أو القيام به أو عدم القيام به، وفقًا لهذا التعريف فإن العقد هو اتفاقية تهدف إلى إحداث آثار قانونية.

تعريف العقد في القانون المدني

العقد هو اتفاق يميز بعض الأشخاص بين العقد والاتفاقية لاعتبارات مختلفة، ولكن في الواقع هذا التمييز لا معنى له في القانون والممارسة، طالما أن شروط الاتفاقية مستوفاة، يكفي إظهار أن الاتفاقية عقد، ويتمتع بالخاصيتين التاليتين:

  • خضع مسؤولية القانون المدني: ينطوي على مصالح اقتصادية، لذلك يتم استبعاد جميع الاتفاقيات التي تبرمها الأشخاص الاعتبارية العامة التي لا تخضع للقانون الخاص من نطاق العقد، والاتفاقيات لا تنطوي على المصالح الاقتصادية، مثل تلك المبرمة بين الناخبين ونوابهم بالاتفاق.
  • الغرض من العقد هو إحداث أثر قانوني: أي إنشاء وضع جديد لترتيب أو إنهاء حقوق والتزامات كلا الطرفين، وما لم يكن الاتفاق لغرض إحداث أثر قانوني، فإنه لا يعتبر عقدًا، اتضح أن المشرعين دمجوا تعريف العقد مع تعريف الالتزام، لكن الالتزام هو عقد أو علاقة قد تنشأ عن العقد، بينما العقد هو اتفاق تم إقامته أو تعديله بين شخصين أو أكثر أو إنهاء الضمان القانوني.

تطوير نظرية العقد

خضعت نظرية العقد لسلسلة من التطورات ومنها:

  • نظرية العقد التقليدية: هي المبادئ التي وضعها العقد في أوجها في ظل الفردية، والتي تقوم على فكرة تقديس الفرد وتكريس المجتمع من أجل خدمته، وتتجسد أفكارهم في مجال القانون المدني من خلال مبدأ العقود الحاكمة هو مبدأ سلطة الإرادة، مما يعني أن الشخص ملزم فقط في حدود كما يشاء تمامًا، ضمن الحدود التي يريدها، كما يختار الطريقة التي يعبرون بها عن إرادتهم لإتمام العقد، للأطراف المتعاقدة الحرية الكاملة في تحديد محتوى العقد وتحديد شروط وأحكام العقد، مع مراعاة أحكام النظام العام والأخلاق الحميدة فقط.

وينطبق هذا المبدأ أيضًا على العقود من حيث صلاحية العقد، والتي تتجسد على وجه التحديد في مبدأ الالتزام التعاقدي، أي أن كلا الجهتين ملزمان بتنفيذ العقد، ولا يجوز للمقاول تعديل العقد أو إلغائه أو إنهائه، دون موافقة الطرف الآخر، يتوافق هذا مع مبدأ العقد وقانون أطراف العقد ومبدأ خصوصية العقد، أي أن صلاحية العقد تكون فقط ضد الطرف المتعاقد.

  • تقييد مبدأ قوة الإرادة: يؤدي تطور المجتمع في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها إلى ظهور مساوئ الفردية التي تتجلى من وجهة النظر التشريعية من خلال تغيير القواعد التي تحكم العقد، ومنها: حرية التعاقد بشتى الطرق، مثل فرض عقد، أو فرض عقد محتوى، أو فرض بعض شروطه وأحكامه وتقليل التأثير النسبي للعقد.

وفي النهاية نستنتج أن العقد المدني قد بدأ من قبل المجموعة التشريعية، وكان تأثيره موجهًا إلى أطراف متعددة، حيث فرض بعض الإجراءات الشكلية لمراقبة المعاملات المدنية، ومراقبة القاضي شروط العقد وفي بعض الحالات ويتم تعديلها.


شارك المقالة: