القضاء الإداري المستعجل

اقرأ في هذا المقال


نشوء العدالة الإدارية في حالات الطوارئ وتطورها يعتبر مبدأ الشرعية أو حكم القانون من أهم خصائص الدولة القانونية، التي تسعى لفرض حكم القانون على أفعال أو أنشطة كل فرد أو هيئة حاكم ومحكوم.

القضاء الإداري المستعجل

نشأ مفهوم العدالة الطارئة مع زيادة الأنشطة الإدارية وتوسعها وعدد كبير من النزاعات الإدارية وشواغل العدالة، حيث قد تستغرق المنازعات شهورًا أو سنوات لعرضها على القضاء.

وفي بعض الحالات المعقدة يجوز للأطراف استخدام هذه الفترة الزمنية لإلحاق الأذى بالطرف الآخر بشكل ضار، مما يؤدي عمداً إلى تمديد النزاع وتعقيده، مما يؤدي إلى فقدان الحق في النزاع وخسائر جسيمة يصعب إصلاحها بعد ذلك، وبحلول الوقت الذي صدر فيه الحكم، كانت الحكومة قد اضطلعت أحيانًا بأعمال قانونية ومادية، مما جعل من الصعب إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل النزاع. اتخاذ إجراءات الطوارئ للأجهزة الإدارية والقضائية.

بالنظر إلى تاريخ العدالة الإدارية قبلها، نلاحظ أن استكمال التسلسل الهرمي القانوني لهذه الإجراءات والإجراءات استغرق أكثر من قرن، على الرغم من أن القضاة المدنيين كانوا على علم بإجراءات الطوارئ أمام القضاء الإداري.

ولا يصدر قرار تعليق التنفيذ إلا عن السلطة القضائية للجمعية العامة، ونلاحظ أن هذا الاختصاص القضائي مفوض إلى القضاء الجماعي بدلاً من القضاة الفرديين، لذلك في بداية ظهوره يشكل نزاعًا إداريًا عاديًا، وليس إجراءات الطوارئ ولكن الإجراءات العادية التي لم يتم تشكيلها بعد كمفهوم إداري للطوارئ.

ونشأت مناقشات فقهية حول مدى سلطة رئيس المقاطعة في الأمر بالتعليق في تلك المرحلة، بناءً على مهام رئيس المحكمة آنذاك في الأمور المستعجلة، وبسبب التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على مثل هذه الصلاحيات إذا مُنحت لمجالس المقاطعات، وقد يعترض بعض أعضاء الهيئة التشريعية على منح مجالس المقاطعات سلطة إصدار أوامر بتجميد القرارات الإدارية التنفيذية، حيث تكون  هذه المجالس تعتبر تابعة للسلطة التنفيذية.

وفي الخاتمة نستنتج أن الأفكار المقدمة أعلاه وظهور العدالة الإدارية الطارئة تعطي صلاحية تعليق تنفيذ القرارات الإدارية في حضور جهة قضائية إدارية من خلال تحديد طبيعة الحكم الصادر، ومن قبل السلطة القضائية الإدارية، والجانب العاجل للقضية الإدارية (الحكم الصادر في وقت طلب تعليق التنفيذ) ودرجة سلطة هذا الحكم، سواء كان إداريًا أو محكمة ابتدائية أو غير ذلك، ومدى الأحكام الصادرة قبل اتخاذ قرار بشأن يمكن استئناف الأمر، بما في ذلك وقف تنفيذ الحكم.

المصدر: القانون الإداري، فؤاد العطار،دار النهضة العربية، 1977.القانون الإداري، سعاد الشرقاوي، دار النهضة العربية، 1994.الإيجاب والقبول في العقد الإداري، مهند نوح، 2005.دوام سير المرافق العامة، محمد عبد الحميد أبو زيد، دار النهضة العربية، 1976.


شارك المقالة: